أصبحت مدينة سان بطرسبورج هدفًا لهجمات تنظيم داعش الإرهابية، ردًا على التدخل الروسي في العمليات العسكرية بسوريا، منذ عام ونصف، لينفذ عدة هجمات كانت جميعها في جمهوريات القوقاز المضطربة. وفي إطار إصرار تنظيم داعش على الانتقام من روسيا، نفذ مساء أمس الأربعاء، انفجارا داخل مركز تجاري شمال مدينة سان بطرسبورج في شمال غرب روسيا، وأسفر عن إصابة 13 شخصًا دون أن وقوع قتلى، ونتج عن عبوة ناسفة محلية الصنع بحجم 200 جرام من مادة "تي ان تي" ومحشوة بشظايا قاتلة، بحسب ما ذكرت لجنة التحقيق الروسية. وأفادت وسائل إعلام روسية، بأنه تم إجلاء 50 شخصا من مكان الانفجار، ودفعت السلطات الروسية بتعزيزات عسكرية إلى مكان الحادث، وفتحت تحقيقًا للكشف عن ملابسات الحادث، كاشفة عن أن الأشخاص الذين أصيبوا في التفجير تم إسعافهم وحياتهم ليست في خطر، ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع داعش في تنفيذ التفجير. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، خلال تكريمه لجنود وضباط شاركوا في العملية العسكرية بسوريا، تفجير سان بطرسبورج بالعمل الإرهابي، قائلا: "أصدرت أوامرا لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالتعامل فقط في إطار القانون أثناء القبض على العصابات، لكن في حال كان هناك تهديد للحياة أو لصحة عملائنا وضباطنا، يجب التعامل بحزم، ولا داعي للقبض عليهم، بل يجب تصفيتهم في نفس المكان". إحباط محاولة تفجير منذ أيام كان تنظيم داعش يعد لعمل إرهابي ضخم، يستهدف عددا من المنشآت الحيوية والمزدحمة، ليكون ردا قاسيا على استهدافهم وتدمير تنظيمهم العسكري في سوريا، إلا أن خطتهم باءت بالفشل، بعد معلومات استخباراتية قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى روسيا. وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في وقت لاحق، القبض على 7 أشخاص من أنصار داعش، كانوا يخططون لتنفيذ عملية انتحارية في إحدى الكنائس وسلسة تفجيرات أخرى في المناطق المزدحمة بالمدينة بأوامر من داعش، وعثر أثناء تفتيشهم على أسلحة ومتفجرات وكتب تدعو إلى التطرف. تفجير مترو أنفاق سان بطرسبورج ولم يكن حادث تفجير الأمس، الأول في سان بطرسبورج، حيث شهدت المدينة عدة أعمال إرهابية منها التفجير الذي وقع في شهر أبريل الماضي بمحطة مترو الأنفاق، وأسفر عن سقوط 15 قتيلاً وإصابة العشرات، كما شهدت في الشهر الحالي إحباط عميلة إرهابية لتفجير إحدى الكنائس بمساعدة من جهاز المخابرات الأمريكية. وكان لحادث تفجير مترو أنفاق سان بطرسبورج، أثر كبير حيث على سياسية روسيا تجاه سوريا، فقد أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، ثبات موقف بلاده في توجهها لمكافحة الإرهاب، ورغم إنكار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن يكون تفجير المترو بسبب سياسة روسيا في سوريا، إلا أن موسكو دعمت تواجدها العسكري في سوريا واستطاعت القضاء على تنظيم داعش سوريا تمامًا. الجيش الروسي مستمر في سوريا ورغم الهجوم الإرهابي على مدينة سان بطرسبورج، إلا أن روسيا مصره على الدور الذي تلعبه في سوريا وعلى تواجدها العسكري الضخم في المنطقة، وأن العمليات الإرهابية لن تكون سببا لوقف المخطط الروسي، حيث قال بوتين، خلال تكريم للجنود الروس الذين شاركوا في العمليات العسكرية بسوريا اليوم الخميس، إن القاعدتين العسكريتين في طرطوس وحميميم ستواصلان عملهما بشكل دائم؛ لكونهما قلعتين مهمتين لحماية المصالح الروسية في سوريا. وذكر بوتين أن 48 ألف عسكري روسي شاركوا في العمليات في سوريا خلال عامين، وأنهم حققوا كل المهام التي أسندت إليهم بكفاءة وامتياز وعادوا إلى وطنهم منتصرين.