تختتم اليوم، الدورة الثانية والثلاثون من مؤتمر أدباء مصر بمدينة شرم الشيخ، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت عنوان "التأسيس الاجتماعي للأدب.. دورة عميد الأدب العربي طه حسين"، ويعد أهم مؤتمر أدبي يتم تنظيمه في مصر؛ إذ يجمع الأدباء من مختلف المحافظات. وانتصر مؤتمر أدباء مصر للقضية الفلسطينية؛ حيث خرجت فعاليات مدينة سانت كاترين، أمس، بتوصية مفصلية تتضمن عدم التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وجاء نصها: "أمام عدم التزامها بالمواثيق الدولية، يوصي المؤتمر بعدم التعامل الثقافي مع إسرائيل في كل صوره حتى يتم الجلاء عن الأراضي العربية، وعودة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين". وتضمن المؤتمر حلقة نقاشية بعنوان "محمد أبو المجد رحلة مفعمة بالعطاء والعذوبة"؛ لتأبين الشاعر الراحل تقديرًا لدوره الكبير فى الحركة الثقافة؛ إذ كان نموذجًا للمثقف والمبدع المهموم بالعمل الثقافي، وتحدثت خلاله أسرته وأدباء مصر عن ذكرياتهم مع الراحل، وقال أشرف أبو جليل محمد، مدير عام الثقافة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن أبو المجد المثقف كان يجعل القانون معينا على العمل الثقافي لا معيقا له وقدرته الدائمة على دفع العمل لخدمة الثقافة المصرية. كما ركز المثقفون على أهمية الخطاب الأدبي وتأثيره في المجتمع، من خلال جلسة بحثية بعنوان "ثقافة المجتمع وأثرها في الخطاب الأدبي"، وتناولت الدورة الثانية والثلاثين من المؤتمر الأدب الشفاهي وأثره في الأدب الكتابي وعلاقة الأدب بالمجتمع والتراث والنظرية النقدية. وجاءت قضايا الأدب الشعبي في محافظة جنوبسيناء، من الأولويات التي ناقشها المؤتمر، وأكد المثقفون أن الأدب الشفاهي لا يقف فقط عند القصيدة النبطية إذ يضم الحدوته والتسلية، مشيرين إلى أنه يوجد في الشعر أنواع أخرى إلى جانب القصيدة النبطية منها "المغنى والدحية والسامر والمربوعة والرفيحي"، وانطلقوا من هنا إلى المشكلة الأهم وهي التدوين والتوثيق للأدب الشفاهي، إلى جانب إشكاليات الكتابة لعدم التزامه بالقواعد، وغيرها من إشكاليات تدوين القصيدة البدوية. واهتم المؤتمر بتكريم عدد من الأدباء، وعقدت جلسة ضمن الفعاليات بعنوان "شهادات المكرمين في المؤتمر"، تحدثوا خلالها عن مشوارهم الثقافي، وشارك فيها الدكتور شوقي السباعي، الذي تكلم عن بدايته في عالم الأدب وتجربته في مجال الإعلام كونه قدم أول برنامج عام 1994 بالتليفزيون المصري، والدكتور حسين حمودة الذي تتطرق إلى رحلته فى مجال الأدب والشعر وعن تجربته كقارئ للنصوص الروائية والمسرحية، أما سامح محجوب، فتحدث عن المراحل التعليمية التى مر بها وعن مسلسل طه حسين والسيرة الهلالية وكيف ساهمت في تشكيل وجدانه وحسه الشعري. وعقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة جلسة بحثية بعنوان "المشهد الإبداعي في محافظة جنوبسيناء"، شارك فيها الدكتور أمجد ريان، وحمدي سليمان، وعلاء الجابرى والباحث هاني القط، وقدمت أوراق بحثية بعنوان "قيمة التشكيل الشعري بين الرومانسية والتعدد" والذي تناول مراحل تطور الشعر الجديدة من خلال دراستين قصيرتين لتجربتين متباينتين من حيث الرؤيا والتوجه، الأولى عن قصائد الشاعر إبراهيم صبحي والثانية حول قصائد للشاعر محمد أحمد، ويوضح البحث أن التجربة الأولى تفيد من تفاعل الرومانسية والشعر الحر، وتؤكد العلاقة الوثيقة بينهما، بينما التجربة الثانية تتعلق بولادة واستمرار تجربة الحداثة الشعرية وهى تجربة تتجاوز الأحادية وتنادي بالتعدد. فيما أصدرت الهيئة العامة للثقافة "8 كتب" يضم الأول أبحاث المؤتمر، بالإضافة لكتاب عن المكرمين، وآخر يضم ذاكرة المؤتمرات الإقليمية خلال الفترة من 1998 إلى 2016، بجانب كتيب يضم برنامج المؤتمر، وآخر يضم برنامج المحاضرات الثقافية والفكرية لمواجهة الإرهاب في جميع المحافظات، بالإضافة لكتاب بعنوان "الشعر الشفاهي في جنوبسيناء"، يضم بورتريهات لأشهر شعراء البادية في جنوبسيناء ونماذج من إنتاجهم الأدبي، بجانب كتاب "بيت الأجواد" يضم مختارات من شعر البادية المصرية، بالإضافة لكتاب خاص بعنوان "لا أنام.. إنما تنضم جفوني لأراك"، يضم مختارات من شعر الراحل محمد أبو المجد بمقدمة لابنته مهيا.