غضب شعبي اجتاح عواصم ودولاً مختلفة من العالم؛ احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، فهل يعرقل الرفض الشعبي تنفيذ القرار في ظل تهاون الأنظمة العربية الحاكمة مع تجاوزات واعتداءات الكيان الصهيوني، لا سيما بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الدول العربية لم تعد تنظر إلى اسرائيل كعدو بل كحليف؟ نتنياهو وتحدي الشعوب العربية صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر الشهر الماضي، أثناء احتفال الكنيست الإسرائيلي بمرور 40 عامًا على زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات للكنيست، بأن العقبة الكبرى أمام تحقيق السلام لم تعد قادة الدول حولنا، إنما الرأي العام السائد في الشارع العربي. في إشارة منه الى مدى قوة علاقة إسرائيل بقادات الدول العربية، مع تحدي الشعوب العربية الرافضة لوجود الكيان الصهيوني واعتداءاته على الشعب الفلسطيني. ويوحي هذا التصريح باحتمال نجاح الشعوب العربية واحتجاجاتها الغاضبة في منع ترامب من تنفيذ قراره أو التراجع عنه، لا سيما وأن الكثير من الدول شهدت احتجاجات رافضة للقرار. انتفاضة الشعب الفلسطيني منذ إعلان ترامب عن قراره بشأن القدس انتفض الشعب الفلسطيني رافضًا للقرار، واندلعت مواجهات بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال، أسفرت حتى الان عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة نحو 1114 حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، حيث بلغت الاحتجاجات ذروتها أمس عقب صلاة الجمعة، والتي أطلق عليها اسم يوم الغضب. وعلى صعيد متصل نفذ طيران الكيان الصهيونى غارات جوية على شمال قطاع غزة، استهدفت عدة مواقع لكتائب القسام التابعة لحركة حماس، لكن شعلة الانتفاضة على هذا القرار لا تزال ملتهبة في الأراضي المحتلة، ويتواصل تمددها في جميع أنحاء البلاد. مظاهرات فى دول عربية واسلامية تظاهر آلاف المحتجين أمس الجمعة في العديد من مدن وعواصم العالم العربي والإسلامي؛ للاحتجاج على قرار القدس، خاصة في مصر وتونس والعراق وتركيا وإندونيسيا وماليزيا وأفغانستان. ففي مصر احتشد مئات المتظاهرين عقب صلاة الجمعة في ساحة جامع الأزهر الشريف، مرددين هتافات "القدس عربية" و"يا ترامب يا جبان الشعب العربي في كل مكان"، ووصف خطيب الجمعة بالأزهر القرار الأمريكي بالإرهابي، وأن القدس إذا نُفذ القرار ستكون مستوطنة أمريكية تنضم إلى المستوطنات الإسرائيلية. كما نظمت تظاهرة سلمية أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة مساء الخميس الماضي، وردد المتظاهرون هتافات معادية للكيان الصهيوني وأمريكا، وقاموا بحرق العلم الإسرائيلي وصور لنتنياهو، وطالبوا بإغلاق السفارة الإسرائيلية. وفي تونس خرجت مسيرات ضخمة للتنديد بالقرار الأمريكي، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل، وطالبوا بطرد السفير الأمريكي من تونس ومساندة الشعب الفلسطيني في نضالهم ضد قوات الاحتلال، ونظم أعضاء مجلس نواب الشعب التونسي وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة، واعتبروا القرار الأمريكي اعتداء على الأمة العربية والإسلامية واستهانة بمشاعرها وتعديًا صارخًا على القرارت الدولية بشأن القدس. وشهدت الأردن مظاهرات عارمة فى العاصمة عمان ومدن أردنية أخرى، كان أبرزها في ساحة مسجد الحسيني بوسط عمان، حيث توافد الآلاف للمشاركة في المسيرة التي دعت إليها الحركة الإسلامية، وشارك في المظاهرة شخصيات حكومية وإسلامية، وسط حضور أمني مكثف، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصورًا للمسجد الأقصى، ورددوا هتافات ضد ترامب ونتنياهو. كما احتشد الآلاف أمام مبنى السفارة الأمريكية في عمان، وأحرقوا علم أمريكا، ورددوا هتافات "الموت لإسرائيل" و"من القدس إلى عمان يسقط حكم الأمريكان"، مطالبين بطرد السفير الأمريكي من الأردن. وفى لبنان خرج اللاجئون الفلسطنيون ولبنانيون في تظاهرات بمختلف المناطق اللبنانية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، رافضين تهويد القدس، حيث انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد الإمام على في بيروت، رفع خلالها المتظاهرون لافتات كتب عليها "القدس تجمعنا" و"دماؤنا فداء القدس"، وجرى خلالها حرق العلم الإسرائيلي ورفع الأعلام اللبنانيةوالفلسطينية. احتجاجات أمام البيت الأبيض رفض القرار الأمريكي وصل إلى البيت الأبيض، فبدعوة من منظمات إسلامية أمريكية أقام المئات صلاة الجمعة في متنزه لافاييت سكوير أمام البيت الأبيض، وعبر المتظاهرون عن احتجاجهم على قرار ترامب، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بالاستيطان الإسرائيلي في القدسالمحتلة. وقال نهاد عوض، المدير العام لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن ترامب لا يملك ذرة تراب في أرض القدس أو فلسطين، إنما هو يملك أبراج ترامب وبامكانه إعطاؤها للإسرائيليين. وقال أحد المتظاهرين إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يخدم عملية السلام، بل سيؤدي إلى المزيد من الفوضى.