* الصحيفة الألماني: ليس بالضرورة أن يكون فولف رجلا سيئا ولكنه رئيس سيىء فشل في أن يكون قدوة وخدعنا * لا يهم إن كانت التهم الموجهة إلى فولف صحيحة قانونيا أم لا لأن فشله يكمن فى الطريقة التى تعامل بها مع سلسلة من التهم الصغيرة والكبيرة كتب- محمد عبد السلام: قالت صحيفة دير شبيجل الألمانية تعليقا على استقالة الرئيس الألمانى كريستيان فولف بعد تورطه فى فضيحة مالية أن وولف فشل أن يكون قدوة، وبدلا من أن يتحدث عن شئونه بأمانة وشجاعة قام بخداعنا، ولا يوجد أمام المستشارة ميركل إلا خيار واحد فقط أن يكون الرئيس القادم أفضل. وأضافت الصحيفة أن أغبى فكرة سياسية خلال الأعوام الماضية كانت جعل كريستيان فولف رئيسا، فقد اختاره الاتحاد المسيحى الحاكم والحزب الديمقراطى الحر والمستشارة أنجيلا ميركل وهم المسئولون الآن عن فشله، وكان هناك من هم أفضل منه والجميع يعلم ذلك، ولكن ميركل وجيدو فيسترفيله وحزبيهما وضعوا اختيارهم الشخصى فقط نصب أعينهم وليس مصلحة البلاد، والآن ذهب وولف والجميع متضرر مكتب الرئيس، وميركل، والائتلاف الحاكم، وسمعة السياسة برمتها. وأكدت الصحيفة أن الشفقة لا تجوز فى القضايا المتورط بها سياسيون، ولكن على أى حال يستحقها الآن كريستيان فولف الذى لم يسبق لسقوطه مثيل فى تاريخ البلاد، فقد كان الرجل الأول فى الدولة الذى يفرش له السجاد الأحمر، ولكنه الآن يغادر بلا شىء، وإذا قال أنه مجروح قطعا سنصدقه، ولا يهم إن كانت التهم الموجهة إلى فولف صحيحة قانونيا أم لا، لأن فشله يكمن فى الطريقة التى تعامل بها مع سلسلة لا تنتهى من التهم الصغيرة والكبيرة. وعندما ظهرت التسريبات الأولى لعلاقته برجل الأعمال جيركنس وزوجته، لم تكن لدى وولف الشجاعة ليعترف بالحصول منهما على قرض خاص، وقام بخداع مجلس النواب (البوندستاج) فى محاولة للتأثير على التقارير الإعلامية غير المرغوب فيها، ولا تزال هناك أسئلة كثيرة لم يجيب عنها وولف، فقد خطط لأن يعترف فقط بما لا يمكن إخفاءه أكثر من ذلك، وتدريجيا أصبح من الواضح أن المانيا لا تمتلك رجل دولة فى منصب الرئاسة، ولكن متسلق سياسى يتعامل مع الشركات الخاصة والرسمية على نحو شامل ويستخدم كل الخدع الممكنة للتغطية على ذلك. وقالت الصحيفة أن البعض يقولون أن رجال السياسة مثل بقية البشر يرتكبون الخطايا الكبيرة والصغيرة، وبالتأكيد هذا صحيح، فلماذا يتم إدانة فولف بشدة؟ ولماذا لا نفترض براءته من هذه التهم.. وهذه الطريقة تبدو صحيحة عندما يتعلق الأمر بموظف أو مجلس إدارة شركة، ولكن الأمر هنا مختلف لأنه يتعلق بأعلى ممثلين للدولة وخاصة منصب الرئاسة الذى تحيطه توقعات كبيرة من حيث الكياسة والشجاعة والثقة والاعتماد على النفس والاستقامة وعليه الوفاء بهذه الصفات، وكريستيان وولف لم يرتقى لهذه المعايير، ولا يجب بالضرورة أن يكون رجلا سيئا ولكنه رئيس سيىء. واثنت الصحيفة على أهمية النقد العلنى العام من الإعلام والمواطنين، لأنه يثبت أن المعايير التى تطبق على قادة الدولة ستبقى للأبد، وقضية فولف مثالا على ذلك، فكل المواطنين سواسية أمام القانون ولا يتم تطبيق القانون فقط على المسئولين الذين يتلقون رشاوى، ولكن أيضا على رئيس الدولة نفسه، وعندما يفشل السياسون فى الرقابة على المسئولين تعمل آليات رقابية أخرى وهى القضاء والإعلام، فما الذى كان يمكن للبلاد أن تعرفه عن قضية فولف بدون وسائل الإعلام؟ لاشىء بالتأكيد. وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد أن كريستيان فولف كان رئيسا من اختيار انجيلا ميركل كما كان هورست كوهلر، وجاء وولف إلى منصبه ضد رغبة الكثيرين فى هذا البلد ولكن استطاعت ميركل دعمه من خلال الأغلبية البرلمانية، والآن قوة الأغلبية تلاشت بعد قضية وولف. وميركل من الذكاء بما يكفى لتدرك ذلك، فعليها التوافق مع الحزب الاشتراكى الديمقراطى وحزب الخضر لاختيار الرئيس القادم، فألمانيا تحتاج إلى رئيس على مستوى رفيع.