يسلط اليوم العالمي للمكفوفين"، الضوء على معاناة نحو 300 مليون شخص حول العالم ضعاف البصر، منهم حوالي 21 مليون كفيف، يستخدمون العصا خلال تحركاتهم، وفق إحدى الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وفي العالم العربي، يوجد نحو 7 ملايين شخص، فيما يبلغ العدد الإجمالي لضعاف البصر ذات درجة الرؤية المحدودة في أحسن العينين نحو 135 مليون شخص في العالم، وأوضحت إحصائية المنظمة أنه خلال كل دقيقة، يتم ولادة طفل كفيف في العالم، فيما يتم خلال كل 5 ثواني فقدان بعض الأفراد بصرهم، و90% من الأشخاص الكفيفين وضعاف البصر يعيشون في الدول النامية، منهم 33.3 مليون شخص من المكفوفين وضعاف النظر، كذلك يمكن تجنّب أو علاج نحو 80% من مجموع حالات ضعف البصر، يتحول طفل كل دقيقة، في العالم إلى مكفوف. وفي مصر، تشير الأرقام إلى وجود نحو مليون كفيف، وتعداد الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة منهم لا يتعدى 37 ألفا بما يقارب نسبة 2% ممن لهم الحق في التعليم، بما يعني أن 98% من المكفوفين أميين؛ بسبب عدم قدرة مدارس التربية الخاصة على استيعاب الأعداد المهولة من المكفوفين، وأيضا، نتيجة الثقافة المجتمعية التي ترى أن الشخص الكفيف عبء على الأسرة وليس من حقه أي شيء. خلال الشهر الماضي، احتفلت كلية الإعلام جامعة القاهرة، بتعيين أحمد رحمة، أول معيد كفيف، وسط ترحيب إعلامي كبير، حيث استضافته إحدى الفضائيات، وأكد أنه كان حريصًا أن يكون الأول دائما في جميع مراحل التعليم، وأنه كان موهوبًا في الشعر ونصحه البعض بالالتحاق بكلية الإعلام، معقبًا: "مكنتش أعرف إن فيه كلية للإعلام ولا أعرف مكانها ولكنني كتبتها كرغبة وحيدة فى استمارة الرغبات". من جانبه، قال الدكتور عصمت نصار، عضو لجنة البعثات بالمجلس الأعلى للجامعات وأحد المكفوفين، إن هناك مسؤولين في جامعة عين شمس رفضوا الموافقة على تعيينه عميدا لإحدى الكليات؛ لأنه كفيف، ووصل الأمر إلى ساحات المحاكم التي أنصفته بعد ذلك، مشيرا إلى أنه ظل وكيلا لشؤون الطلبة لمدة 6 سنوات. وأضاف نصار ل"البديل" أن يؤدي مهام عمله بشكل جيد بمساعدة إحدى السكرتيرات، متابعا أن الدولة تتعامل مع الكفيف على أنه عبء عليها وعلى المجتمع أو بطالة مقنعة، ولا يتم الاستفادة منهم مثل العديد من الدول المتقدمة، لافتا إلى وجود قصور في تفكير المسؤولين تجاه المكفوفيين، رغم وجود تجارب ناجحة لمكفوفين تولوا مناصب عليا، مثل الأديب طه حسين وغيره. محمود فؤاد، مدير المركزي المصري للحق في الدواء، قال إن حوالي 800 ألف أسرة بها شخص كفيف، والأرقام ترتفع بشكل مزعج لأسباب بعضها يعود لأمراض شائعة، مثل السكر، وبعضها لأسباب بيئة بسيطة خاصة في الصعيد، الذي يعاني من تهميش وغياب البنية التحتية للمنظومة الصحية. وأضاف فؤاد ل"البديل" أن فقدان البصر يهدد نحو 420 ألف طفل بسبب أوضاع صحية صعبة وعدم توافر خطط رسمية أو علاجية، متابعا: "لدينا حوالي 28 مستشفى متخصص في أمراض العيون بها حوالي 1550 سرير، في حين أن تعداد أطباء العيون حوالي 4000 طبيب فقط"، مستطردا: "الكفيف في مصر معزول اجتماعيا ولا يجد أي برامج تعليمية أو اجتماعية أو اقتصاديا تشجعه على الخروج إلى المجتمع والتفاعل مع واقعه". وأكد الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، أن ملايين المعاقين في مصر بمن فيهم فاقدي البصر، خارج حسابات الحكومة، فلا يوجد في أغلب وسائل النقل العام، أماكن مخصصة لهم، إذا كانوا يتسيرون بكراسي متحركة أو حتى سيارتهم الخاصة، كذلك في المصالح الحكومية وأيضا المدارس.