لا تزال وزارة الصحة تتكتّم تفاصيل مرض "حمى الضنك" الذي انتشر خلال الأيام الماضية في مدينة القصير التابعة للبحر الأحمر، وأصاب عددا كبيرا من الأهالي، وسبب حالة من الهلع بين سكان المدينة، في ظل نفي الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لخطورة المرض، وعدم وجود عدد كاف من الأطباء داخل المستشفيات لاتخاذ الإجراءات اللازمة. من جانبها، شخصت منظمة الصحة العالمية المرض بأنه عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس "الزاعجة" مصابة بالعدوى، وتظهر أعراضها خلال فترة تتراوح بين 3 أيام و14 يومًا عقب اللدغة المُعدية، وأنه مرض شبيه بالإنفلونزا. انتشر المرض بين سكان مدينة القصير قبل عدة أيام بأعداد كبيرة، وذكر الأهالي أن عدد المصابين يتعدى الآلاف وسط تكتم وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر على الأعداد الحقيقية للمصابين، وأشار الأهالي إلى وجود كوارث في القصير بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي ووجود عدد كبير من برك المياه الراكدة التي تعد سببا رئيسيا في انتشار الباعوض والناموس الناقل للمرض. وأكد عبد العليم محمد، أحد الأهالي، أنه لا يكاد يوجد منزل في القصير إلا ويعاني عدد من أفراده من تفشي الوباء حتى امتلأ مستشفى القصير والعيادات بالمرضى، رغم رفض المستشفى تسجيل الحالات خوفا من المساءلة، واكتفى الاستقبال بإعطاء حقنة لكل مصاب دون حجز أي من المصابين. وأوضح عبد العليم، أن العلاج عبارة عن محلول ملحي، وأن الصيدليات والممرضين يستغلون الحالة ويتاجرون بالمرضى دون إسعافهم، وقال:"المحلول غلي والحقن غليت وبيستغلونا والناس بتاجر فينا وارتفع سعر زجاجة المحلول من 10 جنيه ل50 جنيه"، وأضاف: "هناك سر ما يخفيه المسؤولون في المحافظة عن أهلها حتى لا تتأثر حركة السياحة بسبب تفشي ذلك المرض". وأضاف أن عددا كبيرا من سكان المدينة، مستمرين في منع أبنائهم من الذهاب للمدارس خوفا من انتشار حمى الضنك، مشددين على أنهم لن يسمحوا بتوجه أبنائهم لمدراسهم، وقال: سجلت نسبة الحضور بمدارس القصير بمختلف المراحل28% فقط، ووصلت نسبة الغياب إلى 72%. من جانبها، دفعت مديرية الصحة في البحر الأحمر بقوافل طبية متنقلة للكشف على المرضى، وتتمركز العيادات الطبية المتنقلة بمستشفى القصير القديم، منذ الأمس، لتقديم الخدمات الطبية على مدى الساعة، والكشف والعلاج مع تقديم الإرشادات الصحية والتوعوية، فيما طالب الأهالي بفتح مستشفى القصير القديم نظرًا لزيادة أعداد المرضى في المستشفى الجديد. وقال الدكتور عمرو قنديل، رئيس فريق الطب الوقائي، أثناء تفقده القصير، إن قطاع الطب الوقائي بالوزارة يتابع عن كثب جميع المتعافين في منازلهم بعد خروجهم من المستشفيات، كما تم سحب عينات من المياه والأغذية والدم للمرضى والمخالطين، بالإضافة إلى عينات من البعوض واليرقات وتم إرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة، ويتابع الفريق الوقائي، مع مجلس مدينة القصير، تغطية الخزانات بالفايبر بدلًا من الصاج، بالإضافة إلى إزالة أي تجمعات للمياه بالشوارع، ورش مبيدات لمكافحة انتشار البعوض سواء في الهواء أو المياه، وخلال الأسبوعين المقبلين ستكون الوزارة قضت على جميع البعوض أو اليرقات. كانت "حمى الضنك"قد بدأت في الظهور في عام 2015 وضربت إحدى قرى دير مواس المتواجدة على الظهير الصحراوي الغربي حتى انتقل المرض إلى قرى "دشلوط وعزبة أبو العيون وعرب أبو كريم وعواجة" التابعة لمركز ديروط بأسيوط، وسجلت10حالات وفاة بين الأهالي وأكثر من 3 آلاف إصابة، وظلت وزارة الصحة تنفي وجود المرض حتى تكدست مستشفيات ديروط والقوصية والعيادات الخاصة بالمرضى، وأرسل قطاع الطب الوقائي قوافل طبية للقرى المصابة، وقام برش الترع والمصارف والبرك،وفي أواخر عام 2015 أعلنت وزارة الصحة القضاء على المرض في محافظتي أسيوط والمنيا، وأكدت أنه لن يعاود الظهور مرة أخرى.