استفتاء برائحة الدم.. محاولات لعرقلة انفصال كتالونيا

بعد أيام على استفتاء انفصال إقليم كردستان، ذات الحكم الذاتي عن الدولة العراقية، ومع تزايد المبادرات والوساطات العربية والدولية لإعادة الإقليم إلى كنف الدولة، ينظم إقليم كتالونيا اليوم، استفتاء للانفصال عن إسبانيا، في تحد لجميع محاولات حكومة وقضاء مدريد الحثيثة لمنع الاستفتاء، الأمر الذي يدخل البلاد في موجه من العنف، تتبعها أزمات سياسية ودستورية غير مسبوقة، ربما تكون الأسوأ منذ أربعين عامًا.
انطلاق الاستفتاء
أكدت سلطات كتالونيا أنها أقامت ألفي و300 مركز اقتراع، ليتاح ل3.5 ملايين كتالوني التصويت بين الساعة السابعة صباحًا إلى السادسة مساءً بتوقيت جرينيتش، وقبل ساعتين من انطلاق التصويت في الاستفتاء على انفصال كتالونيا، بدأ المواطنون بالتدفق إلى مراكز الاقتراع، حاملين بطاقات التصويت، سواء في جيرونا أو برشلونة أو فيغيراس، حيث اصطف مواطنو كتالونيا في طوابير طويلة للتصويت في استفتاء على الانفصال عن إسبانيا، في تحد لمحاولات الحكومة منع الاستفتاء، وافترش المئات من مؤيدي الاستقلال الأرض أمام المدارس المخصصة للجان الاستفتاء، وأظهرت فيديوهات المتظاهرين نائمين أمام لجان الاستفتاء لحين فتحها والتصويت.
في الوقت نفسه، نصبت الشرطة الإسبانية الحواجز وصادرت بعض البطاقات والصناديق لمنع حدوث الاستفتاء، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة على بعض مراكز الاقتراع، إلا أن الساعات الأولى من الاستفتاء مرت بسلمية، حيث تمكن بعض المواطنين من اختراق الحواجز الشرطية من أجل الإدلاء بأصواتهم.
Scuffles break out between a crowd and Spanish Civil Guard officers, outside a polling station for the banned independence referendum, where Catalan President Carles Puigdemont was supposed to vote in Sant Julia de Ramis, Spain October 1, 2017. REUTERS/Albert Gea
من جانبها، حاولت إدارة الحكم الذاتي في كتالونيا التخفيف من حدة الحصار الشرطي ودفع المواطنين إلى الاقتراع، رغم التضييق الأمني، حيث ذكرت صحيفة "أفانغارديا"، أن إدارة الحكم الذاتي سمحت لمواطني الإقليم بالتصويت في أي مركز اقتراع يتمكنون من الوصول إليه، حتى يستطيع الجميع ممارسة حق التصويت، وأضاف الصحيفة أن القرار تم اتخاذه قبل حوالى ساعة من افتتاح مراكز الاقتراع، وبعد أن طوقت الشرطة بعض المراكز، فتحايلت إدارة الحكم الذاتي على حصار الشرطة لتمكين الجميع من التصويت.
صبغه دموية
رغم مرور الساعات الأولى على الاستفتاء بسلام داخل مراكز الاقتراع، لكن الشرطة الإسبانية سريعًا ما تدخلت لتصبغ الحدث المصيري بصبغة دموية، حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب في كتالونيا، اليوم الأحد، الرصاص المطاطي لتفريق المواطنين المحتشدين أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم حول انفصال الإقليم عن إسبانيا، ونشرت وسائل الإعلام لقطات مباشرة لقوات الشرطة تحاول تفريق الناخبين ومنعهم من دخول مراكز الاقتراع، واقتحمت شرطة مكافحة الشغب بالقوة، مركز الاقتراع الذي يدلي فيه رئيس كتالونيا بصوته ب"جيرونا"، وحطمت باب الدخول إلى المركز الرياضي الذي تم اختياره كمكتب اقتراع.
إجراءات الحكومة الإسبانية
حكومة مدريد أعلنت مرارًا اعتبار الاستفتاء "غير شرعي"، حيث أكدت في تحذيرها الأخير للناخبين أمس السبت، أن الحكومة الإسبانية برئاسة "ماريانو راخوي" والقضاء، قررا حظر الاستفتاء حتى لو استدعى الأمر تدخل قوات الأمن المنتشرة بكثافة في كتالونيا، والبالغ عددهم أكثر من عشرة آلاف عنصر من الشرطة والحرس المدني، لمنع وصول المواطنين إلى مكاتب التصويت.
في الوقت نفسه، أكدت وزارة الداخلية الإسبانية أنها نشرت رجالها في أنحاء كتالونيا، فيما حاولت منذ الصباح الباكر مصادرة صناديق وبطاقات اقتراع الاستفتاء، وقالت الوزارة في تغريدة مُرفقة بصور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": هذه هي الصناديق والبطاقات الأولى التي صادرتها الشرطة في برشلونة، مؤكدة أن رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كتالونيا، مشيرة إلى أنه تم إغلاق 1300 مكتب اقتراع من مجموع 2315 مدرسة مخصصة كمراكز اقتراع في الإقليم.