خطوة وصفت بالمتقدمة والجريئة، ذلك التهديد الصريح الذي أعلنه زعيم أنصارالله في اليمن السيد عبدالملك الحوثي بالمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة الفلسطينيةواللبنانية في مواجهة اسرائيل، وبرغم الحرب والحصار المفروضين على اليمن منذ عامين وخمسة اشهر، إلا أن الخطاب التصعيدي ناحية اسرائيل بدا وكأنه رسالة الى التحالف الذي تقوده السعودية وتغطيه الولاياتالمتحدةالامريكية مفادها أن أنصارالله وحلفاءهم تجاوزوا المواجهة مع السعودية وتحالفها وباتوا يثقون بقدرتهم على نقل المعركة الى فلسطين ومواجهة اسرائيل . تظاهرات في صنعاء لأجل الأقصى وتدريبات لمواجهة «اسرائيل» خرج عشرات الآلاف في مسيرات شعبية عمت شوارع العاصمة صنعاء مساء أمس الجمعة تحت شعار" الصرخة نحو الأقصى"، في مشهد تضامني مع فلسطين والأقصى الشريف وإدانة واستنكاراً لما يتعرض له من قبل الاحتلال هذه الايام . المسيرات التي تأتي في سياق فعاليات ما يسمى ( ذكرى الصرخة ) تخللتها عروض عسكرية وشبابية وطلابية ورفع المشاركون فيها اللافتات ورددوا الشعارات المنددة بالعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني وفي كلمة القاها امام الجماهير المحتشدة اكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ان هذه الجموع جاءت إستجابة لدعوة قائد الثورة نصرة للأقصى الشريف برغم الحرب والحصار ، واضاف بالقول " نحن حاضرون سنتجه إلى القدس متى ما طلب منا حاضرون للإعداد والحشد ومستعدون للمواجهة " ، مشيرا الى ان الشعب اليمني يواجه اليوم الصهيونية في حربه مع التحالف الذي تقوده امريكا وتشارك فيه السعودية والامارات وغيرها ، اللافت في كلمة رئيس الثورية العليا هو ما كشفه عن وجود مناورات وتدريبات يمنية تحاكي مواجهة العدو الاسرائيلي ، مؤكدا ان هناك جهات تعمل بهذا الاتجاه ، في رسالة تعزز ما اعلنه زعيم انصارالله في كلمته عشية التظاهرات . برغم الحرب والحصار .. مستعدون للمشاركة في مواجهة العدو و في كلمته المتلفزة بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة ، اعلن زعيم انصارالله السيد عبدالملك الحوثي عن الاستعداد للمشاركة العسكرية في مواجهة اسرائيل ، وقال الحوثي " نحن حاضرون للمشاركة حتى على مستوى القتال سواء لمساندة الشعب الفلسطيني او لمساندة المقاومة الاسلامية في لبنان " معتبرا ان هذا الاستعداد ليس جديدا ، واضاف " كنا قبل اليوم وبعد اليوم حاضرون لذلك بكل جد " وفي سابقة هي الاولى من نوعها في اليمن ، وجه السيد الحوثي الخطاب باتجاه اسرائيل بلهجة تهكمية متحدية قائلا " ينبغي على العدو الاسرائيلي ان يحسب حساب شعبنا اليمني في اي مواجهة مع حزب الله او مع شعبنا الفلسطيني نحن حاضرون حتى لنرسل المقاتلين " الاعلان الحوثي القادم من اليمن ، يمكن ان يقرأ بكونه تعزيزا لما اعلن عنه السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله في خطاب يوم القدس العالمي والذي هدد فيه اسرائيل في حال شنت عدوانا على حزب الله او سوريا او فلسطين بقدوم مئات الالاف من المقاتلين من عدة دول عربية واسلامية ، وبدا الاستعداد الذي ساقه السيد الحوثي بكونه التزاما قوميا وواجبا دينيا ، بمثابة تبييض وجه لقائد المقاومة اللبنانية ، وهو ما أكده بقوله " نؤكد للسيد حسن نصر الله أن رهانه على الشعب اليمني رهان في محله " وفي اجابة عن تساؤلات استغرابية متوقعة حول امكانية انصارالله ارسال مقاتلين لمواجهة اسرائيل فيما هم لايزالون يواجهون العدوان السعودي في اكثر من جبهة ، استطرد السيد الحوثي قائلا " رغم ظروف الحرب علينا فنحن حاضرون لإرسال مقاتلينا للمشاركة في أي مواجهة يفرضها العدو الإسرائيلي ." ، داعيا الى ان يكون للشعب اليمني صوتا مميزا في التضامن مع الاقصى عبر الخروج في مسيرات بصنعاء وبقية المحافظات . الإمارات والسعودية يشجعان اسرائيل على استهداف الأقصى وفي سياق كلمته التي تركزت على مناقشة الواقع العربي امام المؤامرات الامريكية والاسرائيلية على المنطقة ، وتاريخ مشروع أنصارالله منذ انطلاقه على يد المؤسس السيد حسين الحوثي في عام 2001م ، وصف السيد الحوثي المخاطر التي تواجه الساحة الفلسطينية والأقصى هذه الايام غير مسبوقة ، معتبرا ان كل ما يحصل من حروب وفتن في المنطقة برمتها لها علاقة بأمريكا وإسرائيل . وهاجم السيد الحوثي بعض الانظمة العربية التي قال انها تخلت عن فلسطين وتسعى للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ، وقال " علينا ان نسأل من يسمون ( لواء العمالة ) بانه لواء العروبة : ماذا صنعتم لفلسطين ؟ " ، متهما النظامين السعودي والاماراتي بانهما يشجعان الاحتلال الاسرائيلي على استهداف الاقصى والاقدام على خطوات كبيرة ضد الامة العربية والاسلامية ، واضاف ساخرا " ليس للإماراتي أن يختبئ خلف إصبعه فعمالته لأمريكا واضحة" زعيم انصارالله في سياق هجومه على الانظمة العربية وموقفها من المستجدات الخطيرة في الاقصى ، قال " تلك الانظمة العميلة تسهم في الهاء الامة عن التنبه لتلك الاخطار والتفاعل معها بما تمليه المسئولية الدينية والوطنية والاقليمية" ، لافتا الى انها منشغلة بحرف بوصلة العداء لامريكا واسرائيل باتجاه اخر وتسهم في تبريد وتخدير ابناء الامة عن مواجهة الخطر الاسرائيلي الذي اعتبر الجميع معنيين بالتنبه له . واكد الحوثي في سياق كلمته ان الصراع منذ 2001 وحتى اليوم أفرز الاطراف في المنطقة الى قوى عميلة، وأخرى مقاومة للمشروع الأمريكي ، وفي رسائل يفهم منها ان اليمن باتت ضمن محور المقاومة ، توجه السيد الحوثي مهنئا " الشعب العراقي بمناسبة تحرير الموصل والشعب السوري بمناسبة انتصاراته " ، كما تطرق لاول مرة عن البحرين ، حيث عبر عن التضامن مع شعب البحرين ، وقال " نتضامن مع الشعب البحريني، ونعيش آلامه " ، معتبرا مواجهة اليمن مع السعودية بمثابة مؤازرة لشعب البحرين . واجهنا بالصرخة المشروع الامريكي الاسرائيلي باكرا على صعيد اخر ، وخلال حديثه عن واقعية شعار انصارالله ( الصرخة ) في مواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة ، ذكر السيد عبدالملك الحوثي بالأحداث التي شهدتها المنطقة منذ انطلاق شعار الصرخة ، مشيرا الى انها مثلت " شواهد قاطعة على مشروعية التحرك في مواجهة أمريكا " التي وصفها بانها تطمع لان تكون إماما للمسلمين وقائدا للامة الاسلامية " حسب توصيفه . وفي سياق تذكيره بتركيز مشروع انصارالله باكرا على خطورة القاعدة في المنطقة من بعد احداث 11 من سبتمبر، نوه زعيم انصارالله الى ما وصفه بتحول "الإرهاب" من غطاء لأمريكا إلى وسيلة لضرب الأمة ، مشيرا الى امتلاك مشروعه ادراكا مبكرا ان التكفيريين يد أمريكية لضرب القوى الحرة في المنطقة ، معتبرا ان العدوان السعودي أنقذ "القاعدة" في وقت كانت قد أوشكت على الانهيار التام في اليمن. وشدد السيد عبدالملك الحوثي على ان " الأمريكي يسعى لاختراق الساحة الداخلية وتطويع الأنظمة والشعوب، مقدما نفسه منقذا وليس محتلا " ، لافتا الى ان الصمت العربي لو استمر على حاله تجاه هذا التحرك الامريكي فانه سيتمكن من تنفيذ اهدافه بكل بساطة . التقسيم سيطال السعودية والإمارات على ذات الاتجاه ، تطرق زعيم انصارالله الى ما وصفها ب " طبخة التقسيم المعدة لليمن و العراقوسوريا " ، معتبرا ان نجاح مشروع التقسيم في اليمن والعراقوسوريا ، سوف يشجع الامريكي على تنفيذه في بقية الدول ، مؤكدا ان الدور اخيرا سوف يأتي على السعودية والامارات . واضاف الحوثي في سياق هجومه على الانظمة التي تتزعم العدوان على اليمن " ما هو مؤكد أن السعودي والإماراتي لا يحظى أي منهما بأي ذرة من الاحترام لدى أمريكا " ، موجها النصح للنظامين " السعودي والإماراتي بألا يكونا مخدوعين بالأمريكي والإسرائيلي " ، واكد انه سواء فشل أو نجح العدوان السعودي والإماراتي في تقسيم اليمن فان الدور آت عليهما، وان الأمريكي سوف يتخلص منهما في كل الأحوال ، بحسب قوله . تصعيد متوقع يعده التحالف حتى نهاية العام الحالي و بخصوص مستجدات الحرب على اليمن ، لفت السيد عبدالملك الحوثي الى وجود مخطط تصعيد يعد له التحالف خلال الاشهر القادمة ، وقال " نحن على أعتاب مرحلة تصعيد جديدة إلى نهاية العام، وعلينا أن نواجه ذلك بكل قوة ، وكشف ان " وزير الحرب الأمريكي طلب من عملائه التصعيد" في اشارة الى توجيه امريكي للتحالف بالتصعيد في اليمن . ودعا السيد الحوثي من وصفهم ب " العملاء والمنافقين ان يتصالحو مع ابناء بلدهم ، في اشارة الى مد اليد الى الاطراف الموالية للعدوان نحو الحل السلمي ، معتبرا انهم لا يشكلون وزنا لدى التحالف وانهم يسيرون بلا افق نحو الاسوأ ، وانهم باتوا فصائل متباينة ومتناحرة وال "ألعوبة" بيد السعودي والإماراتي . وابدى زعيم انصارالله استياءه من مواقف بعض القوى القومية التي قال انها باتت اداة بيد الرجعية الى جانب الخطاب الديني والإغراءات المادية ، مذكرا التيارات القومية بانها تقف في صف السعودية التي عُرفت تاريخيا بمعاداتها للقومية ، وقال " للاسف الرجعية العربية صارت تقود غالبية الناصريين والقوميين والاشتراكيين " ، متهما ان الكثيرين ممن كانوا يرفعون لواء القومية انقلبوا عليها بحثا عن المال ، مستثنيا بعض الاصوات الناصرية والقومية والاشتراكية التي لاتزال ثابتة على مبادئها .