منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة بدأ الحديث عن صفقة القرن يلوح في الأفق، سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإقليمي، ورغم أن الدعم والمساندة الأمريكية لا تراعي مصالح أي دولة غير الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن كثير من السياسيين العرب وضعوا آمالهم على إدارة ترامب، في حل الصراعات في المنطقة العربية. الفصائل الفلسطينية بكافة أطيافها ترى أن صفقة القرن التي يجري الحديث عنها تأخذ منحياتها بعيدا عن حقوق الشعب الفلسطيني، بل إنها تهدف إلى مكافئة الاحتلال. حزب الشعب دعى القيادة الفلسطيني إلى رفض التسويات التي تنقص من حقوق الشعب الفلسطيني رفضا قاطعا، لأن الشعب الفلسطيني قدم من التضحيات ما لم يقدمه شعب آخر، وقدم شهداء وأسرى وجرحى لقضيته، ومن الجدير أن تضمن أي صفقة يجري الحديث عنها حقوقه الكاملة. وقال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، إن صفقة القرن التي يجري الحديث عنها ستدفع بالمواطن الفلسطيني لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، مشيرا إلى أنه يجب التعاطي مع الجهود المبذولة ومدى خدمتها لحقوق الشعب الفلسطيني. الجبهة الديمقراطية ترى أن الإدارة الأمريكية لا تريد سوى تجنيد المنطقة بكاملها لخدمة إسرائيل، وترى أن الفلسطينيين عليهم ألا يتمسكوا بأي أوهام يمكن أن تأتي من وراء الإدارة الأمريكية بزعم حل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال من خلال المؤتمر الإقليمي. وقالت الجبهة الديمقراطية إن ما يجري من تطبيع لبعض الدول العربية مع إسرائيل يهدف إلى قلب المعادلة بهدف العودة للمفاوضات مع الاحتلال وفق الشروط التي تضعها حكومة بنيامين نتنياهو، ونوهت إلى أن أي مفاوضات يجب أن تسند إلى وقف كامل للاستيطان، والإفراج عن الأسرى، وأن تجري المفاوضات وفق قرارات الشرعية الدولية وبرعاية دول دائمة العضوية بمجلس الأمن، إضافة لجدول زمني محدد. أما الجبهة الشعبية فإنها ترى أن جوهر صفقة القرن المزعومة تجريد الفلسطيني من حقوقه، وأكدت رفضها للتعامل مع هذه الصفقة وأن ينخرط الفلسطينيون والعرب فيها. ودعت الجبهة الشعبية إلى التمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وفق حدود 1967 وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال إنه منذ وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، فقد بدأت تحركات وبضغط إسرائيلي لتحقيق ما يسمى بصفقة القرن والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية تماما. وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، قد عبر عن السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة، والتي تهدف إلى صنع كيان فلسطيني بعيدا عن الدولة، بالشراكة مع مصر والأردن، تتلخص بإنهاء مشكلة اللاجئين وتوطينهم وحل القضية بشكل شامل على أساس يهودية الدولة