طالما يعاني المواطنون من اختفاء تذاكر حجز القطارات من منافذها الرسمية قبل عيد الفطر بعدة أيام، ويكونون بين خيارين لا ثالث لهما؛ إما قضاء العيد بعيدا عن أسرهم، أو الرضوخ للسوق السوداء وأسعارها المرتفعة، رغم إعلان مسؤولي هيئة السكة الحديد بأن هناك قطارات إضافية للتغلب على الازدحامات خلال أيام العيد وتيسيراً على المواطنين. تنتعش تجارة تذاكر القطارات في السوق السوداء، وتتوافر بالأكشاك والبوفيهات المنتشرة على محطات القطارات بمختلف المدن والمراكز، لكن بأسعار يصل بعضها إلى ضعف ثمنها الحقيقي، في غياب تام لجميع الأجهزة الرقابية المسؤولة عن ضبط عمليات بيع التذاكر والسيطرة عليها. في مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، توافرت تذاكر القطارات المكيفة لدى أصحاب الأكشاك والبوفيات المتواجدين بالقرب من المحطة، يستقطبون الركاب بعيداً عن شباك التذاكر. واشتكى أهالي مركز ومدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج من عدم توافر تذاكر القطارات ليس في أيام الأعياد فقط، إنما غالبية العام، خاصة في أوقات المناسبات والعطلات وافتتاح المدارس. محمد إبراهيم، موظف من مدينة طهطا، قال إنه توجه إلى شباك التذاكر بالمحطة للحصول على ثلاث تذاكر له وزوجته وابنته للسفر إلى القاهرة منذ حوالي 10 أيام، فأكد له موظف المحطة أن تذاكر القطارات المكيفة بكل درجاتها والvip نفذت، مضيفاً: "اشتريتها من صاحب البوفيه الموجود بالمحطة"، موضحاً أنه حصل على تذكرة الدرجة الثانية المكيفة منه ب85 جنيهاً، في حين أن سعرها الرسمي 45 فقط. مصدر بمحطة سكة حديد سوهاج الرئيسية، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن الأشخاص الذين يتاجرون في تذاكر القطارات بالسوق السوداء يحصلون عليها من موظفي المحطات، مؤكدا أنهم معروفين لدى الجميع، سواء في الشرطة أو السكة الحديد. على الجانب الآخر، قال أيمن سعد، مفتش مبيعات تذاكر السكة الحديد بسوهاج، إن هناك تعليمات بعدم حصول الراكب على أكثر من 3 تذاكر، وفي حالة رغبته الحصول على عدد أكثر من العدد المقرر، يأخذ صراف التذاكر صورة بطاقة الرقم القومي منه؛ ضماناً لعدم عودته مرة أخرى إلى الشباك للحصول علي تذاكر أخرى، مضيفاً أن هذه التعليمات صادرة من الهيئة العامة للسكة الحديد بالقاهرة. وأوضح سعد ل"البديل"، أن هناك جردا يوميا مفاجئا علي الصرافين، سواء من الجهات الرقابية أو مفتشي السكة الحديد أو مفتشي الفحص المالي بالسكة الحديد، مشيراً إلى أن هناك تنسيقا بين هيئة السكة الحديد وشرطة السكة الحديد لمتابعة ومراقبة عمليات بيع التذاكر، مؤكدا: "يوجد فردي شرطة عند الواجهة الرئيسية للمحطة، واثنان خلف صرافي التذاكر، واثنان عند باب المحطة؛ لمنع تهريب أي تذاكر للسوق السوداء". وعن وجود ضبطيات من عدمه، قال مفتش مبيعات تذاكر السكة الحديد بسوهاج: "حتى الآن لم يتم ضبط أي أشخاص بحوزتهم تذاكر قطارات بقصد بيعها في السوق السوداء".