في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة خاض المسلمون أول معركة لهم، وحققوا فيها نصرًا ساحقًا على قريش، حيث مهدت المعركة الطريق أمام الدولة الناشئة ولفتت الانتباه إلى أن هناك قوة جديدة بالمنطقة يجب أن تؤخذ في الحسبان. أسباب المعركة بدأت المعركة عندما قرر النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» الخروج للسيطرة على قافلة تجارية لقريش كان يقودها سفيان بن حرب، كانت مكونة من ألف بعير محملة بمختلف أنواع البضائع التجارية، ويحرسها أربعون رجلًا فقط، ردًّا على قريش التي طردت المسلمين من ديارهم وصادرت ممتلكاتهم وأموالهم. عندما علم ابن حرب أرسل إلى قريش يستنجد بها لتنقذه من المسلمين؛ ولأنه كان على قدر من الدهاء، استطاع أن يغير طريق عودة القافلة وأرسل إليهم يخبرهم بما حدث، وقرر عمرو بن هشام «أبو جهل» عدم التراجع عن قتال المسلمين، فخرجت قريش في جيش مكون من ألف مقاتل، مقابل 314 من المسلمين، بحسب بعض الروايات. المهاجرون والأنصار لما علم الرسول أن المعركة قادمة لا محالة قرر استشارة المهاجرين والأنصار، فوافق المهاجرون على القتال، حيث قال له الصحابي المقداد بن عمرو بقوله: «يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه». أما الأنصار فكانت بيعتهم تقتضي حماية المسلمين وألَّا يخرجوا معهم للقتال، فاستشارهم الرسول فقال له الصحابي سعد بن معاذ، وهو القيادي البارز ضمن صفوف الأنصار،: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله! قال: أجل، قال: فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا، وإنا لصبُر في الحرب صدُق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله». فسُرّ النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» بما قاله المهاجرون والأنصار، وقال: «سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين». أحداث المعركة خرج الرسول من المدينة إلى آبار بدر على بعد 155 كيلو مترًا من المدينةالمنورة و310 كيلو مترات من مكةالمكرمة، بعد أن وافق النبي محمد على رأي الحباب بن المنذر بأن يعسكر الجيش قرب آبار المياه لقطعها عن قريش، تقدم ثلاثة من قريش هم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، وكلهم من عائلة واحدة، فتقدم ثلاثة من الأنصار رفضت قريش، وطالبت بأن يكون مبارزوهم من قومهم، فخرج من المسلمين عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وحمزة، وعلي بن أبي طالب، وتمكن المسلمون من قتل قادة قريش وانطلقت المعركة التي أبلى فيها المسلون بلاءً حسنًا، وتمكنوا من هزيمة قريش وهز صورتهم في المنطقة العربية. نتائج المعركة تسببت هزيمة قريش بمعركة بدر في العديد من النتائج التي غيرت شكل المنطقة، أولها في تغيير نظرة العرب إلى قريش بعد أن كانت تتباهى بأنها أقوى القبائل ولديها القدرة على حماية البيت الحرام، بجانب أن شرايين التجارة من وإلى قريش أصبحت في يد المسلمين، يقطعونها وقت ما شاءوا، الأمر الذي دفعهم إلى تغيير طرق التجارة التي كانت تمر عبر المدينة لتفادي الصدام مع المسلمين، كما نتج عن المعركة مقتل سبعين شخصًا من قريش، بينهم قيادات بارزة، منهم عمرو بن هشام «أبو جهل»، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وظهور قوة جديدة في المنطقة أصبحت في الحسبان، وهم المسلمون.