توجه الناخبون أمس السبت، إلى مراكز الاقتراع في ليسوتو لانتخاب أعضاء أحد المجالس الوطنية، في ثالث انتخابات تجريها البلاد منذ خمس سنوات فقط في الدولة الصغيرة الواقعة جنوب إفريقيا. وجاءت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بعد تصويت نجح في سحب الثقة من رئيس الوزراء، باكاليتا موسيسيلي، في مارس الماضي، التي أدت إلى حل البرلمان. قال موقع ذا فويس أمريكا: "يتفق المتنافسون الرئيسيون في الانتخابات البرلمانية بليسوتو على عدة أمور أهمها، أن شعب هذه الدولة الجبلية الفقيرة، بحاجة إلى تحسين فرص الحصول على المياه والكهرباء، وتحسين التعليم والخدمات الصحية، وزيادة فرص العمل، بعدما فشل الائتلافين الحكوميين السابقين في تحقيقها، مع انهيار تحالفاتهما، وسط الاقتتال السياسي الشرس". وأضاف الموقع: "يوجد أكثر من 30 حزبا في 80 مقاطعة، لكن التصويت يحصر المنافسة بين أقوى ائتلافين يقاتلان بقوة من أجل السلطة منذ عام 2012″، متابعا أن مرشح المعارضة، ماشيسيتسا موفوموب، وصف الانتخابات بالأهم في تاريخ ليسوتو، التي تبحث عن كسر قبضة النظام الحالي والقضاء على الفساد والانتهاكات الحقوقية. وأوضح "ذا فويس أمريكا" أن حزب موفوموب حكم ليسوتو منذ أكثر من عقدين، قبل أن يتم الإطاحة به في انقلاب عام 1986، واليوم يشغل الحزب مقعداً واحداً في البرلمان، ويواجه معركة صعبة من الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الباكستاني الأصل، باكاليتا موسيسلي. وأكد موقع واشنطن بوست أن الخلافات السياسية في العاصمة بين أحزاب المعارضة، التي ترى أنها تستحق فرصة لإثبات وجودها، وبين الحزب الحاكم، الذي يرى أيضا أنه يستحق فرصة لتنفيذ سياساته، أثرت بشكل كبير على حقوق الشعب، الذي يفتقد غالبيته إلى وجود الكهرباء والمياه والطرق الممهدة والعيادات الطبية، في حين يتم إنفاق أكثر من 200 مليون مالوتي "15.4 مليون دولار" على هذه الانتخابات. وتابع الموقع: "رغم أن المعارضة تُحمل الائتلاف الحاكم الفساد السياسي، إلا أن الأولى ليست بريئة من الأوضاع السيئة في ليسوتو، حيث صعد حزب ايه بي سي، المعارض، سدة الحكم في الفترة بين عامي 2012 و2014، وفشل أيضا في إدارة البلاد"، مؤكدا أن ليسوتو تحتاج إلى إصلاحات في قطاع الأمن المتهم بالتدخل في السياسة، مع ضرورة وضع أطر لتحقيق الاستقرار السياسي.