أعلنت القوات العراقية سيطرتها على نحو 90% من مساحة الجانب الغربي في الموصل، فيما أكد تحالف الدولي أن مقاتلي داعش محاصرون وعلى وشك تلقي الهزيمة في المدينة، في المقابل تتجه الحكومة العراقية لتفعيل الغرفة الرباعية والتي تضم كلًّا من "العراقوسوريا وإيران وروسيا، الأمر الذي يحمل في طياته رسائل مبطنة لواشنطن. تقدم القوات العراقية في الموصل أعلن العراق قرب القضاء على داعش في الموصل، فعلى محاور قتالية عدة تواصل القوات العراقية هجومها على ما تبقى من مواقع أخيرة للتنظيم في الساحل الأيمن للمدينة، قوات مكافحة الإرهاب تخوض معارك شرسة في أحياء الزنجيل والرفاعي و17 من تموز والاقتصاديين، حيث سيطرة قوات فرقة المدرعة التاسعة على مواقع استراتيجية، مواصلة تقدمها. محور الشرطة الاتحادية في البلدة القديمة يشهد هو الآخر معارك محتدمة على مشارف الجامع الكبير. المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، قال "ما هي إلا مسألة وقت، ووقت قريب جدًّا، إن شاء الله، سيعلن تحرير وتطهير الساحل الأيمن، ونرفع العلم العراقي في سماء الساحل الأيمن ومدينة الموصل القديمة، وفيما يخص جامع النوري ومنارة الحدباء مطوق من قبل رجال قوات الشرطة الاتحادية". القيادات العسكرية العراقية ونظراؤها في التحالف الدولي أكدت أن داعش قد هزم عسكريًّا، فمواقعه الأخيرة وفقًا لقادة ميدانيين باتت بحكم الساقطة عسكريًّا، والتنظيم على ما يبدو فقد قدرته تمامًا على المناورة في الميدان. من جهته قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الجنرال جون دوريان "إن تنظيم داعش يتكبد حاليًّا خسائر بشرية ومادية على حد سواء، لذلك يمكن القول إن عدونا على وشك الهزيمة التامة في الموصل". مسؤولون عسكريون عراقيون أكدوا أيضًا أن مساحة نفوذ داعش في العراق تقلصت بشكل كبير، معلنين عن مقتل أكثر من 16 ألفًا من مسلحي التنظيم خلال عمليات التحرير. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، العميد تحسين الخفاجي، إن "طيران الجيش له دور كبير في هذه المعركة، نفذ أكثر من 2718 طلعة جوية، منها 1298 طلعة قتالية، ما كبد العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات". قوات الحشد الشعبي تحقق بدورها مكاسب ميدانية باتجاه الجنوب الغربي لمدينة الموصل، وتحاصر ناحية القيروان تمهيدًا لاقتحامها، التكتيكات والخطط العسكرية لقوات الحشد الشعبي ستركز أيضًا على التقدم باتجاه البعاج أحد مراكز نفوذ تنظيم داعش، ومن ثم الاندفاع باتجاه الإمساك بالحدود العراقية السورية، وهو الأمر الذي يقودنا إلى أهمية تفعيل الغرفة الرباعية. الغرفة الرباعية باتت معركة السيطرة على الحدود العراقية السورية محطة حاسمة لرسم خطوط ما بعد تحرير الموصل، الولاياتالمتحدة ومعها تحالفها تتحرك جنوبسوريا انطلاقًا من الأردن؛ لموازنة تقدم الجيش السوري وحلفائه في معركة البادية باتجاه حدود العراق. وقالت المصادر إن أطرافًا وفصائل عراقيين حذرت من أي تصعيد يسبق وصول القوات العراقية والحشد الشعبي إلى الحدود العراقية السورية، فيما يبحث مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى تعزيز مستوى التنسيق عبر غرفة التنسيق الرباعية؛ لبحث مسألة تأمين الحدود العراقية السورية، ومنع قيام أي منطقة عزل في سوريا انطلاقًا من العراق، ومنع تقديم أي دعم نهائيًّا لأي مجموعة معارضة سورية عبر البر العراقي. الأمريكيون بحسب المصادر لم يكونوا متحمسين قبل اجتماعات لجنة التنسيق الرباعية لأي دور عراقي في توفير دعم لوجستي لإقامة منطقة عازلة تريدها واشنطن، وأكدت المصادر العراقية أن بغدادوواشنطن تدركان أن المنطقة العازلة هدف تركي أكثر من أن تكون هدفًا في ملف الأزمة السورية، مشيرة إلى أن إقليم كردستان العراق في موقف تفاهم صعب مع الأتراك لجهة الدعم الأمريكي المستمر لقوات سوريا الديمقراطية عبر منفذ سيمالكا بين العراقوسوريا، ولفتت المصادر إلى أن عدة لقاءات جرت بهذا الخصوص حول ملف الحدود العراقية السورية بين أطراف عراقية فاعلة في الميدان، وأن بغداد تنظر بعين الحذر لتطورات الشرق السوري، وأكدت في آخر لقاءات مع أطراف دولية عديدة أن أرض العراق لن تكون منطلقًا لأي مناطق عزل في سوريا. وحول تنشيط الغرفة الرباعية يرى الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، أن روسيا تبدي اهتمامًا كبيرًا لنشاط هذه اللجنة الرباعية، سواء على مستوى مركز التنسيق أو المراقبة، خاصة في المرحلة الحالية، والتي يتقدم فيها الجيش السوري إلى دير الزور الحدودية في العراق. الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، قال "لا بد من زيادة تفعيل عمل الغرفة الرباعية وتوسيع أطر التفاهم بين الأطراف المعنية، خصوصًا فيما بين العراقوسوريا؛ باعتبارهما أكثر البلدان المعنية بهذا الأمر، وللاستفادة من الطيران الروسي في الأجواء السورية". وتابع الأسدي "بعد مرور 6 أيام على عمليات القيروان، فإن استخبارات الحشد الشعبي شخصت وبشكل واضح أن هناك إمدادًا قويًّا يأتي للعصابات الإرهابية في البعاج والقيروان مباشرة من داخل الحدود السورية بأسلحة وقواعد صواريخ وأعداد من المقاتلين، وبالتالي رفع التنسيق بين العراقوسوريا أصبح أمرًا لازمًا، في ظل اقتراب القوات العراقية على بعد 70 كم من الحدود السورية". ويرى مراقبون أنه للقضاء على داعش لا بد من محاصرتها بشكل قوي، ليس في العراق وحسب، بل يجب أن تتزامن الخطوات العراقية مع تحركات الجيش السوري.