قال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة ورئيس بعثة الحفائر التي نجحت في التوصل لكشف أثري جديد بمنطقة آثار تونة الجبل بالمنيا، إن الكشف يعد فريدًا من نوعه بالمنطقة؛ كونه يكشف عن أول جبانات للموتى الآدميين وليس الحيوانات كما كان معروفًا عنها منذ أكثر من 60 عامًا، حينما كان الدكتور سامي جبرة يقوم بإجراء الحفائر بها. وكشف حمزة خلال تصريح خاص ل "البديل" عن سرقة المقبرة منذ أكثر من 60 عامًا، و ما دل على ذلك هو العثور على بطارية كاميرا ماركة "فيكتور"، وهي الماركة التي كانت تستخدم في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تمت سرقة الكثير من مقتنيات المقبرة البالغة الأهمية، ولم يتبقَّ منها سوى المومياوات. وأضاف رئيس بعثة الحفائر أن إجمالي المومياوات التي تم العثور عليها بالجبانة بلغ 17 مومياء، منها 13 مومياء كاملة و4 في حالة رديئة ومتهالكة، وأن البحث الأولي للمقبرة يشير إلى أنها تعود للعصر الروماني اليوناني في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى الثالث بعد الميلاد. وأشار حمزة إلى أن المقبرة تكشف عن بداية جديدة لسلسلة من الاكتشافات متوقع الوصول إليها مع مزيد من الحفائر، وأنها تلغي نظرية افتراض أن منطقة تونة الجبل بالكامل هي لدفن الحيوانات فقط، وتفتح مجالًا جديدًا لمزيد من الأبحاث. من جانبه قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، على هامش المؤتمر الذي عقده بموقع الكشف الأثري، إنه تم الوصول لتلك المقبرة من خلال رادار يخترق الأرض، ابتكرته كلية العلوم، ويسهل مهمة الاكتشاف، مؤكدًا أن هذا الكشف فى بدايته، وسنصل للكشف العالمي والعظيم من خلال استكمال الحفائر، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف غير مسبوق، وعبارة عن مقبرة ضخمة تتبع طراز الكاتا كومب (المقابر المنحوتة في الأرض أو في الصخر)، والتي أحيانًا ما تكون متعددة الطوابق، وتتضمن آبارًا وحجرات ودهاليز متعددة كثيرة التعاريج. وقال الدكتور محمد صلاح، رئيس بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، التي اكتشفت المقبرة، ل "البديل" إن بعثة الحفائر التابعة للكلية تعد أقدم بعثة مصرية خالصة عملت منذ عام 1931، حيث كان هذا المجال قاصرًا على البعثات الأجنبية، وقتها نجح الدكتور سامي جبرة في تحقيق عدد كبير من الاكتشافات البالغة الأهمية، وضعت منطقة تونة الجبل على الخريطة السياحية كواحدة من أهم المواقع السياحية في مصر. وأضاف صلاح أن تونة الجبل هي بحيرة تقع في الجنوب، تجمعت فيها مياه كثيرة، ونسبت إلى الجبل الغربي، وأنه في عام 1989 انضم الفريق الألماني للبحث، وما زال مستمرًّا حتى الآن، وفي عام 1981 تولى رئاسة البعثة الدكتور المرحوم عبد الحليم نور الدين أستاذ علم المصريات، وأن الحفائر المستمرة توصلت لبئر ودهاليز، وصل عددها إلى 4 آبار، وقاد أحدها لهذا الكشف الجديد.