لا تزال عمليات توريد القمح بمحافظة البحيرة تعاني سوء الإدارة والعشوائية وعدم اتباع الشروط الصحية اللازمة، رغم ما أكده المسؤولون من أن المخالفات الجسيمة التي شهدها موسم القمح العام الماضي وكشفها البرلمان وكشفتها تقارير رقابية، لن تتكرر. علي حبارة، مزارع، انتقد سوء التنظيم الذي يسيطر على عمليات توريد القمح مشيرا إلى أن الفلاح يضطر إلى المبيت أمام مواقع التوريد حتى يأتي عليه الدور بسبب التباطؤ الشديد وقلة عدد الموظفين الذين يقومون بعملية التسجيل والفحص، بينما يتم التساهل مع التجار وفتح كل الأبواب أمامهم. وأعلن سمير الحلاج، مدير عام الزراعة في البحيرة، عن كميات القمح التي تم توريدها للشون والصوامع والتي بلغت 130 ألفا و161 طن قمح، فيما ضجّ مئات المزارعين بالشكوى بسبب مشكلات كبيرة فى عمليات التوريد خاصة البطء في استقبال الكميات الموردة والتي تشهد زيادة هذا العام بسبب زيادة مساحة الأراضي المنزرعة والتي بلغت 321,138 ألف فدان، وفقا لمصادر بمديرية الزراعة، وتعتبر البحيرة من أكبر المحافظات إنتاجا للقمح وتضم أكبر عدد من الصوامع (5 صوامع رئيسية و33 موقعا للاستقبال منها الهناجر والشون الترابية). وكشفت التقارير أن التوريد في شونة الرحمانية يتم عن طريق الدواب وعربات "الكارو" مما يؤدي إلى اختلاط روث الحيوانات بالقمح، كما تسبب شرط توريد القمح فى أجولة "خيش" ورفض الأجولة البلاستيك فى إحجام المزارعين عن التوريد، وفى صوامع وشون مراكز المحمودية وشبراخيت والدلنجات وحوش عيسى وكوم حمادة وأبو المطامير وإيتاي البارود فإن المشكلات والمعوقات لا تختلف كثيرا عن الرحمانية. الدكتور علاء رشدي، أستاذ الإنتاج النباتي بكلية الزراعة جامعة دمنهور، أكد أن المهدر من محصول القمح في البحيرة، الأكبر إنتاجا بين المحافظات، قد يصل إلى 50٪ من إجمالي الإنتاج وذلك بسبب رداءة عملية الحصاد نتيجة لتفتيت الحيازات فيكون الحصاد ودرس المحصول هو أول حلقات الفقد يلي ذلك النقل في سيارات غير مخصصة وكذلك الأجولة المتهالكة التي يعبأ فيها القمح. وحول مشكلة تخزين القمح في الشون يشير رشدي، إلى أنه بعيدا عن فسادها الإداري وما يحدث فيها من سرقات والتي تم الكشف عن جزء بسيط منها في الموسم السابق، فإن طريقة تخزين القمح في حد ذاتها بالشون الترابية مكشوفة في العراء معرضة لظروف الجو المختلفة تتسبب في تعفن كميات كبيرة، فضلا عن تركها عرضة للطيور والحيوانات الضالة، وما يتبقى منها يختلط بتراب الشونة ليذهب للمطاحن.