يسيطر الخوف على العديد من الأمريكيين بسبب الطريقة التي يحكم بها ترامب، حيث النعرة القومية، وترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وبدء الحروب التجارية، ومهاجمة الحقوق المدنية، وإثارة الصراع العرقي والاجتماعي، كما يخشى الكثيرون من سيطرته على السلطة التنفيذية والتحكم في أجهزة الأمن والمراقبة، وهو ما يحدث حاليا، حيث تتجه أمريكا نحو الفاشية. ويحلل علماء السياسة ما يفعله ترامب وما يحدث في العديد من أنظمة العالم ويعرفوه باسم "الديمقراطية الاستبدادية"، وهي عكس الديكتاتورية، لأنها لا تزال تحتفظ بجزء كبير من مظاهر الديموقراطية، وربما لا يستطيع قادتها البقاء في السلطة لفترة طويلة إذا لم يحظوا بشعبية بين الشعب. على عكس الديمقراطية، قادة هذه الأنظمة يسخرون كل شيء ليكون تحت تصرفهم بهدف تقويض الضوابط الحاكمة لسلطتهم من أجل الوصول إلى قيادة استبدادية، وهذا ما يفعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الفكر الذي يتبعه ترامب الآن لتخريب الديمقراطية الأمريكية. أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" جيمس كومي، الأسبوع الماضي، وقال إنه فعل ذلك نتيجة لإساءة كومي في التحقيقات الخاصة برسائل البريد الإليكتروني لهيلاري كلينتون، في الخريف الماضي، وهو أمر مثير للضحك. ويبدو أن السبب الحقيقي للإقالة هو غضب ترامب من كومي، وتحمل إقالته العديد من العلامات غير المفهومة، ويبدو أن البيت الأبيض فوجئ بهذه الإقالة العنيفة، كما يبدو أن ترامب يعيش لحظات كلاسيكية، حيث الاندفاع الذاتي والعدوانية حتى إنه لم يخبر كومي بقرار إقالته وجها لوجه واكتفى بتسليم خطاب الإقالة. كان على ترامب أن يستخدم التفكير الاستراتيجي والذكاء واخلاقيات العمل قبل إقالة كومي، حيث إن إقالته مهما كانت دوافعها هي انحياز سياسي، وستأتي بنتائج عكسية، حيث إن ترامب ليس فرانك وندروود، الشخصية الوهمية وبطل النسخة الأمريكية من مسلسل بيت من ورق، إنه فقط دونالد ترامب! لقد وصلنا إلى مكان غريب جدا لأن رئيس الولاياتالمتحدة يفتقر إلى المهارات الإدارية الأساسية لقيادة أي خطة سياسية تفصيلية. لا يوجد شيء يحفز المرء للدفاع عن ترامب، فالوضع سيئ جدا بالنسبة للولايات المتحدة حيث إن رئيسها مجرد "مهرج"، ولديه شخصية تقود الناس إلى الجنون. يقوم ترامب بالعديد من الأفعال السيئة، وهو أكثر رئيس أمريكي يتبنى نظرية المؤامرة بجانب امتلاكه متلازمة الجنون. ولأن ترامب شخص ورئيس سيئ فإنه يجب فحصه قبل فعله أي شيء، والآن جميعنا يعلم كيف ستكون نهاية إدارة ترامب، فالنهاية لن تكون نتيجة محاولة انقلاب ولكن نتيجة لعدم الكفاءة والسلسلة المتواصلة من الحماقات، وبالتالي على الجمهوريين إعداد نفسهم لهذه الخطوة. المصدر