تحل علينا اليوم الذكرى 35 لعيد تحرير سيناء، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقًا في بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م. لكن الكثير من المصريين لا يعلم أن السبب في جعل يوم 25 إبريل عيد تحرير سيناء سيدة من أبناء العريش تقدمت بطلب للدولة المصرية لاعتبار اليوم عيدًا قوميًّا، ووافق على الطلب بشكل سريع رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك. تلك السيدة هي بنت العريش سهير جلبانة، التي لعبت دورًا هامًّا لايقل عن دور جنودنا البواسل الذين تولوا تحرير الأرض بالسلاح، ضاربة المثل بقدرة المرأة المصرية على الوقوف بجوار بلدها في وقت الشدة مثل غيرها من الرجال. الكاتب عمر طاهر روى قصتها في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث قال: "كانت زيارتي للعريش في نهاية التسعينيات، وهناك قابلت نائبة مجلس الشعب سهير جلبانة، وهي السيدة التي جعلت يوم 25 أبريل إجازة رسمية في كل مصر، فقد قدمت قبل هذا التاريخ مشروع قانون يطالب باعتبار هذا اليوم عيدًا قوميًّا،و يوم إجازة رسمية، وعرف حسني مبارك بأمر هذا المشروع، وطلبه للفحص، ثم أصدر قرارًا بالموافقة عليه دون مناقشته في مجلس الشعب". وتابع: "حكت لي جلبانة كيف أن بنت سيناء كانت تخيط جراح الجنود المصريين بأطول شعرة في رأسها، وكيف قادت البنت السيناوية أبناء القوات المسلحة في المسالك والدروب والصحراء؛ للوصول إلى شاطئ القناة أيام حرب الاستنزاف، قالت إنها كانت لا تحلب أغنامها إلا لجنود الشاردين، وكانت تسير بأغنامها وماشيتها في اتجاه آثار أقدام الجنود؛ لإخفائها حتى لا يتعرف إليهم أحد". وواصل: "ثم حكت عن السيدة العرايشية التي تم اختيارها كأم مثالية على مستوى الجمهورية في السبعينيات، وهي والدة الشهيد عادل الفار، وهذه السيدة لها قصة عظيمة، فولدها توفي عندما انفجرت قنبلة كان يعدها ليستخدمها المقاتلون، وعندما وصلت إلى مكان الانفجار، وكانت هي الأقرب له، كان كل همها منصبًّا على جمع الأوراق والبيانات الموجودة في جيب ابنها؛ حتى لا تصل إلى أحد، لم تجمع أشلاء ابنها، لكنها جمعت ما قد يضر المقاتلين، رغم أنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة، لكنها فعلت ما فعلته بالفطرة".