يمر علينا اليوم الذكرى ال 47 على رحيل الكوميديان الضيف أحمد، أحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، فهو الضيف الخفيف على الشاشة وعلى الحياة التي عاش فيها 34 عامًا، وهو فنان شامل ما بين التمثيل والتقليد والمسرح والغناء والاستعراض والإخراج والتأليف، مكنه ذكاؤه من ترك بصمة كوميدية في تاريخ السينما. مات داخل مسرحية تحدثت مجلة "ألف ليلة ولية" عن كواليس اليوم الذي سبق الوفاة، كان الضيف أحمد وأعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح عائدين من الأردن، بعد مشاهدة العرض الأول لفيلمهم "المجانين الثلاثة"، وكانت العودة من المطار إلى مسرح الهوسابير فورًا بصحبة سمير غانم وجورج سيدهم، لإجراء البروفة الأخيرة على مسرحية "الراجل اللى جوز مراته" قبل افتتاح العرض في اليوم التالي. وكان المشهد الأخير في المسرحية القيام بدور رجل متوفى، حيث قام الحانوتي بوضعه في النعش؛ ليحصل على قيمة التأمين على حياته، بعد الانتهاء من البروفات ودع أصدقاءه، وذهب إلى منزله، وقالت زوجته السيدة نبيلة مندور حينها إنه يشعر بالإجهاد نتيجة هذا اليوم المتعب، وأثناء نقله لمستشفى العجوزة فارق الحياة، ليتحول المشهد داخل المسرحية إلى حقيقة في خلال ساعات قليلة. وفي الرابعة من صباح يوم الاثنين الموافق 16 إبريل عام 1970 توفي الضيف إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة عن عمر، وتمت مراسم الدفن ومن حول النعش أصدقاؤه الذين لم يصدقوا ماذا حدث، وكأن القدر شاء أن يتحول التمثيل إلى حقيقة. ضيف خفيف على الشاشة كان الضيف أحمد يهوى تقليد المدرسين والمدرسات وهو بالمدرسة، لتظهر موهبته فى التمثيل وخفة ظله، وفي الجامعة انضم لفرقة المسرح، وقام بتمثيل العديد من المسرحيات، وحصل على عدد من الميداليات الذهبية، فيما أخرج عددًا من المسرحيات، من بينها: "شترتون، ألفريد يغني، الغربان، الإخوة كرامازوف" وهو لا يزال طالبًا، وحين شاهده الفنان فؤاد المهندس أعجب بأدائه، ورشحه للمشاركة في مسرحية "هو وهي" عام 1964. الشهرة الجماهيرية كانت البداية الحقيقية له والشهرة الجماهيرية عندما شارك في تأسيس فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" عام 1967، وهي فرقة استعراضية قدمت العديد من المسرحيات الكوميدية والاسكتشات الغنائية، وحققت نجاحاً كبيرًا في فترة الستينيات، وتعد من أقوى وأشهر الفرق التي ظهرت في تاريخ الفن المصري. ولاقت الفرقة ناجحًا كبيرًا في السينما والمسرح والإذاعة، ومن أفلامهم: "القاهرة في الليل، آخر شقاوة، المشاغبون، 30 يوم في السجن، المجانين الثلاثة"، ومن مسرحياتهم: "طبيخ الملائكة، كل واحد له عفريت، زيارة غرامية، الرجل اللى جوز مراته"، ولا تزال البصمة التي تركتها الفرقة محفورة في تاريخ السينما المصرية. اختفاء الفرقة بعد رحيل الضيف بعد وفاة الضيف أحمد توقفت الفرقة عن العمل تمامًا، حيث رفض سمير غانم وجورج سيدهم الاستعانة بشخص آخر بديل عن الضيف، ودخل الثنائي في حالة اكتئاب شديدة خزنًا على فراق صديقهم، ونجد أنهم انفصلوا عن العمل، وظهروا في أعمال منفردة، لأن الفرقة لا تكتمل بدون الضيف، فهو يتميز بخفة الظل والذكاء والموهبة المتعددة التي كانت تضيف للعمل الجماعي. فنان شامل كتب الضيف أحمد فيلم "ربع دستة أشرار" بطولة فؤاد المهندس والفنانة شويكار، وأخرج مسرحيتي "الراجل اللي جوز مراته، وكل واحد وله عفريت"، ولحن الاسكتشات الغنائية لفرقة ثلاثي أضواء المسرح، مثل: اسكتشات فيلم "30 يوم في السجن". ومن أبرز أفلامه "منتهى الفرح، القاهرة في الليل، عروس النيل، مطلوب زوجة فورًا، أنا وهو وهي، آخر جنان، الشقيقان، هي والرجال، رجل وامرأتان، رحلة السعادة، الزواج على الطريقة الحديثة، المجانين الثلاثة".