تبني الصين قاعدة عسكرية جديدة في إفريقيا، لتعد مركزا خاصا للعمليات في جيبوتي شرق القارة السمراء، لتشارك الولاياتالمتحدة التي تمتلك "ليمونييه"، نفس طموح التمدد في القارة. وقال موقع بيزنس انسايدر، إن الصين ستفتتح قاعدة بحرية جديدة، تحت مسمى مرافق "الدعم اللوجستي"، في مكان قريب من القاعدة الأمريكية، موضحا أن واشنطن تحاول حاليا تغيير الحقائق؛ حيث قال قائد قيادة الولاياتالمتحدة في إفريقيا، الجنرال توماس فالدهاوسر: "لا يجب وصف القاعدة بالعسكرية، بل اضطرت الولاياتالمتحدة إلى بنائها لعدم وجود قواعد خارجية لها في هذه المنطقة!"، واصفا عملية إنشاء القاعدة الصينية ب"تنافس أقران" سوف يتزايد. وأضاف الموقع أن القاعدة العسكرية الصينية من المحتمل أن الانتهاء منها خلال الصيف المقبل، وستكون على بعد عدة كيلومترات فقط من القاعدة الأمريكية ليمونييه، واصفا موقعها ب"استراتيجي في القرن الإفريقي"، خاصة أنها تطل على مضيق باب المندب، مدخل قناة السويس، التي تعد واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، كما أن القاعدة قريبة أيضا من الصومال المضرب، وأيضا على بعد مسافة قصيرة من شبه الجزيرة العربية، لا سيما اليمن، حيث كانت الولاياتالمتحدة تدعم منذ وقت قصير، من خلال قاعدتها الحملة العسكرية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، كما كانت تنفذ عمليات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وتابع "بيزنس انسايدر" أن أكثر من 4 آلاف أمريكي يعملون في "ليمونييه"، التي تعد أكبر قاعدة للولايات المتحدة في إفريقيا، واستضافت منذ فترة طويلة طائرات دون طيار لاستخدامها في عمليات جوية، مضيفا أن القيادة المركزية الأمريكية التي تعمل في الشرق الأوسط، تشكل بعض المخاوف الأمنية الكبيرة للمنطقة، لكن واشنطن تبرر وجود القاعدة العسكرية من أجل استخدامها في أفريكوم، وقيادة العمليات الخاصة المشتركة والقيادة الأوروبية. وأوضح الموقع أن الصين وجيبوتي توصلتا إلى اتفاق لبناء مرافق لوجستية على أراضي الأخيرة، بحجة تمكين الأولى من تقديم إسهامات جديدة للسلام والاستقرار الإقليميين، لكن واشنطن تتخوف من أن تؤدي القاعدة الصينية، في نهاية المطاف، دورا أكبر في العمليات العسكرية الخارجية لبكين. وينتاب الولاياتالمتحدة قلقا شديدا من القاعدة الصينية في جيبوتي، وترى أنها تهدد مساعيها في المنطقة، وتتخوف من استخدامها ضد الأهداف الأمريكية، وتتزايد المخاوف منذ توسعات الصين في مجالات الطاقة البحرية لحماية التجارة والمصالح الإقليمية لها في القرن الإفريقي.