ما إن طلع الصباح على أهالي حي الخالدية في مدينة حمص السورية حتى هرعوا لانتشال قتلاهم وجرحاهم من تحت ركام المباني المدمرة كليا أو جزئيا، بعد ليلة من القصف العنيف أودت بحياة أكثر من 200 شخص، بحسب مصادر المعارضة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من حي الخالدية في حمص ظهر السبت “توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الأنقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين (...) وبدأ تشييع عدد من القتلى بمشاركة الآلاف”. وأضاف “الوضع هادئء الآن في مدينة حمص ولا تسمع طلقات النار، لكن هناك تصعيدا كبيرا في ريف حمص لاسيما في الرستن التي تتعرض للقصف”. وقال أحمد القصير المتحدث باسم مجلس الثورة في مدينة حمص “بدأت الصلاة (ظهرا) على عدد من الشهداء في الخالدية، وانطلقت مواكب تشييعهم”، مضيفا “المساجد تكبر والكنائس تقرع الأجراس في حمص تحية للشهداء”، ومؤكدا خروج “تظاهرات في كافة مناطق حمص تأييدا للخالدية”. وأوضح هادي العبدالله إن القصف الذي تعرض له حي الخالدية “كان عنيفا جدا وأدى إلى تسوية عدد من المباني بالأرض فيما دمر عدد من المباني تدميرا جزئيا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول إلى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، إلا أنها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدبابات”. وقال “ما جرى في الخالدية غطى على ما جرى في باقي أحياء حمص التي تعرضت بمعظمها للقصف في نفس الوقت أيضا، مثل بابا عمرو والبياضة والإنشاءات ووادي العرب وباب الدريب وجب الجندلي وباب السباع والوعر”. واعتبر العبدالله أن ما جرى هو محاولة من السلطات “لكسب المزيد من الوقت وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة لعلهم يتراجعون عن مظاهراتهم السلمية”. وحذر أحمد القصير من صعوبة الوضع الإنساني في الخالدية وقال “لا نستطيع إيصال المساعدات الطبية وهناك نقص في الدم والمواد الطبية، وعدد كبير من الجرحى ما زالوا تحت الركام”. وصباحا، نفى التلفزيون السوري الرسمي نفيا قاطعا أن يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص أو دخلها، معتبرا أن بث مثل هذه الأنباء يندرج في إطار التصعيد “للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الأمن الدولي”.