جميع مسؤولي النظافة فاشلون.. والحل يبدأ بوزارة مختصة 6 جهات تدير المنظومة وكل قراراتها متضاربة مبارك ظلمنا بالتعاقد مع «الخواجة».. وقرار «أكشاك القمامة» غاشم أكد شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، استعداده لتحويل القاهرة إلى باريس خلال 30 يوما من خلال خطة عمل واضحة وشركات وطنية مؤمنة بقضية النظافة وتعمل برؤية وطنية وليس من أهدافها نهب البلد، كما فعلت الشركات الأجنبية التي تعاقدت معها الدولة عام 2002. وأضاف المقدس أن قرار محافظ القاهرة شراء القمامة من المواطنين عبر أكشاك بالشوارع قرار غاشم سيتسبب في تشريد العاملين بجمع القمامة وقطع عيشهم، مؤكدا أن مصر ليس بها منظومة للنظافة، وأن جميع من تولوا هذا الملف فاشلون، وليس لديهم رؤية، وإلى نص الحوار.. مارأيك فى قرار محافظ القاهرة شراء القمامة من المواطنين؟ قرار غاشم سوف يشرد العاملين في جمع القمامة الذين هم مسؤولية الدولة، واللى بيجى على الزبالين مبيكسبش، فهل تريد الحكومة تحويلهم إلى حرامية؟، فضلا عن عدم نجاج التجربة لأن تطبيقها بدأ في مصر الجديدة وليس في المناطق الشعبية التي تعانى بشكل حقيقي مثل الشرابية والزاوية الحمراء، فالمحافظ يريد البدء بأحياء الأغنياء الذين يستخدمون زجاجات المياه المعدنية والكانزات، ويترك الفقراء غارقين فى قمامتهم، كما أن من أسباب الفشل أن القرار حدد المواد الصلبة فقط فأين ستذهب المواد العضوية وهل ستترك لتتراكم في البيوت ويصرخ الأهالي؟. هذا دليل على غياب الرؤية لدى محافظ القاهرة وعدم فهمه لمنظومة النظافة. بم تفسر تزامن القرار مع اقتراب انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية؟ هذا دليل على إقصاء الدولة لجامعي القمامة الأصليين الذين يمتلكون خبرات ورؤية، وإصرار على اللجوء لقرارات غير مدروسة، نحن كزبالين نعمل في هذه المهنة منذ عام 1948 بالوراثة عن آبائنا وأجدادنا، ونجحنا في تأسيس النقابة العامة للعاملين بالنظافة وتحسين البيئة بعد ثورة يناير، تحت إشراف وزارة القوى العاملة، واتحاد نقابات عمال مصر، وكما ظلمتنا حكومة مبارك عام 2002 بتعاقدات طويلة المدى مع الشركات الأجنبية تنتهي العام الجاري، يظلمنا محافظ القاهرة من جديد بقرار شراء القمامة ويقطع عيش الزبالين ويدمر مستقبل أولادهم. ما أسباب فشل مواجهة أزمة النظافة بصفة عامة؟ لا توجد منظومة نظافة في مصر، فجميع من تولى هذا الملف فاشلون، نظرا لتعدد الجهات التي تدير المنظومة، حيث يتولاها 6 مسؤولين هم وزير التنمية المحلية، ورئيس هيئة النظافة، ووزير البيئة، والمحافظ، ورئيس مجلس المدينة، ورئيس الحي، وكل جهة من هذه تصدر قرارات تتضارب مع قرارات الجهة الأخرى، وأكبر دليل على هذا التضارب أن محافظ القاهرة لا يعلم أنني جلست مع وزير البيئة منذ أسبوع، من أجل مناقشة منظومة النظافة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية المقرر فى 30 يونيو 2017، وأسفر الاجتماع عن تعاون مع وزير البيئة وطالبني بإرسال تصور بالخطة الجديدة، واقترحت على الوزير إعطاء جامعي القمامة الوطنيين فرصة لمدة عام للتجربة، خاصة أن الحكومة منحت الخواجة فرصة 15 عاما لم نر خلالها أي نجاح للتجربة. ما الحلول من واقع خبرتك مع جمع القمامة؟ الحل أولا إنشاء وزارة للنظافة، وهذه النقطة أناشد فيها الرئيس السيسي، وذلك لإنهاء التضارب بين الوزارات الستة، على أن تكون للوزارة صلاحيات، وتكون ميزانيتها من الأموال التي يدفعها المواطن كرسوم نظافة على فاتورة الكهرباء، مع إعادة هيكلة هيئات النظافة ودعمها بمعدات وماكينات حديثة، وتشغيل مليون عامل نظافة بالشارع (كناس) 3 ورديات، وإعادة الزبالين القدامى والاستفادة من خبراتهم، ومن ثم يكون لدى الشعب المصرى منظومة حقيقية للنظافة، فمصر كانت الدولة رقم "2" على العالم عام 1960 من حيث النظافة. هل معنى ذلك أنكم قادرون على إنهاء أزمة القمامة بعد رحيل الشركات الأجنبية؟ نحن جاهزون، لدينا مليون عامل في القاهرة الكبرى، ونمتلك 3 آلاف سيارة، وأنشأنا 7200 شركة نظافة وطنية من خلال هيئة الاستثمار، وجاهزون لغزو القاهرة وشوارعها تحت شعار "عيب علينا الخواجة ينضف مصر". ما خطتك لتنفيذ ذلك وإلى أي مدى يمكنك تحقيق الهدف؟ أكدت من قبل، ومازلت أؤكد، أنني أستطيع تحويل القاهرة إلى باريس خلال 30 يوما، وذلك نابع من إيماني بالقضية، فلسنا مثل الشركات الأجنبية التي نهبت البلد دون تقديم أي خدمات. خطتنا تبدأ بمطالبة رئيس كل حي بإنشاء محطة وسيطة على أي قطعة أرض فضاء، تلقى فيها جميع أنواع القمامة من البيوت والشواع، ويتم نقل هذه القمامة بعد الفرز عبر المعدات الثقيلة والخفيفة إلى المقالب العمومية، ثم مضاعفة شرطة المرافق للقبض على مقاولين البناء عديمى الضمير، بالإضافة إلى إعادة الزبالين لجمع القمامة من المنازل مع إعطائهم أجرا عادلا، فالوحدة السكنية هي مصنع القمامة. القمامة ثروة قومية يمكن أن تكون حلا لمشكلة البطالة، فكل طن قمامة يقوم بتدويره 7 أشخاص في اليوم الواحد. كم طنا تنتجها القاهرة يوميا من القمامة وكيف تتحول لثروة؟ محافظة القاهرة تنتج 18 ألف طن يوميا من الوحدات السكنية والمنشآت السياحية، والمستشفيات، من هذه الكمية يوجد 8 آلاف طن موادا عضوية كبقايا الطعام، و6 آلاف طن موادا صلبة يتكسّب منها الزبالون بالبيع والتدوير كالبلاستيك والنحاس والزجاج والكرتون، وألفا طن غير قابلة لإعادة التدوير، وتصدر مصر الزجاجات المعدنية للصين، التي تعيد تدويرها في صناعة الفايبر والمنتجات الصناعية وجواكت الجلد. كيف ترى قرار عود تربية الخنازير لحل مشكلة القمامة؟ قرار جيد ومشكور، ولكن تنمية ثروتنا من الخنازير، من جديد، يتطلب بعض الوقت بعد إعدام الدولة لأكثر من 2.5 مليون رأس عام 2008 كانت تأكل 6 آلاف طن من القمامة، وسوف نصل لهذا الرقم بعد عدة سنوات من التربية. كم عدد أعضاء نقابة الزبالين وما مطالبهم؟ نحن من أكبر النقابات من حيث عدد أعضائها الذي وصل إلى 63 ألف مشترك، وللنقابة عدة أفرع بالمحافظات منها بورسعيد والدقهلية والشرقية وغيرها، ويطالب الأعضاء بحقوقهم فى عدم قطع عيشهم أولا، والعمل بدلا من الشركات الأجنبية، ومثل أي عمالة تحتاج لتأمين صحي ومعاشات وأندية اجتماعية كأي نقابة، فأعضاء نقابتنا لهم حقوق وواجبات طبيعية تجاه الدولة.