نشر تنظيم داعش الإرهابي فيديو لمقاتلين من الإيجور في العراق، يتوعدون فيه الصين بهجمات إرهابية، وكان الكثير من هؤلاء المسلحين قد انضموا إلى الحزب التركستاني المدعوم من تركيا، وشاركوا في القتال في أرياف اللاذقية وإدلب وحلب ومناطق أخرى في سوريا. الإيجور الإيجور تعني الاتحاد والتضامن باللغة الإيجورية، والإيجوريون شعوب تركية يشكلون واحدة من 56 عرقا في جمهورية الصين الشعبية. وبشكل عام يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شينجيانغ أيضا) على مساحة تعادل سدس مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين، وهم يدينون بالإسلام. وتاريخيا كان مصطلح الإيجور يطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش فيما يعرف اليوم باسم منغوليا. كان الإيجوريون مع الجوك تركيون أقوى وأكبر القبائل التركية التي تعيش في آسيا الوسطى. عاشت القبيلة موحدة في حكم اتحادي يعرف باسم الروران أو الجوان جوان (من 460 إلى 565م)، بعدها حكم الإيجور من قبل الهون البيض قبل أن يضم ملكهم لملك خانات الجوك تركيين، عرفوا في تلك الفترات باسم هويهو وأسسوا لهم مملكة في القرن الثامن الميلادي، اسم هويهو اشتق منه اسم قومية الهوي في الصين. الإيجور في سوريا ظهر في سوريا اسم الإيجور الآتين من شمال غرب الصين من إقليم شينجيانج، مع البدايات الأولى للحرب، بكين تتهم هؤلاء بالسعي إلى الانفصال وتصنف الحزب الإسلامي التركستاني بالإرهابي، الذي تأسس في أواخر تسعينيات القرن الماضي تحت كنف جماعة طالبان بأفغانستان، من أجل الانفصال عن الصين وإقامة دولة إسلامية. مع بداية الأزمة في سوريا عبر مسلحو الإيجور بلادهم نحو أفغانستان، ثم جمهوريات آسيا الوسطى، مرورًا بتركيا وصولًا إلى سوريا، وقد بدأ دخولهم فرادى قبل أن تنظمهم الاستخبارات التركية وتشرف على تسليحهم، وانتظم أغلبهم ضمن الحزب التركستاني الذي يحظى بدعم تركي كبير، لأسباب منها الموقف التركي من قضية إقليم شينج يانج، والسعي المستمر للنظام التركي إلى إسقاط النظام في سوريا. السلطات الصينية تقول إن مقاتلي الإيجور يتدربون مع العناصر المتطرفة في سوريا ليعودوا بعد ذلك للقتال من أجل الانفصال في شينج يانج، وشارك مسلحو التركستاني في معارك متفرقة في الشمال السوري، وبأعداد محدودة بالتنسيق مع جبهة النصرة حينًا، وأحرار الشام حينًا، ثم بالتنسيق مع جيش الفتح إبان معارك إدلب، أما عن ارتباط الإيجور بداعش، فمن باب الصين خرج التنظيم هذه المرة بتهديد غير مسبوق عبر نشر فيديو جديد يظهر فيه مسلحون يتدربون في العراق ويتوعدون برفع رايتهم في الصين علمًا أن عددهم في العراق يتراوح ما بين 100 و 120 مقاتل فقط، وكان معظم هؤلاء المسلحين قد وصلوا إلى العراق بعد سيطرة داعش على الموصل عام 2014، وخلال عام 2015 أعلن التنظيم عن تشكيل كتيبة خاصة للمقاتلين الصينيين اسمها كتيبة "الأسود الحيدرية"، كذلك استخدمهم داعش صيف العام 2014 في اقتحام اللواء 93 في مدينة عين عيسى شمال الرقة. التواجد الصيني في سوريا الصين حاضرة في سوريا ولكنها حتى الآن ليست منخرطة في الحرب، ففي سوريا تراها تدرس إطلالتها بعناية، فهي ترسل المساعدات الإنسانية من جهة، ويقوم موفدها وفي توقيت سياسي واضح بزيارة دمشق بعد أيام على انتصار حلب من جهة أخرى، وقبلها بنحو شهرين ينتشر في وسائل الإعلام السورية والصينية خبر عن زيارة لمسؤول عسكري صيني رفيع لدمشق، وفي نفس الوقت تعلن وزارة الدفاع الصينية أن الجيش الصيني على استعداد لتعزيز التعاون مع نظيره السوري. وفي مقاربتها للأزمة السورية لا يحتمل الموقف الصيني أي لبس، فهو لطالما حضر في مجلس الأمن إلى جانب الفيتو الروسي، وكانت آخر مرة قبل أيام، الحلف الصيني الروسي يتبدى عند كل محطة سورية وإن كانت بكين غير منخرطة بعد عسكريًا في سوريا كما هي حال موسكو، من دون أن يحول ذلك دون رؤية البارجة الصينية البحرية على شواطئ اللاذقية عام 2015. وتقترب الصين من موقف موسكو بخصوص الأزمة السورية بقدر ابتعادها عن موقف واشنطن، فبين الصين والولايات المتحدة قضايا كثيرة عالقة كثيرة لا تنتهي في بحر الصينالجنوبي. منذ أيام اتفقت الصين وروسيا على ضرورة تشكيل جبهة دولية واسعة لمواجهة المنظمات الإرهابية وخصوصًا داعش، كما ورد في بيان وزارة الخارجية الروسية، ويعني قرار الصين مواجهة الإرهاب، أن هناك مواجهة محتملة مع تركيا، فالصينيون الذي يقال إنهم ينتمون إلى أقلية إيجور الصينية عبروا إلى كل من سورياوالعراق تحت أنظار الأتراك، أو على الأقل بغض طرف من أنقرة، وفي العام 2009 تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقال إن ما يجري في شينج يانج هو بمثابة مجزرة وحمل السلطات الصينية المسؤولية، في العام 2012 زار أردوغان شينج يانج، ولتركيا علاقات دينية ولغوية مع الإيجور، ويعتبر المواطنون الأتراك إقليم شينجيانج الحدود الشرقية للعرق التركي، ويعيش الآلاف من المهاجرين الإيجور في تركيا. وعلى صعيد الصين الداخلي فإن موقع الإيجور مهم جدًا لبكين لأنه يقع على طريق الحرير، فهو الذي يأخذ الصين للمر الباكستاني، وبالتالي هناك ثروات مهمة جدًا، كما أن هناك 10 ملايين من الإيجور يعيشون في الصين، وبالتالي لا يجب عليها إغفال تهديدات داعش، خاصة أن مسلحي الإيجور لا يترددون بتوعد الحكومة الصينية في كل مناسبة، ومع وصول التهديد إلى عقر دارها، فإن هذا الأمر قد يطرح تساؤلًا مفاده: هل تقرر الصين الانخراط العسكري في المنطقة على قاعدة الأمن الاستباقي ضد الإرهاب؟.