على عكس ما وعد به الرئيس عبد السيسي، تقرر إلغاء إنشاء النفق الخاص بالسكة الحديد أسفل قناة السويس، والاستمرار في حفر نفقي السيارات فقط، ذلك المشروع الذي بدأ العمل به في يناير 2015، حيث كان السيسي قد وعد بتسليم الأنفاق بمشروع قناة السويس في أكتوبر 2016 بنصف التكلفة، ولكن يبدو أن التكلفة المرتفعة للمشروع ألغت النفق الخاص بالسكة الحديد. دراسة الجدوى أثبتت أن طوله يبلغ 8 كيلو مترات، وتكلفته 8 مليارات جنيه، الأمر الذي جعل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعيد النظر في النفق، وتتوجه إلى الدراسات الفنية الخاصة بنقل كوبري الفردان المعدني المتوقف عن العمل منذ عام 2000 من موقعه الحالي إلى منطقة القنطرة لإعادة تشغيله. المشروع بالأساس كان عبارة عن نفقين للسيارات في مرحلته الأولى، ونفق للسكة الحديد في المرحلة الثانية، بمحافظة الإسماعيلية، وتم تجهيز الموقع لدخول أكبر ماكينة حفر، وكان من المقرر أن يستمر العمل لمدة عام واحد فقط، أي الانتهاء منه في أكتوبر 2016 بحسب تصريحات الرئيس السيسي. نفقا السيارات مستمران في العمل، وانتهت الهيئة الهندسية من 30% من إجمالي الحفر بالإسماعيلية بواسطة ماكينة الحفر الألمانية، حيث تم الانتهاء من مداخل النفقين بالإسماعيلية والمخارج بشرق القناة، ومن المتوقع انتهاء العمل منها بداية العام القادم في الإسماعيلية وبورسعيد، وقبل يونيو 2018 تكون الهيئة الهندسية قد نفذت الممرات العرضية بين النفقين لربطهما ببعضهما، وانتهت من ممرات التأمين والتهوية وتركيب أنظمة التحكم؛ ليتم التشغيل الفعلي. وقال المهندس الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة، الناشط السياسي، إن إلغاء إنشاء نفق السكة الحديد أسفل قناة السويس كان لا بد أن يحدث، خاصة في بورسعيد؛ لأسباب فنية، وهي نوعية التربة الضعيفة، مشيرًا إلى أن الاستشاريين الذين ساعدوا في المشروع لم يكونوا على قدر الكفاءة المطلوبة، وبالتالي من الطبيعي إلغاء النفق. وأضاف حمزة ل«البديل» أن إلغاء النفق في الإسماعيلية سببه اقتصادي؛ لزيادة التكلفة بعد تغيير سعر الدولار، وإعادة دراسة الجدوى تؤكد ارتفاع التكلفة، وبخصوص الاتجاه إلى كوبري الفردان طالب بالاستعانة باستشاريين على قدر كبير من الكفاءة؛ للعمل على هذا الكوبري، مضيفًا: لأن هناك حلًّا من اثنين: إما عمل كوبري أمام الفردان على التفريعة الأخرى، وأنا أفضل ذلك، أو نقل الكوبري إلي الجنوب، وكلهما يحتاج لدراسة. وأبدى المهندس الاستشاري استعداده للمشاركة في إعداد الاستشارات الخاصة بالمشروع والدراسة المطلوبة في تنمية محور قناة السويس. كوبري الفردان هو جسر متحرك للسكك الحديدية يمر فوق قناة السويس بالقرب من الإسماعيلية، ويعتبر أطول جسر متحرك في العالم، حيث يبلغ طوله 340 مترًا، ويقع عند الكيلو 65، أي شمال مدينة الإسماعيلية بنحو 11 كم، كما أنه أطول كوبري سكة حديد معدني متحرك في العالم، حيث يصل الطول الكلي للكوبري 4 كم فوق اليابس وعبر القناة. يبلغ عرض الكوبري من الداخل 10.2 متر، وأرضية الكوبري معدنية، يمر بمنتصفها خط السكة الحديد، وعلى كل من جانبية حارة بعرض 3 أمتار؛ لمرور السيارات والشاحنات بحمولة 70 طنًّا، وبلغت تكلفة إنشاء الكوبري 380 مليون جنيه.