شهد الأسبوع الماضي مجموعة من التحركات الدبلوماسية المرتبطة بالتغيرات العالمية الجديدة، كتولي دونالد ترامب مهامه رئيسًا لأمريكا قبل أيام، وتغييرات إقليمية تتعلق بملفات عربية، كعلاقة مصر والسعودية وإفريقيا وسد النهضة. السيسي يستقبل وفدًا من معهد الشرق الأوسط الأمريكي عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، جلسة مباحثات مع وفد من معهد الشرق الأوسط الأمريكي؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات، ومناقشة عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة قضايا الإرهاب وأزمات الشرق الأوسط، وتناول اللقاء سبل تعزيز وتنمية العلاقات الاستراتيجية بالولايات المتحدة في جميع المجالات، ومجمل التطورات على الساحة الإقليمية، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما يحفظ وحدة وسيادة تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها. وكان وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي قد التقى النخب السياسية في مصر، حيث التقى وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، يوم الأربعاء الماضي، وذلك بمقر وزارة الخارجية بعد عودته من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة الإفريقية، وتم بحث العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، في ظل تولي الإدارة الجديدة وما يمكن التعاون بشأنه خلال الفترة المقبلة. وأجرى الوفد الأمريكي لقاء مع القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، وتناول اللقاء العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية والتعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، والجهود المبذولة لدعم ركائز الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وحضر اللقاء عدد من كبار قادة القوات المسلحة. كما التقى الوفد الأمريكي أيضًا وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار ومسؤولين آخرين، حيث اجتمع عبد الغفار مع السفيرة ويندي تشمبرلين، رئيسة معهد الشرق الأوسط بواشنطن، وأكد إيجابية مستوى التعاون الأمني القائم بين الأجهزة الأمنية المصرية والأمريكية في العديد من المجالات. شكري إلى الإمارات توجه وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الأربعاء الماضي؛ للمشاركة في خلوة تشاورية لوزراء الخارجية العرب، تتناول عددًا من الملفات والقضايا المرتبطة بالتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، وكيفية تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة تلك التحديات، وتعقبها زيارة ثنائية للإمارات، تجرى خلالها لقاءات مع المسؤولين بدولة الإمارات، ومحادثات سياسية مع نظيره سمو الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، تتناول سبل تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، وتبادل الرؤى والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. تأتي زيارة شكري في ظل الحديث عن تسريب مكالمة بين شكري مع الرئيس السيسي نشرتها إحدى القنوات الفضائية الداعمة للإخوان، تقول إن السيسي رفض الاتصال بأمير الكويت، وأوكل لوزير الخارجية مهمة الاتصال بأمير الكويت؛ لشكره جهوده في تقريب المواقف بين القاهرة والرياض. وتسعى بعض دول الخليج كالكويتوالإمارات إلى توطيد العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية قبل القمة العربية في مارس المقبل. وفي مؤشر لاستمرار الأزمة بين القاهرة والرياض، فإن وفدًا من وزارة البترول المصرية سيزور العراق خلال شهر فبراير الجاري؛ لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بين البلدين لشراء الخام العراقي، من أجل تكريره داخل مصر؛ لتعويض نقص الوقود السعودي. القمة الإفريقية غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد المشاركة في أعمال الدورة العادية ال28 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، التي عقدت بمقر الاتحاد الإفريقي، بدأت الدورة فعالياتها الاثنين الماضي تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب». وأجرى الرئيس السيسي مباحثات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة الإفريقية، من بينهم رؤساء كينيا والكونغو والسودان وزامبيا وتنزانيا ورئيس وزراء إثيوبيا، وضم الوفد المرافق للرئيس وزير الخارجية سامح شكري ووزير البيئة الدكتور خالد فهمي ووزير الصحة الدكتور خالد عماد. وليس من المعلوم ما إذا كانت القمة الإفريقية الأخيرة، التي شهدت عودة المغرب للحضن الإفريقي، قد لعبت دورًا في تقريب المواقف المصرية المغربية، بعد التوتر الذي لحق بها إثر دعم المغرب لإثيوبيا في إنشاء أكبر مصنع أسمدة في العالم؛ لزراعة آلاف الأفدنة حول سد النهضة والاستفادة من تلك الأراضي الهائلة، وهو إجراء قوي ردت به المغرب على استضافة مصر معارضين من جبهة «البوليساريو» وحضورهم المؤتمر الذي عُقد في شرم الشيخ مؤخرًا، بمناسبة مرور 150 عامًا على الحياة البرلمانية المصرية. فمصر ساندت الرباط في تأييد مطلب عودتها إلى الاتحاد الإفريقي، وبحسب مصادر مغربية لعبت الدبلوماسية المصرية دورًا كبيرًا في دعم مطلب الرباط أمام قادة الاتحاد الإفريقي، ووافقت على مطلب عودتها دون إبداء أي تحفظات. وفيما يتعلق بسد النهضة فقد عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين، بمقر الاتحاد الإفريقي، اليوم الاثنين الماضي، إلَّا أن اللقاء كان قصيرًا، وامتد لربع ساعة فقط، حسب بروتوكولات الاتحاد الإفريقي، وأكد الطرفان الأهمية القصوى لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، والبناء على ما تحقق من إنجازات، سواء على مستوى القيادة أو على الجانب المؤسسي، بالإضافة إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن هايلي ماريام ديسالين وافق على تلبية الدعوة الموجهة من الرئيس السيسي لزيارة مصر قريبًا.