ماريوت القاهرة، قصر الجزيرة.. فندق عمر الخيام سابقا، أحد أعرق الفنادق التاريخية داخل القاهرة، يعود إلى العصر الملكي، وشيد خصيصا من أجل ضيوف حفل افتتاح قناة السويس وخاصة الإمبراطورة أوجيني، زوجة إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت، التي كان الخديوي إسماعيل، يعشقها واختارها لتكون ضيفة شرف الاحتفال لإعلان تدشين ذلك الحدث. مع بدء حفر قناة السويس، كلف الخديوي إسماعيل، المهندس الألماني يوليوس فرانز، بتصميم "قصر الجزيرة" الذي يقع بحي الزمالك في الجزيرة على نهر النيل، غرب وسط القاهرة، ويعد القصر واحدا من القصور الملكية المصرية لأسرة محمد علي، ونزل به ملوك أوروبا أثناء الاحتفالات، وبلغت تكلفته 750 ألف جنيه، وهو مبلغ باهظ جدا في ذلك الوقت. يبلغ طول القصر 174 مترا، وتم بناؤه على مدار 5 أعوام، وتم إنشاؤه على الطراز المعماري الإسلامي بتصميماته الرخامية ونوافذه وأبوابه التي تسبه المشربية العربية، وامتلأ القصر بقطع الأثاث والستائر والسجاد والمفروشات التي تم تصنيعها داخل ورشة المصمم الألماني كارل ويلهلم في برلين، حيث أراد الخديو إسماعيل، إبهار الأوروبيين بجمال مصر ومعالمها وطرز مبانيها المعمارية المميزة من خلال هذا الصرح الكبير. ضمت حديقة القصر مجموعة من أندر النباتات والأشجار والتماثيل النفيسة التي صممها أشهر النحاتين في العالم بالإضافة إلى الحيوانات، وكانت أول حديقة للحيوانات الأليفة قبل إنشاء حديقة الحيوان بالجيزة، وعزفت فيها موسيقى "أوبرا عايدة" لأول مرة، والتي وضعت خصيصا لهذا الحفل. ومع كل هذه العظمة والفخامة، اضطر الخديوي إسماعيل، إلى بيع القصر لسداد ديونه، وذلك في عام 1879، وتم تحويل القصر إلى فندق وتم فصل الحدائق بحيث تحولت الحديقة الخديوية إلى نادي الجزيرة الرياضي، وحديقة الأسماك الخديوية التي تقع في الجانب الغربي من القصر إلى حديقة الأسماك الموجودة الآن، والتي تم افتتاحها للزوار عام 1902. ومع الحرب العالمية الأولى، قررت الشركة المالكة بيع القصر، وفي عام 1919 اشتراه الأمير اللبناني حبيب لطف الله، الذي ألغى فكرة الفندق وجعل القصر سكنا خاصا به، وفي عصر ثورة يوليو 1952 تم تأميم القصر ليدخل ضمن أملاك الدولة فتحول مرة أخرى إلى فندق باسم "عمر الخيام". فى السبعينيات تولت شركة ماريوت العالمية إدارة الفنادق، هذا المكان الأثري وقامت بتطويره وترميمه وخاصة حديقة القصر والنافورة المعدنية والسلم الرخامي والساعات القديمة، مع الاحتفاظ بالطابع الملكي الخاص بالمكان، وخاصة لوحة العشاء الأسطوري التي جسدت الحفل الذي حضرته النخبة الأوروبية، ولوحة الاحتفالات الخاصة بقناة السويس، ولوحة أخرى للإمبراطورة أوجيني، وطاولة من الرخام تعود لعهد الملك لويس الرابع عشر.