بدأ الفلسطينيون اليوم الأحد سلسلة اجتماعات لبحث طبيعة التحرك المقبل بعد توقف المحادثات الاستكشافة التي جرت مع إسرائيل هذا الشهر برعاية أردنية ولم تفض إلى اختراق يساعد على الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الجانبين. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يعقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اليوم الأحد، إن ‘اجتماع اللجنة سيبحث اليوم وكذلك في الاجتماعات القادمة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عملية تقويم للقاءات الاستكشافية التي جرت” بيننا وبين الجانب الإسرائيلي بحضور الرباعية أولا ومن ثم بحضور ورعاية المملكة الأردنية الهاشمية”، حسبما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) . وأضاف ” سنذهب إلى لجنة المتابعة العربية لاتخاذ القرار الذي يمكن أن يتخذ بهذا الشأن بعد أن حصل ما حصل في اللقاءات الاستكشافية التي قمنا بها مؤخرا”. وستقدم لجنة سياسية مشكلة من أعضاء في اللجنتين تقريرا عن تصورات تم بحثها للخيارات المتاحة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن هناك إجماعا داخل القيادة الفلسطينية على رفض أي عودة للمفاوضات مع إسرائيل أو تمديد المحادثات الاستكشافية لانه لم يتمخض عنها أي جديد في المواقف الإسرائيلية. وأوضح أبو يوسف أنه سيتم مناقشة جدية وتقييم لقاءات عمان “التي بالتأكيد محصلتها صفر وأفادت الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أوهم المجتمع الدولي بأنه يفتح مسار سياسي وحريص عليه”. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ستحدد طبيعة خياراتها المقبلة تمهيدا لنقلها إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقرر في الرابع من الشهر المقبل. وشدد على أنه لن يتم القبول فلسطينيا بأي مقترحات من اللجنة الرباعية الدولية بتمديد محادثات عمان من دون استجابة للمطالب الفلسطينية بوقف البناء الاستيطاني والالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وإطلاق إسرائيل سراح كبار قدامي المعتقلين لديها. وأكد أبو يوسف أن حالة من “اليأس” تنتاب القيادة الفلسطينية بكافة أركانها إزاء مستقبل عملية السلام مع إسرائيل “لأنها باتت تدور في حلقة مفرغة”. وأعلن مسئولون فلسطينيون أن لقاءات عمان عقدت بسقف زمني لا يتعدي 26 يناير الجاري، وهو موعد انتهاء مهلة التسعين يوما التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية لإجراء محادثات تقريبية بين الفلسطينيين وإسرائيل بخصوص قضيتي الحدود والأمن. وهدد الفلسطينيون مرارا بانتهاج خيارات بديلة بعد هذا الموعد. وترتكز هذه الخيارات البديلة للمفاوضات على تفعيل طلب العضوية الفلسطيني لدى مجلس الأمن الدولي وباقي المؤسسات الأممية الأخرى، وتفعيل “المقاومة الشعبية” السلمية لمناهضة الاستيطان إلى جانب تحقيق المصالحة الوطنية. كما تشمل الخيارات دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند (الاتحاد من أجل السلام) لعقد مؤتمر يبحث الانتهاكات الإسرائيلية واتخاذ قرارات ملزمة بوقفها وبينها إمكانية إرسال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية، إلى جانب إمكانية دعوة أطراف الدول السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للاجتماع، ووضع مشروع قرار فوري حول الاستيطان في مجلس الأمن ودعوة إسرائيل لوقفه. وقال مصدر بالجامعة العربية في سابق اليوم الأحد أن اعضاء لجنة مبادرة السلام العربية سيبحثون في القاهرة الأحد القادم بحضور الرئيس عباس المحادثات التي جرت مؤخرا في الأردن بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي بشأن الأمن والحدود. يشار إلى أن خمس جولات من المحادثات الاستكشافية الفلسطينية الإسرائيلية التي جرت في العاصمة الأردنية عمان على مدار شهر تقريبا قد انتهت دون إحراز تقدم.