قبل بضع سنوات، قال رئيس سيراليون، إن نيجيريا إذا عانت فإن غرب إفريقيا بالكامل سيقع في نفس مصيدة المعاناة، وإذا تزايدت فمعاناة غرب إفريقيا سترتفع تلقائيا معها، ويمكن القول إن نيجيريا تؤثر في صورة إفريقيا نفسها بشكل كبير إلى جانب جنوب إفريقيا ومصر وكينيا الذين يحددون مصير القارة، موضحا أن جنوب إفريقيا تقوم بعمل جيد، وكينيا تقوم بعمل عظيم، ومصر متعثرة ونيجيريا تلهث. وفي حين يختلف البعض مع هذا التفسير، يتفق الجميع على أن مصير غرب إفريقيا في يد نيجيريا سواء صعودا أو هبوطا. قال موقع "بيزنس داي"، إنه خلال انتخابات عام 2015 في نيجيريا تضافرت أحزاب المعارضة في تحالف بين حزب إيه سي تينوبو، والحزب الشيوعي، واستطاعا نصر بخاري على الرئيس جودلاك جوناثان، ممثل الحزب الشعبي الديمقراطي، وانتلقت السلطة سلميا دون تذمر، ولم يطعن جوناثان في النتيجة، ليبدأ التحول السياسي في نيجيريا، والذي أرخ لبداية ديمقراطية حقيقية بالانتقال السلس للسلطة، وعلى الرغم من أن بعض النيجيريين لم يتقبلوا النتجية، فإن التطور الديمقراطي في نيجيريا اعتبر تطورا هائلا، بل سابقة على الأرجح لم تتكرر في أي مكان آخر بإفريقيا. وأضاف الموقع، أنه كما ينتشر السلوك السيئ، فمن السهل محاكاة السلوك الجيد، فعندما جاءت الحكومة المدنية النيجيرية في يناير عام 1966 وتم تطبيق أول قانون دستوري في البلاد، تلتها غانا في فبراير، وفيما بعد حين استولى الجيش على السلطة في بعض البلدان، فإن ذلك النمط انتقلت عدواه إلى العديد من دول القارة مثل ليبيريا وساحل العاج وتوغو وغامبيا وغينيا والسودان وأوغندا ورواندا والكونغو. وأضاف الموقع، أنه قبل نحو أسبوعين، استقبل العالم أخبارا رائعة تفيد أن أحزاب المعارضة استطاعت أن تفوز في الانتخابات في غامبيا، حيث هزم أداما بارو، رجل الأعمال المتخصص في مجال العقارات الرئيس يحيى جامع، الذي حكم البلاد منذ 22 عاما بيد من حديد، واستطاع بارو، هزيمة جامع، بشكل حاسم ونتيجة غير قابلة للتشكيك، وانتظر القادة السياسيون في العالم أن تحذو غامبيا حذو نيجيريا في الانتقال السلس للسلطة. التطور السياسي الناشئ في غرب إفريقيا وصل إلى غانا، حيث نقلت الأخبار في مطلع الأسبوع أن السياسي المخضرم نانا اكوفو ادو، من الحزب الوطني الجديد، هزم الرئيس الحالي جون دراماني ماهاما، الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي، والذي أقر بهزيمتة لتسير غانا على خطى نيجيريا في الانتقال السلمي للسلطة، ومثلما فشل جوناثان، في الفوز بولاية ثالثة فشل أيضا ماهاما. أيا كان الحال، فما حدث في غرب إفريقيا يدل على مستوى جيد من النضج السياسي، حيث استطاعت أحزاب المعارضة الفوز بالانتخابات في بلدان غرب إفريقيا. وهذا سوف يساعد على التخلص من الصورة السياسية النمطية القمعية للأفارقة وسوف يصحح الانحراف السياسي. ومن الجيد الاعتقاد أن في إفريقيا أطرافا غير الجهات التنفيذية تستطيع أن تزيل رئيسا بعد 4 أو 8 سنوات من حكمه، وهذا سوف يساعد في الضغط على القادة السياسيين على بذل قصارى جهدهم للاحتفاظ بثقة الناخبين ووعيهم ضد الفاسدين، فالحقيقة أن القوة تنتمي الآن إلى المواطنين ولم تعد في فوهة بندقية. والآن بعد أن أظهرت نيجيريا مثالا جيدا يحتذى، أصبح الأمل ألا تتراجع مبادئ الديمقراطية، وبات التحدي أمام أحزاب المعارضة التي فازت في الانتخابات هو تحسين وتطهير النظام الانتخابي ومحاربة الفساد، لتعزيز التطور الجديد من التعددية السياسية والنضج، وضمان حرمة أصوات المواطنين.