نصر أو شهادة.. قانون من وهبوا أرواحهم من أجل الله ومن أجل الوطن، شباب في عشرينيات أعمارهم يحفرون في عمق الأرض، يوصلون الليل بالنهار، من أجل الدفاع عن الأطفال والشيوخ من بطش آلة الحرب الصهيونية، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصدقهم الله، ألا وهم رجال الأنفاق في كتائب القسام وأجنحة المقاومة في غزة. شهيدان والبحث جارٍ عن مفقودين في انهيار نفق للمقاومة في حي الشجاعية، وهما الشهيد إسماعيل الشمالي، الذي كان يقضي الليل في عمله داخل الأنفاق وفي النهار يعمل معلمًا يقضي يومه في التدريس للطلاب، والشهيد رامي العرعير، الذي تخرج حديثًا في الجامعة الإسلامية، ولم يمضِ على زواجه أكثر من عام، وكلاهما ينتميان إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وارتقى الشهيدان في معركة الإعداد والكرامة التي تتجهز لها المقاومة على مدار فترة طويلة وهم بداخل أحد الأنفاق بغزة، هناك حيث كانوا وحدهم تحت الأرض يصارعون الموت، ويسابقون الإمبريالية والتكنولوجيا الإسرائيلية، وآلة الحرب التي تسفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وهنا تصنع القوة العسكرية لفصائل المقاومة كفتها، مقابل كفة التطوّر العسكري الإسرائيلي وامتلاكه ترسانة عسكرية تمكنه من المقارنة بدول استعمارية كبرى. وقال المحامي والناشط الفلسطيني عبد الله شرشرة ل"البديل": "على الرغم من تراجع إسرائيل عسكريًّا عام 2013 بخروجها من قائمة أقوى 10 جيوش في العالم، إلا أنها لا تزال من أقوى الدول عسكريًّا، ولا مجال لمقارنة قوتها العسكرية بالمقاومة الفلسطينية، لكن التطور الذي طرأ على أداء المقاومة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالأنفاق جعل من تكلفة أي حرب أكثر إرهاقًا ماديًّا و معنويًّا". وأضاف شرشرة: "فكرة المقاومة لا علاقة لها بتكافؤ القوى، بل لها علاقة بممارسة حق مكفول قانونيًّا و دوليًّا، لأنَّ المقاومة تعبر عن حالة الرفض للاحتلال"، وأشار المحامي إلى أنه "ليس بالإمكان وضع إمكانيات هذه التنظيمات المتواضعة أمام ترسانة عسكرية بحجم ما يمتلكها عدوها، ولكنها تعمل ما استطاعت وتعدُّ في هذا السبيل، ومن يرتقون فهم شهداء يخصبون بدمائهم الطريق أمام الأجيال القادمة، ويرسمون طريق العودة والتحرير".