أربعه أعوام مرت على حادث قطار منفلوط الذي حصد أرواح 52 طفلًا من طلاب معهد النور الأزهري؛ بسبب الإهمال فى المزلقانات، لتظل مزلقانات أسيوط كافة وسيلة للموت وحصد أرواح العشرات، فقد شهد مزلقان محطة أبو تيج في الشهور الماضية مصرع عدة مواطنين تحت عجلات القطار. وكشفت تقارير رسمية عن وجود أخطاء هندسية ب13 مزلقانًا، هي «المندرة وديروط والحواتكة ورياض والأزهر والجرف وبني زيد وفزارة ونجع سبع وقرقارص والنخيلة وأبو تيج وملوي»؛ لوجودها في أماكن تكثر حولها العشوائيات والانحدارات، مما يحجب الرؤية عن السائقين، بالإضافة إلى صعوبة انتظار السيارات. وأشارت التقارير إلى أن هناك تدهورًا واضحًا بحالة ورش ومخازن السكك الحديدية، وكذلك أجراس وأنوار وبوابات المزلقانات وأعمدة الإشارات الكهربائية، فمزلقان محطة قطار أبو تيج ومزلقان المحطة الرئيس بشارع رياض، لا تتحكم في إغلاق البوابات بهما سوى سلسلة، مما يشجع المارة على اجتيازها وعبورها، فتقع الكوارث التي تخلف الضحايا والمصابين. ومن بين مزلقانات الموت مزلقان قرية نجع سبع ومزلقان قرية بني حسين وقرقارص وشطب ومنقباد والزنار ورياض، ومزلقان مركز صدفا وأولاد إلياس التابعان لمركز صدفا، ومزلقان مركز أبوتيج ونزلة باقور التابعان لمركز أبوتيج. وتعد المزلقانات العشوائية الأكثر خطورة، حيث لا تعرف الحكومة عنها شيئًا، فيفتحها الأهالي من تلقاء أنفسهم لتسهيل مرورهم. ولجأ الأهالي إلى عمل فتحات في الأسوار الممتدة أمام المناطق السكنية، وكذلك في الجهة المقابلة لها؛ لتسهيل عبور المشاة من التلاميذ وكبار السن، لتوفير مشقة السير لمسافات طويلة للوصول للمزلقان الرئيسي الذي يتبع القرية، ومنها الفتحات التي تربط بين قرية النزالي جنوب مدينة القوصية، وهي مفتوحة ليل نهار دون رقيب، رغم مرور المئات من طلاب المدارس بها، خصوصًا الابتدائية. يقول محمد رمضان: مزلقان منفلوط بحري بات يمثل كارثة محتملة، خصوصًا أنه يعبر منه آلاف المواطنين يوميًّا، سواء سيرًا على الأقدام أو بالسيارات بجميع أنواعها، ورغم أهميته الكبرى فإنه لا يزال يغلق ويفتح بسلسلة ضعيفة، وفي بعض الأحيان ينزعها سائقو التوك توك ليعبروا إلى الجانب الآخر من المزلقان، معرضين حياتهم والركاب للخطر، كما أنه يشهد زحامًا شديدًا خصوصًا يوم السبت، حيث سوق المواشي الخاص بمنفلوط، كما أنه يشهد مشاجرات يومية بين سائقي التوك توك وعامل المزلقان؛ بسبب غلق المزلقان وفتحه. وأضاف أحد عمال المزلقان: "إحنا شاربين المرار كل يوم وسائقو التوك توك ينهالون علينا بالسباب والشتائم عندما نغلق السلسلة عند مرور القطار، وأحيانًا ينزعونها للعبور بسرعة قبل مرور القطار"، لافتًا إلى أنهم تقدموا بشكاوى دون جدوى. فيما قال محمد، أحد العاملين بالسكة الحديد، والذي اكتفي بذكر اسمه الأول، وهو عامل بأحد مزلقانات أسيوط: أنا كعامل مزلقان أتعرض لكمِّ شتائم من المواطنين، "لدرجة إن فيه ناس بعد غلق المزلقان بالسلسلة يفتحونه ويمرون، واحنا مش بنقدر نمنع حد، لأنه بتحصل مشاكل ومشاجرات، والناس في القرى بتعرف بعض، وقال بانفعال شديد: محدش هيفكر فينا ولا المشكلات اللي بتحصل معانا، خاصة وقت المغرب اللي بيرجعوا فيه من حقولهم، وبيعدُّوا السكة الحديد بالمواشي، ويمر به أيضًا التوك توك وعربات ربع نقل، والمزلقانات تشهد تكدسات في ذلك الوقت بالذات، واحنا محتاجين بوابات حديدية ورقابة أمنية". من جانبه أكد مصدر مسؤول بمنطقة سكك حديد أسيوط، رفض ذكر اسمه، أن هناك نحو 120 مزلقانًا غير مُؤمَّنة، على مستوى منطقة مصر الوسطي بالكامل، ويجري حاليًّا الإعداد لتطويرها وتوفير إجراءات التأمين اللازمة من حساسات ووسائل إنذار وتوفير العمالة المتخصصة لتلك المزلقانات. وقال محمد محمود، مسؤول بتفتيش السكة الحديد: هناك خطورة شديدة على عدد من مزلقانات منطقة أسيوط، خاصة مزلقان ديروط وملوي ورياض وأبو تيج، حيث تنتشر أسواق الباعة الجائلين والخضار والتي تفترش قضبان السكك الحديدية عند مداخل ومخارج الكباري، وتفصل بين المزلقانات التي تربط بين شرق القرى وغربها، وتم إرسال عدة مذكرات تفصيلية عن خطورة تلك المزلقانات، الأمر الذي يترتب عليه إعاقة العمل بالمزلقان. وأضاف أن هناك 13 مزلقانًا تتكدس حولها السيارات، منها نجع سبع والحواتكة ورياض وأبوتيج، وتابع: تلك المزلقانات تقع بمناطق منحدرة، تحجب الرؤية، وتعوق حركة المرور وانتظار السيارات.