منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، ازدادت المخاوف لدى المهاجرين واللاجئين في أمريكا، وظهر جليًّا في الشارع بمدن ميامي ولوس انجليس ونيويورك وشيكاغو، الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن ترامب سيتراجع عن خطته بشأن طرد المهاجرين، لكنه خرج بعد انتخابه بأقل من أسبوع ليؤكد تنفيذ تعهداته، الأمر الذي قد يُحدث ضجة في الشارع الأمريكي ويزيد الأمور اشتعالًا. وأكد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أنه سينفذ وعده بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من البلاد بعد تسلمه منصبه، وصرح ترامب في مقابلة على قناة «سي بي اس»: ما سنفعله هو إننا سنطرد المجرمين والذين يملكون سجلًّا إجراميًّا وأفراد العصابات وتجار المخدرات، وهم مليونان على الأرجح أو حتى ثلاثة ملايين، سنطردهم من البلاد أو سنودعهم السجن. وبشأن الجدار الذي سبق أن وعد ترامب بتشييده للفصل بين الحدود الأمريكيةوالمكسيكية في إطار خطته لمحاربة الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود، قال الرئيس الجمهوري: الجدار الذي أنتوي إنشاءه على الحدود الأمريكيةالمكسيكية لن يكون بالضرورة مبنيًّا بالطوب والأسمنت بالكامل، بل إن بعض أجزائه قد تكون عبارة عن سياج فقط، واستطرد: لكن في أجزاء أخرى سيكون الجدار ما نحتاجه، أنا أفهم جيدًا في ذلك، هذا ما يُطلق عليه إنشاءات. تصريحات ترامب تمثل تأكيدًا على استراتيجيته التي سبق وأعلن عنها في التعامل مع اللاجئين والمهاجرين في أمريكا خلال حملته الانتخابية، فطالما أعلن ترامب معاداته للمهاجرين واللاجئين في بلاده وتعهد بطرد ملايين المهاجرين غير شرعيين وإنهاء برنامج استقبال اللاجئين السوريين، ووصف ترامب المكسيكيين المهاجرين بتجار المخدرات والمغتصبين، إضافة لتعهده ببناء جدار فاصل، وترحيل الملايين منهم، لكن بعد أن فاز في الانتخابات الأمريكية قبل أيام، حذف فريقه الانتخابي مقطع فيديو يتوعد فيه ترامب أثناء حملته الانتخابيه بمنع دخول المسلمين أمريكا وإخراج المهاجرين المسلمين منها، مما اعتبر البعض حذف الفيديو مقدمة على تغير وجهة نظر دونالد ترامب بعدما أصبح رئيسًا، لكن تصريحاته الأخير لا توحي بذلك مطلقًا. تأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي تتواصل فيه التظاهرات بالعديد من المدن الأمريكية، لا سيما في نيويورك وسياتل وميامي ولوس أنجلوس وشيكاغو وواشنطن، بينما وقعت الاشتباكات العنيفة بولايات انديانا، بورتلاند، أوريجون، وانتهت التظاهرات بإلقاء زجاجات وغاز مسيل للدموع؛ احتجاجًا على وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وفي الوقت نفسه ارتفعت الأصوات في ولاية كاليفورنيا للمطالبة بالانفصال على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يعترض المتظاهرون الأمريكيون على سياسة ترامب في تقييد الهجرة واضطهاد المسلمين، إضافة إلى اتهامات وجهت إلى ترامب بالتحرش الجنسي بالنساء. فوز ترامب قابله العديد من المهاجرين في الأراضي الأمريكية بحالة من القلق والذعر والرهبة، حيث تلقى محامون ومسؤولون بمنظمات مختصة بشؤون المهاجرين، اتصالات من مهاجرين عبروا خلالها عن قلقهم حول فرص بقائهم في الولاياتالمتحدة، وتساءلوا عن وضعهم القانوني. استراتيجية ترامب المزمع تطبيقها بشأن المهاجرين من المتوقع أن تُحدث أزمة كبيرة في هذه القضية المستفحلة منذ أشهر بسبب تصاعد عمليات الهجرة غير الشرعية من عدة دول تشهد صراعات وعلى رأسها سوريا، حيث تأتي نية ترامب طرد المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين في نفس الوقت الذي تهدد فيه تركيا بإلغاء اتفاقها مع الدول الأوروبية بشأن إيقاف تدفق اللاجئين، ومحاولة العديد من الدول التنصل من مسؤولية استقبالهم في بلادها، الأمر الذي قد يًصعد الأزمة ويزيد من معاناة اللاجئين. وتزامنت تصريحات ترامب مع مطالبة وزيرة الخارجية المكسيكية، كلوديا رويز ماسيو، من دبلوماسييها العاملين في الولاياتالمتحدة إعداد برامج دعم للمهاجرين المكسيكيين الموجودين على الأراضي الأمريكية، وأوضحت الخارجية المكسيكية أن ماسيو التقت موظفي الوزارة المكلفين بملف منطقة أمريكا الشمالية، لتحليل نتائج الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، ومناقشة الإجراءات الملموسة الواجب النظر بها على مستوى العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، وطلبت الوزيرة من جميع الدبلوماسيين المكسيكيين أن يبقوا قريبين من الجالية المكسيكية في الولاياتالمتحدة، وأن يعدوا خطط حماية ومساعدة قنصلية، ويبعثوا رسائل تدعو إلى الثقة والهدوء وتجنب الاستفزازات وعمليات الاحتيال المحتملة والمتعلقة بالهجرة، وأكدت الوزارة أن حقوق المكسيكيين في المكسيك وخارج البلاد لن تكون أبدًا موضع مساومة.