الاحتراف حلم يراود لاعب كرة القدم منذ صغره، يتدرب وينمي من مهاراته كي يحصل على فرصة التواجد ضمن الفريق الأول وتمثيل منتخب بلاده الذي يعد شرفًا يصل من خلاله إلى حلمه الأكبر بالخروج إلى أوروبا وتمثيل أحد أنديتها الكبرى. عربيًا، تمتلك الجزائر والمغرب القاعده الأكبر للمحترفين، ومؤخرًا، بدأت مصر تظهر على خارطة الكرة العالمية بفضل تألق محمد صلاح، مع روما الإيطالي، ومحمد النني، مع أرسنال الإنجليزي. وتعد مصر من أوائل الدول العربية التي فتحت طريق العرب إلى القارة العجوز، وكان يمكن لتلك البداية أن تكتمل لو استمرت العناصر المميزة التي وطأت أقدامها الملاعب الأوروبية، لكن الحنين الزائد للوطن، والعاطفة التي تسيطر على كثير من المصريين حالت دون الوصول لذلك، إذ سرعان ما عاد المحترفون إلى أرض الوطن دون إعطاء التجربة فرصة النجاح. «البديل» رصد اسمين بارزين في تاريخ كرة القدم المصرية، كان يمكنهما أن يتركا بصمة مهمة في ساحات الكرة العالمية لولا تغلب العاطفة الوطنية والحنين للعودة. صالح سليم يعد الراحل صالح سليم، أو كما تلقبه جماهير الأحمر ب«الأب الروحي للأهلاوية» من أبرز النجوم الذين لعبوا للمارد الأحمر والكرة المصرية بوجه عام، وقد جعلته موهبته حديثًا للصحف الإنجليزية على الرغم من كونه لاعبًا محليًا، أول لقاء رسمي له مع الشياطين الحمر كان عام 1948، وعمره 18 سنة، وظل يمثل الفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يستعين به فريق جراتس، بسبب تراجع نتائجه في الدوري النمساوي. ذهب "المايسترو" إلى النمسا والتحق بجراتس، وقال في مذكراته إنه وافق على اللعب للفريق النمساوي ليعرف حقيقة مستواه الدولي بعد أن عرفه على المستوى المحلي، شارك الأسطورة الأهلاوية في 8 مباريات سجل خلالهما سبعة أهداف وبات حديث وسائل الإعلام الأوروبية، لكنه قرر العودة سريعًا للجزيرة بدعوة من مجلس إدارة ناديه. الأهلي مر بظروف صعبة للغاية عقب رحيل نجمه المتألق، وخسر لقب الدوري ليطلب مجلس إدارته من المايسترو العودة لمساعدة الفريق على النهوض مرة أخرى، ولحبه الشديد للقميص الأحمر ترك صالح سليم، حلمه وقرر العودة لانتشال القلعة الحمراء من الوضع السيئ التي كانت عليه. 7 Feb 2000: Hossam Hassan of Egypt in action during the African Nations Cup match against Tunisia in Kano, Nigeria. Tunisia won the match 1-0. Mandatory Credit: Ben Radford /Allsport حسام حسن ستة مواسم قضاها داخل جدران النادي الأهلي مع الفريق الأول في الفترة من 1984 وحتى 1990، سجل خلالها 34 هدفًا، ليلفت إليه أنظار الأندية الأورويبة، وبالفعل انتقل حسام، إلى نادي باوك اليوناني، في موسم 1990/1991، ولعب معه 19 مباراة سجل خلالها 6 أهداف، وفي موسم 1991/1992 انتقل إلى نادي نيوشاتل إكساماس السويسري، ولعب معه 11 مباراة سجل خلالها 7 أهداف منها 4 في مرمي سيلتك جلاسكو الأسكتلندي، في كأس الاتحاد الأوروبي، دوري أوروبا حاليا. رباعية حسام حسن، كتبت اسمه بحروف من نور في سجلات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حيث بات أحد 4 لاعبين فقط على مر التاريخ أحرزوا 4 أهداف في مباراة واحدة في بطولة لأندية أوروبا، وفي عام 1992 عاد مرة أخرى إلى الأهلي، بناء على طلب من مجلس إدارة النادي، حيث كان يعاني المارد الأحمر في تلك الفترة من تذبذب في النتائج. حسام كان ينتظره مستقبل باهر في الملاعب الأوروبية، لكنه فضل العودة للوقوف إلى جوار فريقه في موقفه الصعب، مضحيا بحلمه في غزو الملاعب الأوروبية.