لا يلومن الإخوان إلا أنفسهم.. فقد طغوا وتجبروا.. وقدموا مسخًا مشوهًا لصورة الإسلام الحنيف.. مارسوا الاستبداد، والكذب، والضلال، وتعاملوا مع المصريين وكأنهم أجراء في حظيرتهم.. تناسوا عمدًا أن الشعب المصري العظيم، هو الملهم للثورات، وهو المفجر للإبداعات، وهو القادر بعون الله تعالي علي إعادة من فقدوا رشدهم إلي الطريق المستقيم. الإخوان اليوم يتساقطون كالذباب.. ينهارون.. ويواصلون كذبهم، ودجلهم، يسعون للتبرؤ من كل جرائمهم التي ارتكبوها، وخطاياهم التي اقترفوها، وأفعالهم الشنعاء التي زرعوا عبرها العنف والرعب والإرهاب في المجتمع. يتحدثون الآن، وبعد أن وقعت الواقعة، وتكشفت الوجوه، وأدركوا حجمهم الضئيل بين أبناء الشعب المصري، يتحدثون عن أنهم 'مظاليم' وأنهم أصحاب 'دعوة سلمية'.. محاولين للمرة المليون استلاب عقول الناس، وترويج أفكارهم العفنة، وكأنهم لا يدركون أن إرهابهم الذي مارسوه، وجرائمهم التي اقترفوها هي بين يدي الرأي العام المصري والعربي والدولي، موثقة، بالصوت والصورة.. أقوالهم شاهدة عليهم، وأسلحتهم المشهرة في وجوه الأبرياء، هي دليل إداناتهم، وتحريضهم علي ارتكاب الإثم والعدوان، هو أمر لا يقبل الجدل. وكانت أحداث ما بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، هي خير برهان، وأكبر دليل، علي حجم الإرهاب والقسوة المتغلغل داخل نفوس هؤلاء الأشرار.. ولعل ما تكشف من جرائم، ومذابح، وتمثيل بالجثث، إن في مذبحة كرداسة، أو مجزرة أسوان، أو ما جري في الفيوم وغيرها، لبراهين قاطعة علي أن هؤلاء القتلة، والمجرمين لا يستحقون أي رحمة في التعامل معهم، وأن كل من يدعون إلي التسامح مع هؤلاء القتلة، مصاصي الدماء، إنما هم متواطئون، بل شركاء في تلك الجرائم. لقد عرف المجتمع المصري، حقيقة هؤلاء الإرهابيين، حين بثت قنوات التليفزيون، ومقاطع اليوتيوب علي مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الجرائم النكراء التي ارتكبت في حق مواطنين مصريين أبرياء، وضباط شرفاء ونبلاء، لم يرتكبوا إثمًا، غير ممارسة مهام وظيفتهم، والقيام بواجباتهم.. لقد أدمت هذه الأفعال الشنعاء نفوس وقلوب كل من شاهدوها، بل إن ملايين المصريين سالت دموعهم حزنًا، وألمًا جراء هذا المنهج الدموي، والبربري، الذي لم تعرف له مصر مثيلاً في السابق، وهو منهج يكشف عن الحقد الدفين لهؤلاء الغرباء عن المجتمع تجاه كل أبناء مصر الشرفاء. إن وقائع ما جري من عمليات قتل وعنف وإرهاب في الفترة الماضية، سوف تضمها صفحات سوداء، في سجل العار، لهذه الجماعة الإخوانية الإرهابية، ولكل من والاها، أو ناصرها، أو دافع عنها، أو تبني وجهات نظرها، التي تقوم علي سفك الدماء ونشر الموت والخراب والدمار في أرجاء الوطن. إن المجتمع المصري برمته بات مطالبًا اليوم، بدعم ومساندة جهود رجال الشرطة والجيش وجميع الأجهزة الأمنية، في دحر هذا الفصيل المارق عن معتقدات الوطن.. لأنه لا مجال بعد اليوم علي الأرض المصرية لمن شارك أو تواطأ في دعم الإرهاب والقتل.. هي حرب فرضت علينا من جماعة لم يعرف تاريخها سوي لغة الدماء.. خاصة بعد أن تكشف خداعها للمصريين علي مدار سنوات طوال، كانت تزعم فيها أنها تسعي لتطبيق شرع الله.. ثم برهنت الأيام أنهم ليسوا أكثر من عصابة مأجورة، يوظفون الدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة، بينما هم أبعد ما يكونون عن شرع الله. مصر كلها اليوم مطالبة بمحاربة الإرهاب، ودحر القتلة والمجرمين، وهي حرب قومية ومصيرية، تستدعي استنهاض الهمم، واليقظة التامة، والوقوف بوضوح في مواجهة المخطط الإرهابي الذي يستهدف البلاد.. لأن الصمت علي هؤلاء يعني إدخال الوطن في دوامة من العنف والعنف المضاد، وهو هدف يجمع بين قطاع الطرق، قتلة الأبرياء في الداخل، وأعداء الوطن، والمتربصين به في الخارج. الدكتور محمد سليمان الدكتور محمد سليمان.. هو مسئول الدعوة بجماعة الإخوان بقنا.. وأنا أشهد أمام الله عز وجل، ولأنني أعرف الرجل حق المعرفة، لكونه من أبناء محافظتي 'قنا' أنه مثال للقدوة الحسنة، وللأخلاق النبيلة، للدعوة الدائمة للتوافق والخير والسلام ولعل سجله في الدعوة هو خير شاهد له. ولقد عز علي نفسي أن أعلم بخبر القبض علي الدكتور محمد سليمان، ولا أنطق بشهادة الحق، في رجل أكاد أجزم أنه لم يكن يومًا، داعيا للإرهاب، أو محرضًا علي العنف، كما يفعل غيره من قادة الجماعة.