أعلنت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، إطلاق بعثات تجارية إلى دول وسط وغرب إفريقيا بهدف استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة بهذه الأسواق الواعدة وتوطيد أواصر التعاون مع مجتمعات الأعمال الأفريقية. جاء ذلك في سياق كلمتها التي ألقتها خلال فعاليات منتدى روابط الأعمال مع غرب إفريقيا الذي ينظمه التمثيل التجاري بالتعاون مع التجاري وفا بنك للإعلان عن الاستراتيجية الجديدة للنفاذ إلى أسواق وسط وغرب إفريقيا، شارك في فعاليات المنتدى السفير حمدي لوزا مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية وعدد من سفراء الدول الإفريقية ورؤساء المجالس التصديرية. وقالت الوزيرة إن باكورة هذه البعثات ستكون خلال شهر يوليو المقبل إلى دولتي السنغالوالكاميرون بالتنسيق والتعاون بين التمثيل التجاري المصري والتجاري وفا بنك، خاصةً وأنه من أهم البنوك العاملة في هذين البلدين. وأضافت أن هذا التوجه يأتي في إطار حرص الحكومة المصرية على تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لدول القارة الإفريقية لرفع قدراتها في جميع المجالات المتعلقة بتحرير التجارة وتشجيع الاستثمار، ومشاركة التجربة المصرية في دعم القطاع الصناعي ومساندة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأوضحت جامع أن انعقاد المنتدى يبرز الأساس الذي تعتمد عليه مصر مع شركائها الاقتصاديين، ويستند إلى تأسيس التحالف الاستراتيجي بين أجهزة الدولة وكل من القطاع الخاص ومؤسسات التمويل الوطنية والإقليمية، ويدعم من خلاله رجال المال والأعمال العلاقات الثنائية من خلال الاستثمار في مشروعات مشتركة تعود بالنفع على جميع الاطراف، وتعمل على تحفيز مستويات النمو الاقتصادي، ومن ثمّ توفر فرص العمل للأجيال القادمة. وأشارت إلى أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين مصر ودول غرب إفريقيا لتعكس الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها الجانبين لا سيما في ظل دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ الأمر الذي سيكون من شأنه بدء مرحلة جديدة للتعاون القاري من خلال فتح الأسواق الأفريقية أمام المصدرين والمستثمرين بدول القارة. ولفتت جامع إلى أن القارة الإفريقية تقف على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل التكامل الاقتصادى الإقليمي بإطلاق اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية والبدء في تنفيذها، والتي تربط القارة بأكملها في سوق حر واحد لتذليل العقبات أمام المصدرين والمستثمرين في جميع دول القارة، مشيرة إلى أن الاتفاقية ستسمح بتبادل السلع والخدمات بدون قيود أو عوائق جمركية، كما أنها تمثل خطوة للأمام نحو توحيد الجهود الرامية لإنشاء تجمع اقتصادي إفريقي. وأشارت إلى أن هذا المنتدى يعكس إدراك الحكومات للمسئولية الكبيرة التي تقع على عاتقها لتوفير كافة السبل وتمهيد الطريق لتحقيق الاندماج القاري، من خلال إتاحة الفرصة لممثلي القطاع الخاص لاستعراض الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة وتبادل المعلومات التي تخدم مصالحهم المشتركة، لا سيما في القطاعات غير المستغلة والقطاعات التي تتمتع بميزة تنافسية داخل القارة بالإضافة إلى استعراض العقبات التي تواجه انسياب حركة التجارة بين دول القارة وبحث سبل تذليلها، مما يتيح الفرصة لترجمة التكامل الإقليمي إلى شراكات فعلية. ونوهت بأن الحكومة اتخذت عددا من الاجراءات والآليات لتعزيز العلاقات التجارية بين مصر وإفريقيا شملت إعلان استراتيجية تنمية الصادرات المصرية للقارة الإفريقية عام 2018، وإرساء برنامج تنمية ومساندة الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية، عن طريق مساهمة صندوق تنمية الصادرات في تكلفة النقل والشحن للدول الإفريقية، حيث يتحمل الصندوق 50% من تكلفة الشحن للصادرات المصرية المتجهة لإفريقيا وقد تم زيادتها في البرنامج الجديد المقرر بدء تنفيذه مطلع الشهر المقبل لتصل إلى 80% من تكلفة الشحن، فضلا عن استضافة مصر المعرض الإفريقي الأول للتجارة البينية خلال عام 2018، واستضافة مصر لورشة عمل "صنع في إفريقيا" خلال عام 2019. وأشادت جامع بالجهود التي بذلها التمثيل التجاري المصري والتجاري وفا بنك للخروج بهذا الحدث على الوجه الأمثل، معربة عن أملها في أن يؤتي ثماره لدعم وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم في دول وسط وغرب إفريقيا الشقيقة. من جانبه قال السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، إن المبادرة تأتي في إطار استراتيجية وزارة التجارة والصناعة لتعزيز التواجد المصري على الساحة الإفريقية القائم على التعاون مع كافة منظمات الأعمال، مشيرا إلى أهمية تفعيل العمل المشترك للتوسع في السوق الإفريقي من خلال التنسيق مع التجمعات الإفريقية المختلفة ومن بينها "الايكواس" وجماعة شرق إفريقيا والكوميسا، والعمل في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية. من جهته أوضح الدكتور أحمد مغاوري رئيس التمثيل التجاري، أن إطلاق مبادرة روابط الأعمال المصرية الإفريقية الموجهة إلى دول وسط وغرب إفريقيا تعد خطوة مهمة نحو تنفيذ استراتيجية وزارة التجارة والصناعة لزيادة الصادرات المصرية وتحقيق طموح ال- 100 مليار دولار صادرات سنويا. وقال إن التمثيل التجاري نجح في وضع استراتيجية مفصلة لاستكشاف الفرص الواعدة بغرب إفريقيا، سواء للصادرات المصرية أو لإحلال الواردات المصرية بواردات إفريقية أو للاستثمار المشترك، من خلال تكوين شراكات مع جهات ذات نفوذ قوي في القارة لتنظيم فعاليات لفتح قنوات اتصال مباشرة بين قطاع الاعمال في الجانبين. وأكد مغاوري أنه تم إطلاق هذه المبادرة المهمة بالتعاون مع التجاري وفا بنك باعتباره أحد أهم المؤسسات المصرفية ذات السمعة الدولية والتي تنتشر جغرافياً في القارة الإفريقية وبشكل رئيسي في دول غرب إفريقيا، لافتا إلى أن المبادرة ترتكز على تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مجال إرسال بعثات ترويجية تمثل القطاعات التصديرية المصرية ذات الأولوية إلى دول غرب إفريقيا، حيث يسهم البنك بدور رئيسي في توفير التمويل اللازم لهذه البعثات. وأضاف مغاوري أن هناك نحو 34 دولة إفريقية مرشحة لزيادة القوائم السلعية حتي عام 2024، لافتا إلى أن المبادرة بدأت بدولتي السنغالوالكاميرون نظرا لأن السنغال عضواً في تجمع "الايكواس" والكاميرون عضوا في "السادك"، حيث يمكن التعاون مع هذين البلدين في العديد من المجالات لا سيما مجال المقاولات والبنية التحتية والمنتجات الطبية وخدمات الاتصالات والآلات الزراعية والطاقة، فضلا عن أهمية الاستفادة من ميناء داكار باعتباره من أكبر الموانئ بدول غرب إفريقيا. ولفت إلى أن مصر تتمتع بعلاقات تجارية قوية مع دول تشاد وغينيا والجابون والكونغو، لافتا الي ضرورة تحقيق أقصى استفادة من مكاتب التمثيل التجاري الموجودة بدول القارة السمراء. من جانبه قال الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب إن قارة إفريقيا تعد المستقبل الواعد للصادرات المصرية وتمثل محور اهتمام القطاع الخاص المصري، لافتا إلى أن القطاع الخاص سيعمل جنبا إلى جنب مع التمثيل التجاري في حشد أكبر عدد من رجال الأعمال للمشاركة في البعثة المتجهة إلى الكاميرونوالسنغال. وأضاف الجبلي أن التجاري وفا بنك، يمثل نموذجا ناجحا للبنوك العربية المنتشرة بدول القارة الإفريقية حيث سيساعد تواجد البنك بهذه الأسواق في التواصل مع رجال الأعمال وعقد لقاءات الأعمال هناك، لافتا إلى أن المنتجات المصرية تتمتع برواج كبير في قارة إفريقيا. وأوضح أن اتحاد الصناعات قبل جائحة كورونا قام بالتركيز على إيفاد بعثات لأسواق شرق إفريقيا، لافتا إلى أن المنتجات المصرية مطلوبة في إفريقيا لكن المشكلة أنها لم تكن معروفة للمستهلك الإفريقي. وتابع أن صادرات مصر لإفريقيا تبلغ حاليا نحو 4 مليارات دولار ويمكن خلال الخمس سنوات المقبلة مضاعفتها، منوها بأن الدراسة التي قدمتها وزارة الصناعة والتجارة بشأن الأسواق الإفريقية تم عرضها على مجلس النواب وسيتم عرضها على اتحاد الصناعات، مؤكدا ضرورة التحرك السليم نحو إفريقيا، مما يتطلب جهد مشترك بين قطاع الأعمال والحكومة. وطالب الجبلي بضخ استثمارات جديدة في أسواق إفريقيا وتشجيع تواجد الشركات المصرية وإنشاء مراكز لوجستية في شرق وغرب إفريقيا، لتنشيط التبادل التجاري من الاتجاهين، مؤكدا أهمية تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية التي كانت مصر من أوائل الدول التي وقعت عليها وصادق عليها البرلمان المصري من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الشريف مدير إدارة إفريقيا بالتمثيل التجاري أن هذه المبادرة تأتي في إطار سعى التمثيل التجاري لإطلاق مبادرات جديدة غير تقليدية بهدف زيادة حجم الصادرات المصرية إلى القارة الإفريقية وبشكل خاص أسواق دول غرب إفريقيا التي تشكل سوقاً واعدة للمنتجات المصرية، خاصة في ظل عدم وجود اتفاقات تجارية تفضيلية تربط مصر بدول غرب إفريقيا حتى الآن وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على أرقام الصادرات المصرية إلى تلك المنطقة من القارة الإفريقية. وأكد الشريف أن هناك العديد من الفرص الواعدة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر ودول وسط وغرب إفريقيا في شتى المجالات والقطاعات خلال المرحله المقبلة. وأعرب هشام السفا، العضو المنتدب للتجاري وفا بنك إيچيبت، عن سعادته لانطلاق مبادرة "جسر الأعمال بين مصر وغرب ووسط إفريقيا" والتي تلقى دعم ورعاية البنك خاصة في ظل تواجده القوى في 15 دولة إفريقية وبصفة خاصة دول منطقة غرب إفريقيا، مشيراً إلى أن التواجد والإمكانيات التي يتمتع بها البنك هناك تؤهله للقيام بدور محوري في ترتيب وتنظيم اجتماعات الأعمال بين المشاركين من مصر ونظرائهم في دولتي الكاميرونوالسنغال لعقد صفقات أعمال مثمرة بين جميع الأطراف. وأشار إلى أن هذه المبادرة التي تأتي تحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وجهاز التمثيل التجاري المصري تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري مع دول القارة خاصة في ظل التوجه الحالي للحكومة المصرية بتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي المشترك مع دول القارة الإفريقية وبصفة خاصة في غرب ووسط إفريقيا، معرباً عن تطلعه لنجاح البعثة وتكرار هذه التجربة خاصة في ظل الدعم الكبير من الوزارة والعمل الدؤوب من إدارات البنك المختصة في مجموعة التجاري وفا بنك والمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية وكذلك في البنك بمصر. وأضاف أن تجاري وفا بنك يشغل المرتبة الأولى بدولة السنغال ويستحوذ على 17% من حصة السوق ويمتلك هناك 86 فرعاً فضلا عن تبوءه المركز الرابع في دولة الكاميرون بحصة سوقية تبلغ 10% و55 فرع، لافتاً إلى لآن فروع البنك في هاتين الدولتين ستستقبل المشاركين في البعثة للمساعدة في متابعة وتوفير الفرص التصديرية لعقد صفقات تجارية مع نظرائهم في السنغالوالكاميرون.