قال الدكتور جمال عصمت أستاذ أمراض الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ومستشار منظمة الصحة العالمية، إن عدد مرضي فيروس "بي" في مصر يقدر ب1% من السكان، أي نحو مليون مريض، وتتركز أغلب الحالات في محافظات الصعيد. وأوضح أن حالات الإصابة بين الرجال أكثر منها بين السيدات، وأن 70% من المصابين بفيروس "بي" رجال. وكشف عن أن فيروس "بي" أكثر خطورة من فيروس "سي"، لأن تطور المرض أسرع، وقد يصاب عدد من المصابين به بسرطان الكبد دون مروره علي مرحلة "التليف"، علي نقيض "فيروس سي"، مشيرًا إلي ان أهم مزايا الدواء الجديد "تينوفيناميد" إنه يعمل بكفاءة عالية في تقليل «الحمل الفيروسي»، وتحسين حالة الكبد، كما أن آثاره الجانبية أقل كثيرا من الأدوية السابقة. وتابع: فيروس "بي" أكثر تحورًا أمام الأدوية مما يجعل بعض المرضي تولد لديهم أجسام مقاومة ضد أنواع من أدوية أخري، مؤكدًا أن مقاومة الجسم لهذا الدواء منعدمة، ما يجعله خيار مناسب لهم. وقال إنه لم يتم التوصل لعلاج شاف من فيروس بي بشكل نهائي كما حدث مع فيروس سي، وأنه يوجد بعض المصابين لا يعلمون بإصاباتهم بعد، ما يستوجب العمل علي توعية المواطنين بالمرض حتي يتم اكتشاف المصابين في مراحل مبكرة، والعمل علي وقاية غير المصابين به. من جانبه، قال د.إمام واكد أستاذ الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية: إن مصر حققت نجاحًا كبيرًا في مواجهة فيروس "سي" بفضل المبادرة الرئاسية للقضاء علي المرض، مشددًا علي أن اللجنة تحرص علي التعاون مع الشركات والكيانات الوطنية، لتوفير أحدث العلاجات للمريض المصري. وأضاف خلال المؤتمر العلمي الذي عقد للإعلان عن طرح دواء "تينوفيناميد"، بحضور نخبة من أساتذة الكبد والجهاز الهضمي ومنهم أ. د.وحيد دوس، و أ.د.هشام الخياط، وأ.د.حسن حمدي، وأ.د.أيمن يسري، وأ.د.د.ياسر محروس، وأ.د.حسين الأمين، " أن الدواء الجديد هو الأنسب لمن يعانون من مشاكل في الكلي، والعظام، وكبار السن، لافتًا إلي أن عدد مرضي فيروس بي الذين يعلمون بأنهم يحملون الفيروس قليل جدًا، لذا يجب توعيتهم بالمرض، ليتلقوا الرعاية الصحية الخاصة بهم. وكشف عن أن فيروس "بي" ينتقل عن طريق العلاقة الزوجية ومن الأم لطفلها خلال فترة الحمل، أو من خلال الاتصال المباشر بمكونات الدم الملوث والحقن الغير امن. فيما حذر الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودر بلهارس، أحد المراكز البحثية الرائدة في مجال أمراض الكبد بوزارة التعليم العالي، "من "الفيروس الصامت" الذي يمكن أن يُصيب المريض دون علمه لسنوات طويلة، ولا يكتشف إلا في مراحل متأخرة للإصابة منه. وقال إن غالبية الإصابات بفيروس "بي" تتركز في الفئة العمرية فوق 30 سنة، لأن مواليد ما قبل التسعينات لم يحصلوا علي التطعيم المتاح ضد فيروس بي، حيث أن هذا التطعيم أصبح اجبارياً منذ عام 1992. من جانبه، قال د.أمجد طلعت، مدير إدارة الأدوية الخاصة بالشركة المُصنعة للدواء الجديد، إن الشركة توفر لمرضي فيروس بي منذ أكثر من 16 عاماً كل ما هو جديد من العلاجات طبقا لأخر الأبحاث العلمية، مما حسن الحالة الصحية للآلاف من مصابي الفيروس، ليس في مصر فقط ولكن في العديد من البلدان التي يتم تصدير الأدوية المنتجة في مصر لهم. وأوضح أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قد وافقت في عام 2016 علي استخدام المادة الفعالةTenofovif alafenamide في علاج فيروس بي، وهي مادة جديدة من «التينوفوڤير»، المتواجدة في عقار «تيناڤيرون»، الذي تنتجه إيڨا فارما، المصنعة للدواء الجديد "تينوفينامايد"، لكنه بجرعة أقل ب 10 مرات منه، حيث يعد بتركيبته الجديدة أكثر فاعلية واستهدافًا لخلايا الكبد، وبالتالي أكثر أمانًا.