أكد الدكتور أحمد فاروق غنيم المدير التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط استعداد قاعة المومياوات الملكية (بمسطح 2810 أمتار مربعة) لاستقبال مومياوات ملوك وملكات مصر، والتي سيتم نقلها في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير لمتحف الحضارة يوم 3 أبريل المقبل. وأشار غنيم - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ - إلي أن قاعة المومياوات مجهزة علي أحدث الطرز العالمية، حيث سيتم عرض مومياء الملك بها وبجوارها التابوت وبعض القطع الأثرية المميزة الخاصة بالملك والتي تحكي تاريخ فترته. وأوضح أنه من المقرر - عقب نقل المومياوات لمتحف الحضارة - إجراء مجموعة من الفحوصات ووضعها داخل وحدة النيتروجين لتعقيمها لمدة حوالي 15 يوما، ثم البدء في وضعها في الفاترينات وعرضها للجمهور يوم 18 أبريل المقبل الذي يوافق (يوم التراث العالمي)، لافتا إلي أن فريقا من أمهر وأكفأ المرممين المصريين بمتحف الحضارة - الذي يعد مركزا رئيسيا في صيانة المومياوات في الشرق الأوسط - قام بترميم تلك المومياوات بالمتحف المصري بالتحرير قبل نقلها. من جانبه.. قال الدكتور محمود مبروك مستشار العرض المتحفي بوزارة السياحة والآثار إن قاعة المومياوات الملكية مصممة علي شكل مقبرة ملكية، وتأخذ الشكل الخارجي لمقابر وادي الملوك بالأقصر، واختارت اللجنة العلمية أن يصبح لونها أسود. وأضاف أنه سيتم عرض كل تابوت بجانب المومياء الخاصة به، وسنعرض بجانب بعض الملوك جزءا من الكنوز المكتشفة في مقبرة كل منهم، لافتا إلي أنه سيتم كذلك عرض تطور فكرة "الدفن" في الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها. كما أوضح أنه سيتم لأول مرة، عرض نتائج أشعة (الإكس راي) لمومياءي الملكين رمسيس الثالث، وسقنن رع لتوضيح سبب وفاتهما، والتي أثبتت كل ما جاء في الكتابات والبرديات بالحرف، وهو أكبر دليل علي أن التاريخ المصري القديم لا يمكن التشكيك في مصداقية ما جاء فيه. وتابع قائلا إن إحدي البرديات كشفت عن طريقة مقتل الملك رمسيس الثالث، مع التمجيد الكبير له بعد الموت، وهو ما أكدته نتائج أشعة ( الإكس راي) والتي أظهرت كل تفاصيل الجريمة كما هي مذكورة في البردية. وأوضح أنه قبل الدخول إلي قاعة المومياوات الملكية سيشاهد الزائر (عرض المالتيميديا)، الذي يعتبر جزءا مكملا لسيناريو العرض المتحفي، فهو من أهم المؤثرات البصرية في العرض، حيث يعتمد علي الإبهار في عرض محتوي المومياوات الذي يمهد للزائرين الدخول إلي قاعة المومياوات. وأشار إيهاب عبد الحميد مدير نظم تكنولوجيا المعلومات بهيئة المتحف إلي أن عرض المالتيميديا يتكون من شاشتي عرض تفاعليتين، شاشة الدائرة علي شكل دائرة قطرها 11 مترا، تعلوها شاشة ثانية علي شكل حلقة ارتفاعها 2 متر وقطرها 11 مترا بطول 18 مترا، وهي مكملة لشاشة الدائرة، حيث يوجد تزامن في عرض المحتوي بين الشاشتين. وحول عملية صيانة وترميم وتغليف المومياوات الملكية، قال الدكتور مصطفي اسماعيل مدير مخزن المومياوات رئيس معمل صيانة المومياء بمتحف الحضارة إن تلك العملية استغرقت نحو 20 شهرا تم خلالها المعاينة الكاملة للمومياوات وإعداد خطة الترميم والنقل وتوفير المواد والخامات المناسبة لكل مومياء، ووضعها تحت الاختبار. وأكد أنه تم إجراء العديد من الدراسات قبل إخراج المومياوات من فاترينها داخل المتحف المصري بالتحرير حتي لا تتعرض لصدمة بيئية عند نقلها، و تم إجراء الأشعة المقطعية لها وترميمها، ثم تغليفها ووضعها في كبسولة النيتروجين - وهو غاز خامل مرطب بنسب معينة تتوافق مع المحتوي المائي بجسم المومياء - وعلي سرير مجهز بشكل علمي قادر علي امتصاص الاهتزازات الناتجة عن عملية النقل، وداخل (هاوسنج)، ثم صندوق غير قابل لنفاذ الضوء والحرارة، لضمان عدم التأثير علي بيئة المومياء أثناء عملية النقل. وأضاف أنه تم وضع نظام خاص يتحكم في رفع نسبة الأمان داخل كل فاترينة بالمتحف القومي للحضارة ويوفر احتياجاتها من النيتروجين والرطوبة أوتوماتيكيا. ويستقبل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط 22 مومياء ملكية ترجع إلي عصر الأسر ال 17، و 18، و 19، و20، من بينهم 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، كما استقبل في شهر يوليو الماضي 17 تابوتا ملكيا. ويقع المتحف القومي للحضارة في منطقة الفسطاط بالقاهرة علي مساحة 33.5 فدان، منها 130 ألف متر مربع مبان، وهو يستوعب 50 ألف قطعة أثرية تحكي من مختلف عصور مصر القديمة، حتي التاريخ المعاصر ووقتنا الحاضر، ويطل موقع المتحف علي بحيرة طبيعية، وهي بحيرة عين الصيرة، ويضم مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات. قام بتصميم المبني الاستشاري المعماري الدكتور الغزالي قصيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتم تصميم قاعات العرض الداخلي علي يد المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي، ويشيد المتحف بتمويل مصري كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45%، والمجلس الأعلي للآثار بنسبة 55%، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفني في مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف بطرق علمية حديثة.