- رئيس الوزراء العراقي في حوار مع "الأهرام" من بغداد: - نستلهم التجربة المصرية في الإصلاح ومكافحة الفساد - المشرق الجديد مشروع للتنمية والتكامل الاقتصادي وهو نواة تأسيسية لتحالف كبير - العراق ليس بحاجة لقوات اجنبية علي أراضيه وما يحتاجه اليوم هو الدعم الدولي - البعض حاول أن يجر ليصبح ساحة للخلافات الإقليمية والدولية ولا زلنا نعاني من ظاهرة السلاح المنفلت - "الورقة البيضاء" مشروع متكامل للإصلاح الاقتصادي والإداري في مسار الدولة العراقية - نعمل بقوة لإطلاق حوار وطني شامل بين كل التنويعات السياسية والعراق ولن نسمح بأن يتحول العراق الي يمن جديد - العراقيون نزفوا كثير من الدماء ونحن نبحث عن حلم عراقي جديد يؤسس لمفهوم الدولة ومفهوم المواطنة - أوروبا نجحت في الاتحاد عندما قدمت الخيار الاقتصادي علي اختلافات السياسة والاقتصاد هو ما يقرب وجهات النظر - الاتفاقيات المصرية العراقيةالأردنية تؤسس لمشروع اقتصادي جديد يشبه الاتحاد الأوربي وابوابنا مفتوحة للراغبين في الانضمام للتحالف الجديد - العراق الآن يخرج من غرفة الإنعاش ويحتاج للدعم والاستفادة من تجارب مصر والأردن - كل الدول تبحث الآن عن فرصة للسلام والتنمية وعدم استقرار المنطقة أمر يزعج الجميع أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي أن عدم استقرار المنطقة بات أمرا يزعج الجميع، والمستقبل أصبح يؤشر لتفاهمات مصرية تركية، وقد كان للعراق دور مهم جدا في تقريب وجهة النظر، وكنا دائما نحمي وندعم جبهة مصر، ونعمل علي التهدئة في كثير من الملفات في المنطقة، معربا عن اعتقاده أن من مصلحة جميع الأطراف الحوار والتهدئة، والعودة لطاولة الحوار من أجل البحث عن فرص أفضل للمستقبل، معربا عن تفاؤله بذلك، وأنه من الممكن أن يكون لدينا مشرق جديد، تكون نواته مصر والعراقوالأردن. وأشار الكاظمي - في حوار مع رئيس تحرير صحيفة الأهرام علاء ثابت - إلي أن الحقائق تقول إن العالم تغير، وأصبح لدينا قادة بالمنطقة، يمتلكون الكثير من الشجاعة والحكمة والصبر، ويبحثون في الفرص لبناء بلدانهم، لافتا إلي أن التجربة المصرية خير مثال، فقد مرت مصر بظروف صعبة في السنين الخمس أو الست الأخيرة، لكنها بحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي نجحت في أن تبعث برسائل قوية، واستلهاما لتلك التجربة أقول أننا قادرون علي أن نبعث برسائل قوية لشعوب المنطقة، مفادها بأن الحوار والتكامل الاقتصادي هو الحل، لبلدان تعاني من أزمات اقتصادية، وحروب أهلية، والحقيقة أنه لم يعد لدينا خيار سوي فرص الحوار واللقاء والسلام. وعن تصريحات الكاظمي بشأن استلهام العراق روح التجربة المصرية، وما يمكن نقله من ملامح تلك التجربة خصوصا في ملف الإصلاح، أوضح الكاظمي أن ظروف العراق في الفترة الأخيرة مشابهة لظروف مصر، وأن نجحت مصر في محاربة الفساد، وفي تقليل اعتماد المواطن المصري علي الدولة، بالاعتماد علي القطاع الخاص، وحققت مصر نجاحا كبيرا في توفير التعليم وفي ملف التعمير، بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، لكنها بالحكمة والصبر نجحت، والعراق بإمكانه الاستفادة من الخبرات والكفاءات المصرية في كثير من المجالات. وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي أن القمة الثلاثية مع مصر والأردن التي تأجلت في الساعات الأخيرة، لظروف حادث قطاري الصعيد الأليم الذي تعرضت له مصر، تمثل جزءا من سياسة الحكومة العراقية التي تسعي بقوة لأن يستعيد العراق دوره الريادي في المنطقة العربية، بعد سنوات من الغياب، لافتا إلي ما يمر به العراق من تحديات كبيرة، وهو اليوم يقوم بدور مهم في استعادة وضعه الداخلي والإقليمي والعربي والدولي، بعد أن مر بظروف صعبة ومعقدة منذ فترة طويلة، بسبب السياسات الخاطئة في الماضي، التي أنتجت مع الأسف الشديد دماء وحروبا، وبيئة غير مستقرة، ونحن نسعي بكل قوة لعلاج كل تلك الآثار، عبر تقديم صور مجسدة للأمل تخاطب المواطن العراقي. وأضاف الكاظمي أنه ومنذ عام 2003، والعراقيون يعيشون علي الأمل، في زوال نظام ديكتاتوري تعامل مع العراقيين بالحديد والنار، فمن يمكن أن ينسي تلك التجربة المأساوية التي عشناها فيما كان يعرف ب"المقابر الجماعية"، ومن ينسي عمليات الإبادة التي تمت في عملية الأنفال، التي راح ضحيتها 180 ألفا من شعبنا في منطقة واحدة، وكذلك الآلاف من شبابنا في السجون والإعدامات. وقال الكاظمي "إن العراقيين كانوا ينتظرون من النظام السياسي الذي قام بعد عام 2003 أن يكون فرصة للأمل، ولكن هذا الإرث الطويل كان سببا رئيسيا في عدم استقرار البلد، بدءا من حرب عام 1975 في كردستان العراق، ثم الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات، وكانت حربا قاسية جدا، ثم الاعتداء علي الجارة الكويت، والحقيقة أن كل تلك الحروب لعبت دورا كبيرا في انهيار مفهوم الوحدة العربية، والمفهوم القومي خصوصا بعد غزو صدام حسين لدولة جارة ومسالمة مثل الكويت، وقد أنتج هذا الغزو انعكاسات خطيرة علي المجتمع العراقي، حيث فرضت عقوبات ظالمة علي الشعب العراقي، أنتجت انهيارا كاملا بالبنية الاجتماعية، وانهيارا كبيرا للطبقة الوسطي التي كانت تشكل أغلبية المجتمع العراقي، قبل أن ينتهي الأمر إلي الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وتأسيس النظام السياسي الجديد، وما تبعه من تداعيات لهذا التغيير". وأشار إلي أن الاحتلال الأمريكي للعراق كان بمثابة زلزال كبير، أدي إلي انهيار كامل، ليس فقط لنظام صدام حسين، وإنما للدولة العراقية، فتعرض الجيش العراقي للظلم، وتم تحميله تبعات أفعال هو غير مسئول عنها، وقد أنتج انهيار الدولة وضعا سياسيا معقدا، وصراعا بين كتل سياسية تبحث عن مشاركة بتجربة ديمقراطية فتية، فتحول الصراع من بناء الدولة، إلي صراع علي السلطة ما أنتج بدوره وضعا معقدا، تجلي في الانتخابات الأخيرة عام 2018، فجاءت الانتخابات بنتائج لم تصنع الأمل أو تنجح في بث الطمأنينة لدي المواطن العراقي، وكان من نتائجها هذا الحراك الشعبي الذي بدأ في الأول من أكتوبر عام 2019 وانتهي بمرحلة خطيرة في 25 ديسمبر من نفس العام، بوجود ضحايا وشهداء كُثر من أبناء الشعب العراقي، تحت مطالب حقة في الحفاظ علي الكرامة والبحث عن فرصة أمل. وردا علي سؤال حول أبرز التحديات التي تواجهها حكومة الكاظمي اليوم بعد أن جاءت نتيجة هذا الحراك الشعبي قال إن هذه الحكومة جاءت بالفعل نتيجة هذا الحراك، والبحث عن فرصة للأمل، في شعب يشكل الشباب أغلبية كبيرة منه، وفي بلد فيه الكثير من الثروات والخيرات، لكن سوء إدارة هذه الثروات انعكس علي وضع إدارة البلد، حيث كان هناك اعتماد مطلق علي النفط، علي حساب استبعاد القطاع الخاص والزراعة والتجارة والاقتصاد، فأصبحت فرص العمل للمواطن العراقي ضئيلة، أمام شعب نسبة زيادة السكان عنده سنويا تصل الي نحو مليون شخص، ونسبة الخريجين من الجامعة سنويا أكثر من 250 ألف شاب، كلهم يبحثون عن فرصة عمل، وقد انتج هذا الوضع حكومة، مطلوب منها بالاتفاق مع الكتل السياسية والقوي الشعبية، أن تؤسس لانتخابات نزيهة مبكرة عادلة، وتقوم بواجبها بتوفير الظروف المناسبة، وفي مقدمتها وضع أمني ضامن لانتخابات نزيهة عادلة، ووضع اقتصادي يحمي ويوفر الظروف لهذه الانتخابات، وقد جئنا في وقت كان البعض يراهن فيه علي فشل هذه الحكومة، أو محاولة إعاقة أي عمل تقوم به، لكننا أخذنا قرارات جريئة، وقمنا بتقديم مجموعة إصلاحات تبدأ بالورقة البيضاء، وهي ورقة إصلاح اقتصادي إداري في مسار الدولة العراقية، فالعراق لم يقم بأي عمليات لتحديث نظامه منذ عقود طويلة، وقد شملت خطة الإصلاح الجانبين الإداري والاقتصادي. وتابع الكاظمي "إن الحكومة نجحت خلال الفترة القصيرة الماضية، في توفير احتياط إضافي للبنك المركزي، وخلال شهر نجحنا في توفير أربعة مليارات دولار، إضافة إلي ما سبق هناك محاولات مستمرة لإعادة الثقة للجيش العراقي البطل، الذي حارب داعش وحارب الإرهاب، وبقي محافظا علي هويته الوطنية، بعدما تعرض العراق خلال أزمة السنوات الماضية إلي شرخ في الهوية الوطنية، وللأسف هناك من حاول أن يأخذ العراق إلي اصطفافات مذهبية وطائفية، تبعدنا عن مفهوم المواطنة والوطن"، مشيرا إلي أن الحكومة ومنذ اللحظة الأولي، قامت بإجراءات تهدف إلي أن يكون العراق لكل العراقيين، ولهذا السبب أخذنا قرارا بمنع التصنيفات المذهبية والطائفية في المؤسسات الأمنية منعا باتا، وكذلك في عموم مؤسساتنا. وعن الخطوات التي بدأتها الحكومة بالفعل باتجاه استعادة دور العراق في محيطه الإقليمي والدولي، أوضح رئيس الوزراء أنه "كان هناك انفتاح كبير للعراق مع أشقائنا وأهلنا في العالم العربي، وكذلك إخواننا في الخليج، وقد طرحنا مشروع المشرق الجديد للتكامل والتعاون الاقتصادي، بين العراق ومصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الملك عبد الله الثاني، وكانت هناك مجموعة لقاءات، وسوف تعقد القمة الثلاثية في أقرب وقت لاعلان تفاصيل المشروع"، مؤكدا أننا سنعمل بكل جد لأن يكون العراق ساحة للالتقاء والسلام، خصوصا وقد حاول البعض أن يجر العراق ليكون ساحة للخلافات الإقليمية والدولية، لكننا حاربناه بكل قوة، ونتيجة لذلك لا زلنا نعاني من ظاهرة السلاح المنفلت، لذا سنعمل بكل جد نحو اطلاق حوار وطني عراقي يستهدف حل كل هذه الإشكاليات، خصوصا وأن البعض يريد من هذه الحكومة أن تصطدم، وتأخذ العراق إلي ساحة الصدام والحرب، لكننا لن نسمح بذلك، فعلينا أن نستفيد ونتعلم من تجربة ما حدث في اليمن، لذا فانا أقول إن العراق لن يكون يمنا آخر أبدا. وقال "لقد نزف العراقيون الكثير من الدماء، وأنت حينما تذهب إلي أي مكان في بغداد، أو في مدن الجنوب الحبيب، أو في كردستان العزيزة، سوف تجد الشهداء ظاهرة عامة، لذا فعلينا أن نبحث عن حلم عراقي جديد، يؤسس لمفهوم الدولة ومفهوم المواطنة، وأن يكون العراقيون متساويين تماما أمام القانون، وأنا أقول أن لدينا فرصة لتحقيق ذلك، فأنا متفائل بمستقبل العراق لوجود نخبة من الشباب المتعلم، الذي يبحث عن ذاته ويبحث عن فرصة للنجاح". وحول الآليات التي يملكها العراق من أجل تحقيق مشروع التكامل الاقتصادي الموسع الذي تتبناه العراق في المنطقة، وأنه سيشمل أجزاء من آسيا وإفريقيا وأوروبا، في تجربة قد تكون تحاكي تجربة الاتحاد الأوروبي، أوضح الكاظمي أن أوروبا نجحت عندما قدمت الخيار الاقتصادي علي حساب السياسة، ونحن نؤمن بأننا إذا بدأنا مشروعنا بالسياسة فسوف نختلف، بينما الاقتصاد هو ما يقرب وجهات النظر، لأنه يمثل مصالح الشعوب، ومشروع التكامل هو البداية أو النواة لمشروع كبير ستجسده القمة الثلاثية المرتقبة بين العراق ومصر والأردن، مشيرا إلي أن الدول الثلاث تملك عناصر النجاح، التي تتراوح ما بين الجغرافيا والثروات والعنصر البشري وهو الأهم. وأكد أننا ولدنا علي مفهوم الوحدة العربية، لكننا كنا نري الأمة العربية ممزقة، بينما اليوم حينما تكون المصالح الاقتصادية هي العنصر الرئيسي في استراتيجية التعاون، سنري أن مشاكلنا أقل، وأنا متفائل بالنجاح، فمصر مثلا نجحت في أن تتخلص من ظروف صعبة ومعقدة، وبتنا نري اليوم في القاهرة عاصمة إدارية جديدة، وتنمية حقيقية، وفي الأردن صناعات علي مستوي عالمي، والعراق الآن يخرج من غرفة الإنعاش بسبب الحروب، وهو يحتاج إلي الدعم والاستفادة من تجارب مصر والأردن، وبكل تأكيد سننجح. وعما إذا كان الممكن أن تضم هذه التفاهمات الاقتصادية أطرافا أخري في المستقبل، لتتحول الي مشروع كبير وموسع، قال الكاظمي إننا في المرحلة الحالية نبحث عن التأسيس، وأبواب هذا المشروع مفتوحة، والمستقبل سيفرز من يحب أن ينتمي إليه، مؤكدا أن أبوابنا مفتوحة للجميع بكل تأكيد، والمستقبل سيشهد انطلاق دعوات لدول أخري للانضمام الي هذا التعاون الاقتصادي الوليد. وعن كيفية تحقيق معادلة الانفتاح علي الخارج في ظل وجود قوي منفلتة في الداخل تصدر للخارج صورة مغايرة عن العراق، أكد الكاظمي أن أي بداية تواجه مشاكل جمة، ونحن نعمل جاهدين علي استعادة الدولة، ونقاوم في سبيل ذلك حتي الرمق الأخير، استنادا الي سياسة تعتمد علي الصبر والحسم، وإعادة تقييم الأجهزة الأمنية، لإيقاف هذه الجماعات، وقد قمنا بالفعل بإجراءات مهمة جدا ونجحنا فيها، ولا مجال في العراق الآن لأطراف تريد أن تكون خارج إطار الدولة. وردا علي سؤال حول مصطلح " لا مجال " إن كان يقصد به لغة الدبلوماسية أم بواقع الاستقطاب للمكونات الولائية، أوضح الكاظمي أن الولاء يجب أن يكون للعراق فقط، وقد قمنا بالفعل بسلسلة من الخطوات والإجراءات التي تجلت في الانتشار الواسع للأجهزة الأمنية في بغداد، وسنستمر في فرض هيبة الدولة، ونحن ندرك بكل تأكيد أن هناك تحديات أمام ورقة الإصلاح، وأن هناك العديد من المعوقات، خصوصا وأن ورقة الإصلاح تحارب الفساد، بينما العراق يعاني من ظاهرة فساد خطيرة جدا، وقد شكلنا مؤخرا لجنة لمحاربة الفساد، تتعرض لانتقادات واتهامات تصل حد التجاوز في حقوق الإنسان، والغرض من هذه الاتهامات حسبما يعلم الكافة، هو تشويه سمعة هذه اللجنة، لأنها قامت بإجراءات ووضعت بعض الحيتان الكبار في السجن الآن. وردا علي سؤال عما إذا كان العراق سيكون قادرا في حالة انسحاب القوات الأمريكية علي تأمين الأجواء العراقية، قال الكاظمي إن العراق في حاجة بالفعل إلي دعم دولي، لكنه لا يحتاج لقوات قتالية تكون موجودة علي أرضه، مشيرا إلي أننا لدينا الجيش العراقي وقواتنا الأمنية بكل أصنافها، ونملك الجاهزية اللازمة لمحاربة داعش، وبالتالي فنحن لا نحتاج لقوات أمريكية مقاتلة علي أرض العراق. واستطرد "قد نحتاج تنسيقا أمنيا، وقد نحتاج لقوات جوية، لكن رغم ذلك نجحنا في تنفيذ حملة قوية شملت مناطق في جنوبكركوك، واستمرت لمدة عشرة أيام، نفذنا خلالها 320 طلعة جوية، قضت علي العشرات من الإرهابيين والتكفيريين، وخوارج العصر من الدواعش، وقد تمت تلك الطلعات بتنسيق بين العراق والتحالف الدولي، وهذا التنسيق سيستمر، ولكن دون وجود قوات قتالية علي الأرض لا نحتاجها، ودورنا هو أن نحول هذه العلاقة إلي مصلحة أمريكية عراقية في المجال الأمني، والاستخباري والاقتصادي، الي جانب مجالات التعليم والثقافة والصحة". وعن الاستعدادات للانتخابات العراقية المبكرة، وما إذا كانت ستجري بالفعل قبيل نهاية العام الجاري، قال "كنت أتمني أن ننجز هذه الانتخابات حسبما أعلنت عنها العام الماضي، في 6 يونيو المقبل، ولكن لظروف معينة طلبت التأجيل لمدة أشهر قليلة، وانتهينا الي الاتفاق علي تاريخ 10 أكتوبر المقبل موعدا للانتخابات، ونحن ندعم مفوضية الانتخابات باستعدادت كبيرة، تشمل سجلات الناخبين وتحديثها، رغم تحديات كورونا، ورغم الظروف الصعبة للوصول إلي أبعد مناطق العراق، لتشجيع المواطنين علي المشاركة في الانتخابات"، معربا عن اعتقاده أن هذه الانتخابات ستكون مفصلية ومهمة، ونحن نحتاج بكل تأكيد لمشاركة كل العراقيين، حتي نبعث رسائل طمأنة للجميع. وعن تفاصيل مشروع التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والاردن، وما إذا كانت الإرادة السياسية متوافرة لتنفيذه علي أرض الواقع بالفعل، وأي المشروعات سيكون لها الأولوية في هذا التعاون أكد الكاظمي أن الملفات الاقتصادية سيكون لها موقع الصدارة، سواء في مجالات النفط والطاقة والنقل وجميعها ستكون لها الأولوية، الي جانب الملف الزراعي، وملف الإسكان، وهناك اهتمام حقيقي بالفعل من قيادات البلدان الثلاثة، للشراكة في بعض المشاريع التي يجري تنفيذها علي ارض العراق، وكانت بالفعل مجموعة من الشركات المصرية وصلت إلي بغداد، وذهبت إلي بعض المناطق لتأسيس أو اختيار مناطق معينة من اجل تنفيذ هذه الشراكة، وفي قطاع الإسكان هناك مشاريع في العراق توقفت منذ 16 عاما، وستقوم وزارة الإسكان بدور كبير في اعادتها للحياة من جديد. وعن مستوي التنسيق الذي وصلت له مؤخرا مباحثات إنشاء لجنة فنية زراعية مصرية عراقية، للتعاون في مجال البحث العلمي والزراعي، أكد الكاظمي أن هناك مجموعة استثمارية قدمتها وزارة الزراعة العراقية، لمستثمرين مصريين للاستصلاح والتطوير، والاستفادة من تجربة مصر في القري العصرية، وهناك فريق عمل سيصل بغداد قريبا لمتابعة إنشاء قري عصرية في المناطق الفلاحية في جنوب ووسط العراق، وهناك كذلك شركات استشارية ستقدم استشارة للفريق العراقي والمصري. وعما إذا كان من الممكن أن يلعب الخط البري لنقل الركاب بين مصر والأردنوالعراق، دورا كبيرا في المشروع الاقتصادي الجديد بين الدول الثلاث، أوضح الكاظمي أن لدينا شركة نقل بري مصرية عراقية، وأخري عراقية أردنية، ونحن نعمل علي توحيد هاتين الشركتين تحت شركة النقل العراقيةالأردنية المصرية، لإتمام عملية النقل، وعندنا أيضا مشروع فيما يخص ربط الطرق بين البلدان الثلاثة.