المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ستغير وجه مصر بشكل عام ووجه الريف المصري بشكل خاص الحكومة أخذت علي عاتقها الدخول في مشكلات ترجع جذورها إلي نحو 50 عاماً بدلاً من غض الطرف عنها علي الرغم من علمها بأن التعامل مع بعض تلك المشكلات قد لا يلقي قبولا في الشارع المصري مدبولي: نقوم بإجراء عمليات جراحية شديدة التعقيد للتعامل مع التحديات والمشكلات التي تواجهنا في تطوير الريف المصري الحكومة مهتمة بالإنصات والاستجابة لطلبات النواب والمواطنين لأن هدفها هو حل أكبر قدر من المشكلات القائمة التقي الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، أعضاء مجلس النواب والشيوخ بمحافظة المنوفية، خلال زيارته المحافظة، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونيڨين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، واللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، محافظ المنوفية، ونائبه محمد موسي، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة. وفي مستهل حديثه لأعضاء الهيئة البرلمانية بمحافظة المنوفية من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بتواجده علي أرض المحافظة، وعقد هذا الاجتماع مع أعضاء الهيئة البرلمانية، بصحبة عدد من الوزراء المعنيين بالملفات المهمة والمتداخلة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في تنفيذ المبادرة الرئاسية "حياة كريمة". وأوضح الدكتور مصطفي مدبولي أن اختياره لمحافظة المنوفية لتكون أول محافظة يتم زيارتها، لمتابعة الاجراءات الخاصة بتنفيذ المشروع القومي لتطوير القري المصرية، بعد إطلاقه من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ضمن مبادرة "حياة كريمة"، يعطي رسالة مهمة، تتلخص في أن المنوفية تُعد محافظة ريفية، ويعتمد في نشاطها الاقتصادي علي النشاط الزراعي بشكل أكبر. وقال رئيس الوزراء: نشهد اليوم انطلاق تنفيذ مشروع تطوير القري المصرية علي أرض المحافظة، وذلك من خلال ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير مركزي أشمون، والشهداء، موضحاً أن مركز أشمون يُعد من أكبر المراكز علي مستوي الجمهورية، حيث يصل عدد سكانه إلي نحو مليون نسمة. وأضاف الدكتور مصطفي مدبولي أن رئيس الجمهورية أطلق العديد من المشروعات القومية والتنموية علي مدار السنوات الماضية، التي تنعكس إيجابا علي أهالينا علي مستوي محافظات الجمهورية، مؤكداً أنه يشرُف بمعاونة العديد من الوزراء لتنفيذ عدد كبير من هذه المشروعات، لكن أكثر المشروعات تحدياً في هذه المرحلة هو مشروع تطوير القري المصرية، الذي يأتي ضمن مبادرة "حياة كريمة"، حيث إنه يتوجب علينا التوجه إلي عمق الريف المصري الذي ترك منذ عشرات السنين دون تطوير، وهو الأمر الذي صدر لنا حاليا العديد من التحديات والمشكلات، التي تستدعي إجراء عمليات جراحية شديدة التعقيد للتعامل مع هذه التحديات والمشكلات. وأشار رئيس الوزراء إلي أن لكل قري ظروفها الخاصة والتي تختلف عن غيرها من القري، حيث إن لدينا 4700 قرية، وهو ما يستوجب التعامل مع تلك الظروف بأساليب مختلفة، قائلا: حجم هذه التحديات الكبيرة تجعلنا نعمل ليل نهار، حتي نلبي طموحات المواطن المصري البسيط من سكان هذه القري، ونكون علي قدر المسئولية. وجدد رئيس الوزراء التأكيد علي أن التحدي الخاص بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروع تطوير القري المصرية لا يُعد هو التحدي الحقيقي، وذلك بعد أن نجحنا في إدارة منظومة الاصلاح الاقتصادي التي تبنتها الدولة، لكن التحدي الحقيقي يتمثل في صعوبة التنفيذ علي الأرض حيث إننا نتعامل مع قري ومدن قائمة بالفعل. وخلال اجتماعه بنواب محافظة المنوفية، أكد الدكتور مصطفي مدبولي أيضا أن الحكومة تبذل جهودا مضنية، من أجل تنفيذ المشروعات التنموية وإدخال المرافق الحيوية للقري القائمة بالفعل لتلبية طموحات أهاليها وتحسين ظروفهم المعيشية، دون المساس بالحياة اليومية أو بمصالح أهلها أثناء تنفيذ تلك الأعمال، مشيراً إلي أن تحقيق ذلك يمثل تحديا كبيرا علي الحكومة، لاسيما في ظل عدم وجود طرق وبيوت مخططة. وقال رئيس الوزراء إنه من المنتظر أن تؤدي نتائج المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" إلي تغيير وجه مصر بشكل عام، ووجه الريف المصري بشكل خاص، الذي يقطنه نحو 55 مليون نسمة، وذلك عن طريق توفير الخدمات الأساسية بالقري، وتأهيل ورفع كفاءة المنازل لسكان الريف. وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفي مدبولي إلي أنه تم إطلاق برنامج منذ عام ونصف لتطوير شبكات الطرق بين المراكز والتي تشارك فيه المحافظة، كما أن مبادرة "حياة كريمة" ستسهم في تأهيل الطرق الداخلية داخل القري والمراكز، علاوة علي مشروع تأهيل وتبطين الترع، الذي يتضمن تبطين نحو 20 ألف كم، ورفع كفاءة الترع وتوصيل المياه لنهايات الترع المُتعبة، لمساعدة الفلاحين في الحصول علي المياه، إلي جانب إلي تخطيط الحكومة لتطبيق منظومة الري الحديث في الأراضي الزراعية القديمة وتشجيع الفلاحين علي تحسين إنتاجية الأراضي، مؤكدا علي حسن إدراك المواطنين ودعمهم لتنفيذ هذه المشروعات. وخلال حديثه، أكد رئيس الوزراء كذلك علي أن الحكومة مهتمة بالإنصات والاستجابة لطلبات النواب والمواطنين، لأن هدفها هو حل أكبر قدر من المشكلات القائمة، وقد أخذت علي عاتقها الدخول في مشكلات ترجع جذورها إلي نحو 50 عاماً، بدلاً من غض الطرف عنها، علي الرغم من علمها بأن التعامل مع بعض تلك المشكلات قد لا يلقي قبولا في الشارع المصري لكونها شديدة التعقيد وتمس بعض المصالح، قائلا: إن تغيير هذا الواقع قد يصطدم ببعض المعتقدات، إلا أننا نعلم بأن المواطنين علي قناعة تامة بأنه من الصعب الاستمرار بهذا الشكل، لأن ما نعيشه اليوم هو نتيجة غض الطرف عن العديد من المشكلات علي مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن استمرار ذلك كان سيؤدي إلي حدوث كوارث في المستقبل القريب. وأشار رئيس الوزراء إلي أن المواطن قد يشعر أن الحكومة تعمل ضد مصلحته، إلا أن الواقع الفعلي يؤكد أن الحكومة تعمل جاهدة لحل هذه المشكلات لتجنب حدوث كوارث شديدة التعقيد مستقبلاً، وفي هذا الصدد دعا الدكتور مصطفي مدبولي البرلمانيين إلي المشاركة في توعية المواطنين بأن الجميع سيجني ثمار هذه المبادرات. من جانبه، أعرب محافظ المنوفية عن تقديم شكره لرئيس مجلس الوزراء، والوزراء علي تفضلهم بتفقد المشروعات الخدمية والتنموية التي يجري العمل علي تنفيذها بالمحافظة، مؤكدا أن هذه الزيارة تعكس الاهتمام الملموس من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للتعرف علي أرض الواقع علي الموقف التنفيذي لكافة المشروعات بجميع المحافظات، وذلك في إطار ما تشهده الدولة المصرية في هذه المرحلة الجديدة من التنمية والتطور في تاريخها المعاصر، وذلك عبر تنفيذ الكثير من المشروعات العملاقة، في إطار المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية، والمتمثل في "رؤية مصر 2030"، وذلك من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في الريف والحضر علي السواء. وقال المحافظ: هذه الزيارة تأتي كذلك في إطار متابعة تنفيذ المشروع القومي لتطوير القري المصرية، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مشيرا إلي أن تنفيذ هذه المبادرة يحتم علي الجميع ضرورة توحيد كافة الجهود، بهدف الاستغلال الأمثل لجميع الإمكانيات المتاحة. وفي ضوء ذلك، قدم محافظ المنوفية عرضاً حول أهم المشروعات التي يتم تنفيذها علي أرض المحافظة، والموقف التنفيذي الحالي لها، مشيراً إلي أن إجمالي استثمارات المحافظة تبلغ نحو 4.2 مليار جنيه في مختلف القطاعات التنموية والخدمية، والتي تشمل: التعليم، والصحة، والري، ومياه الشرب والصرف الصحي، والطرق، وتحسين البيئة، والكهرباء، وغيرها.