أكدت صحيفة "الرياض" السعودية أن سعي الرئيس الأمريكي جو بايدن إلي انتهاج أسلوب الدبلوماسية فقط في التفاوض مع إيران في برنامجها النووي غير مرحب به من قبل دول منطقة الشرق الأوسط، والكثير من نواب الكونجرس، ولا سيما المخضرمين، إذ لمسوا في منهجه إخلالاً واضحاً لا مبرر له بالإنجازات التي حققها الرئيس السابق دونالد ترمب فيما يتعلق بتقييد أيدي النظام الإيراني، ومنعه من الاستمرار في تهديد أمن المنطقة والعبث باستقرارها. وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم السبت تحت عنوان (أمريكا وتوازن الأضداد) - أن دول المنطقة والعالم علي قدر كبير من الوعي بمدي حساسية منطقة الخليج العربي، كونها ثقلاً سياسياً بالغاً وقيمة اقتصادية كبري علي المستوي الدولي، مشيرة إلي أن تطبيق أي سياسة فيها يجب أن تتصف بالدقة والتوازن وحسن تقدير الأمور، وإلا فإنها ستكون مهددة بعواقب وخيمة يخشي الجميع تبعاتها. وأضافت أن العالم علي وعي كافٍ بأن المملكة هي صمام الأمان للمنطقة، نظراً لأهميتها العربية والإسلامية، ومكانتها الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية الدولية، مكنها ذلك من أن تلعب دوراً محورياً في حفظ استقرار المنطقة، وحماية العالم من الإرهاب الدولي، وهو ما جعلها أحد أهم وأقوي حلفاء الولاياتالمتحدة. وأوضحت أنه من الواضح ومن خلال الأحداث الراهنة أن إدارة الرئيس بايدن تتمتع برؤية قد تكون ضبابية خلال تعاملها مع ملفات منطقة الشرق الأوسط، وذلك قد يعود إلي أنها سقطت في شرك نتائج داخلية متناقضة وأفكار متضاربة ولدتها الانتخابات الرئاسية، والتي تختلف نتائجها عن أسبابها، فسعت إلي معارضة جميع القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمركية السابقة دون إدراك كافٍ بعواقب قراراتها، غير أن هذه السقطة السياسية لم يقع فيها عقلاء الكونجرس الذين يجيدون فهم طبيعة النظام الإيراني دون الوقوع في أي إشكاليات متناقضة، وهو ما أدي دائماً لاتباعهم سياسة متوازنة وعادلة.
