أدان وزراء الخارجية العرب جميع الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها ومظاهرها وأيا كان مرتكبوها وحيثما ارتكبت وأيا كانت أغراضها ودوافعها. جاء ذلك في قرار لمجلس جامعة الدول العربية علي المستوي الوزاري في ختام أعمال دورته العادية ال155 مساء اليوم "الأربعاء " بعنوان: "الإرهاب الدولي وسبل مكافحته". وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب علي القيم الإنسانية السمحاء للعقيدة الإسلامية التي تصون كرامة الإنسان وتنبذ التمييز علي أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد. وشدد المجلس علي أنه لا مجال لربط الإرهاب بأي دين أو جنسية والحرص علي أهمية مواصلة الجهود لتعزيز الحوار بين الشعوب والأديان لترسيخ ثقافة التفاهم والتسامح والعيش في سلام بين الشعوب باختلاف انتمائهم الثقافي والعقائدي والحضاري لما في ذلك من إسهام في تراجع صدي تيارات الإسلاموفوبيا والعنصرية المتطرفة المعادية للمسلمين في مختلف أنحاء العالم. وأكد المجلس علي أهمية التنفيذ المتكامل لاستراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، داعيا الدول العربية التي لم تصدق علي الاتقاقيات والبروتوكولات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب للنظر في إتمام إجراءات التصديق عليها، بما يتماشي مع نظمها القانونية الوطنية. كما أكد المجلس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي اتفاقية شاملة تتعلق بالإرهاب الدولي حتي تكون أداة فعالة للتصدي للإرهاب. ودعا المجلس إلي تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات التي يشكلها المقاتلون الإرهابيون بمجالات تبادل المعلومات وأمن الحدود والتحقيقات والمساعدة القضائية المتبادلة. وحث المجلس، الدول العربية علي تجريم السفر للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية والمشاركة في الأعمال القتالية ووضع التشريعات الوطنية الملائمة لملاحقتهم قضائيا. وطالب المجلس بتكثيف العمل العربي المشترك للتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين العائدين من مناطق النزاع وعائلاتهم من خلال وضع آليات شاملة تتسفق مع الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي القمة والمستوي الوزاري وقرارات مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب. ودعا المجلس الدول إلي الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الشملي إلي الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية، واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من طرف التنظيمات الإرهابية للتحريض علي أعمالهم الإرهابية وتمويل أنشطتهم والتخطيط والإعداد لها. وأكد المجلس أهمية مواصلة تنسيق المواقف العربية في المنظمات والمؤتمرات الدولية التي تشارك فيها الدول العربية بشأن مكافحة الإرهاب، والعمل علي دعم التعاون القائم بين جامعة اول العربية وأجهزة الأممالمتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب والمنظمات الإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب. وشدد المجلس علي أهمية استفادة الدول العربية من التجارب والمبادرات الناجحة ذات الصلة بالمواجهة الفكرية للإرهاب للحيلولة دون انتشار المفاهيم والأفكار التي تروج لها التنظيمات الإرهابية.