تواصلت اليوم الثلاثاء، ولليوم الثاني، فعاليات منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة في نسخته الثانية التي تعقد افتراضيا بعنوان "صياغة رؤية للواقع الأفريقي الجديد: نحو تعافٍ أقوي وبناء أفضل". ووجه عدد من الرؤساء الأفارقة خلال ثلاث جلسات الشكر إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي في رسائل مسجلة إلي المنتدي.. معربين عن ثقتهم في خروج المنتدي الذي تتظمه مصر بنتائج هامة. وفي هذا الاطار، عبر رئيس غينيا الاستوائية أوبيانج مابتسوجو عن الشكر للرئيس السيسي والحكومة المصرية علي الفكرة الحكيمة لتنظيم النسخة الثانية لمنتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامين الذي بات بمثابة منصة هامة لمواجهة وإعادة النظر في التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية. وقال إن موضوع المنتدي في نسخته الحالية يعد نموذجا للواقع الإفريقي الجديد للتعافي وإعادة البناء بشكل أفضل. وأضاف أن قارة إفريقيا تعاني من النزاعات المسلحة والفقر المدقع والنزوح القسري والأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض سعر النفط. وأكد مابتسوجو علي أهمية العمل المشترك والتضامن للخروج بشكل أقوي من الآثار المدمرة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والتخفيف من الأضرار الناجمة عنها ولإعادة بناء مجتمعاتنا بشكل أفضل. وشدد علي ضرورة أن تكون المراة والشباب المستفيد الرئيسي من أجل تحسين إمكاناتهم الهائلة التي لا يمكن إنكارها لأن مستقبل القارة يكمن في قوتهم وإبداعهم. وأشار الرئيس الغيني، إلي الإجراءات التي اتخذتها بلاده في مواجهة تداعيات كورونا، لاسيما علي المستوي الاقتصادي للتخفيف قدر الإمكان من الضرر الناجم عن الوباء، لافتا إلي حصول بلاده علي اللقاح من الصين ويتم توزيعه علي نطاق واسع علي السكان. وأعرب عن أمله في أن يتبني منتدي أسوان توصيات تمثل نقطة تحول في عملية التنمية في إفريقيا، والتي سيؤدي تنفيذها إلي استدامة الموارد الاقتصادية الهائلة التي تزخر بها القارة. ومن جانبه، أعرب الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدي الذي يعد جزءا من عملية مستمرة من التفكير الاستراتيجي والحوار والتبادل، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي علي قيادته الرائعة والتزامه الاستثنائي بقضايا التنمية الكبري في إفريقيا. وقال إن العالم يواجه أكبر أزمة صحية منذ أكثر من قرن، مشيرا إلي أن إفريقيا ولما تعاني منه من ضعف وهشاشة لنظمها الصحية قد أثارت قلقًا ولكن تم إنقاذ قارتنا نسبيًا مقارنة بباقي العالم. وأوضح أن المعركة ضد كورونا لم تنته بعد لأن العواقب الاقتصادية للنمو غير المنضبط ستكون كارثية، مطالبا بضرورة توحيد الجهود للحفاظ علي الانجازات التي تحققت وأيضًا للبدء في تطوير استراتيجية للتعافي الاقتصادي اليوم وحتي أثناء وباء كوفيد 19. وأشار إلي أن خطة التعافي تتضمن نقاط هامة تشمل ضمان حصول إفريقيا علي لقاح يكفي عدد سكانها، بالاضافة الي تعزيز القدرات وإعادة هيكلة الديون أو إلغائها من خلال هذه المبادرة سيتم مساعدة الاقتصادات الأفريقية، وخاصة الأكثر هشاشة، علي التعافي بسرعة أكبر. ودعا الرئيس الجيبوتي إلي أن تقوم إفريقيا بالتركيز علي تعبئة الموارد المحلية للقطاعين العام والخاص عن طريق الحد من الإعفاءات، مضيفا أننا نواجه عدوًا غير مرئي لا يميز بين غني أو فقير، كبير أو صغير، ولابد من التضامن المشترك والتشاور والتعاون بين الدول أمر حتمي في مواجهة هذا التهديد المشترك. كما وجه رئيس مالاوي الزوري مكارثي الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لتنظيم المنتدي في وقت يصارع فيه العالم جائحة كورونا، معربا عن سعادته للمشاركة في هذه النسخة الثانية من منتدي أسوان. وعبر عن ثقته في أن تواصل إفريقيا التقدم والتركيز علي خطوات عملية لبناء و تعافي أقوي وأفضل بعد كورونا. وأكد أن تنظيم منتدي أسوان يعد أمرا حيويا لبناء السلام والتنمية المستدامين في إفريقيا خاصة الآن وسط كل التحديات والفرص التي يخلقها جائحة كورونا. وأكد في سياق آخر علي ضرورة تنسيق الجهود في مجال تطوير البني التحتية. واشار الي استخدام الانترنت بشكل أكبر خلال الجائحة مما أتاح لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجالًا للنمو، مقترحا أن تتعاون الحكومات مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحفيز تطوير التقنيات التي من شأنها مواجهة التحديات القائمة. ودعا إلي المزيد من إشراك الشباب وضمان أن يصبحوا جزءًا من الحلول، مشددا علي أهمية دور المرأة. وبدوره أكد دان سميز، مدير معهد ستوكهولم لبحوث السلام، علي أهمية موضوع منتدي أسوان في نسخته الحالية، معتبرا أن الأنظمة التي كانت صامدة في مواجهة تحدي ما قادرة علي أن تصمد أمام أي تحد آخر. كما دعت السفيرة سعاد شلبي، مؤسس شبكة النساء في إفريقيا، وعضو شبكة النساء في البحر المتوسط، إلي أن تتخذ النساء مواقعهم في أنحاء العالم، مشيرة إلي الدور الذي تقوم به المرأة في حل النزاعات والمشاركة في عمليات السلام. وأضافت أن شبكات النساء تعمل بشكل كبير لمشاركة النساء صاحبات الخبرة والموهبة واللاتي يلعبن دورا بارزا في منع الصراعات فمن الأهمية أن تقوم النساء بدور الوسيط أو المفاوض وبعد الجائحة لابد من وجود دور يقع علي عاتقهم وإعطائهم المزيد من التدريب ليتولوا مواقع متقدمة. وناقش المشاركون في المنتدي خلال جلسات اليوم النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن في إفريقيا أثناء الجائحة وما بعدها حيث أكدوا أنه مع استمرار ظهور الآثار الاجتماعية والصحية والسياسية والاقتصادية المترتبة علي جائحة كورونا علي المدي البعيد يتضح أن المرأة من بين الأكثر تضررا والأكثر عرضة للاصابة بهذا الفيروس حيث أنها تحمل عبئا غير متناسب من هذه الأزمة متعددة الأوجه، كما أدت كورونا إلي تضخيم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة بالفعل بخلاف التحديات التي تواجهها المرأة في حالات النزاع المسلح. وقالوا إن الأدوات الوطنية والقارية مثل خطط العمل الوطنية وشبكة النساء الإفريقيات لمنع النزاعات والوساطة لازالت تلعب دورا حاسما في إطلاق الامكانات التحويلية لأجندة المراة والسلم والأمن علي الرغم من إعادة تخصيص الموارد والأولويات المتغيرة. كما تتاولت الجلسات تفعيل الوقاية الهيكلية في إفريقيا حيث تعزز جائحة كورونا حتمية قيام البلدان في القارة بتعميم الوقاية الهيكلية في سياساتها وتخطيطها وتنفيذها.