من حق المصريين الآن أن يفخروا بما تصنعه أيديهم من بطولات وتسطِّره السجلات من تاريخ، ومن حق كل مصري يعشق تراب هذا الوطن ان يفخر بأن له جيشًا يحميه وينحاز الى صفه مهما كان الثمن. من حق المصريين ان يحتفلوا بعد أن احرزوا نصرا مبينا من عند الله بعد تخلصهم من حكم جماعة أرادت الاستحواذ على السلطة والعمل على مصلحة التنظيم وإقصاء مصلحة الوطن. لقد عانى الشعب المصرى طيلة عام انقضى ممارسات جُلُّها غريبة على المجتمع، وتحمل وصبر وطال انتظاره لعل وعسى يهدى الله من ضل.. طالبوا بالقليل من اهداف ثورة لم تتحقق على بساطتها فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وكانت الوعود براقة والواقع مخيبا للآمال.. لا يطمع المصري سوى فى حياة كريمة يرفض فيها التشدد ويلفظ منها التطرف. لم تُجِدْ جماعة الاخوان فن التعامل مع شعب عظيم، تاريخه فى الحضارة امتد لآلاف السنين، وتركيبته الخاصة استعصت على كل من حاول ولو خدش قيَّمه الاصيلة.. هذا الشعب لم يكن يطمع فى الكثير، فقط يريد مَنْ يفهمه ويتفهم كيمياء تكوينه، فهو عندما يحب يعشق بجنون ويعطى جُل ثقته لمن يراه أنه المؤهل لقيادته. بعد ثورة 25 يناير بحث المصريون عن رأس لثورتهم وراهنوا على هذا وذاك، وكان المصريون فى ذلك الحين على حد تعبير احد الكتاب يبحثون عن رأس غائب، وكانوا فى رحلة بحثهم يعطون بعضا من الثقة هنا وهناك، وكانوا يقنعون أنفسهم حتى تسير الامور؛ فهم محبون للاستقرار بطبعهم، ولكن الصبر نفد بعد أن اكتشفوا أنهم عصروا كل مخزون الليمون حتى يبتلعوا مرارة تجربة الاخوان. ثار الشعب فى 30 يونية، فوجد من يحمى ثورته، وانحاز له جيشه، وذاق الناس فرحةَ الخلاص من همٍّ وكربٍ كاد اليأس يفتك بهم من تكرار فصول مآسيه.. الآن يمكن القول إن الرأس الذى كان غائبًا قبل عام مضى، فى طريقه الى الحضور بقوة، بعد أن أثبت الفريق أول عبدالفتاح السيسي أنه مؤهل للعب كثير من الادوار، وأنه بحق -بما أبداه من شجاعة وحسم فى التعامل مع ما يحيق بالوطن من أخطار- هو الزعيم المنتظر. لقد لبى ما يربو على 40 مليونا من المصريين –حسب تقديرات وكالة الانباء الفرنسية- نداء الفريق لتفويضه فى محاربة الارهاب، وخرجوا من كل المحافظات وفى جميع الميادين يحدوهم الامل فى ان الاقدار تصنع الابطال... تحية للشعب العظيم الذى سطَّر تاريخَه بحروف من نور، وتعظيم لجيش ينحاز لشعبه ويقدمه على اى شىء، وسلام لرجل وقائد كنا فى انتظاره.