يراقب العالم بكل حماس وترقب طرح لقاحات مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) ويتطلع إلي امكانية العودة إلي الحياة الطبيعية بعد عام من الإغلاق. ولكن هناك خطر آخر داهم يهدد البشرية ولن نجد له لقاح أبدا انة تغير المناخ. حيث يُعَد تغير المناخ واحدا من أكبر التحديات العالمية التي تواجهنا سوف يشكل مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP26) الذي من المقرر أن تستضيفه مدينة جلاسجو في شهر نوفمبر علامة بارزة في رفع سقف الطموحات العالمية. وعلي عكس مؤتمرات المناخ السابقة، سيكون مؤتمر هذا العام أقل تركيزا علي القواعد الجديدة المتعددة الأطراف وأكثر اهتماما بضمان قيام أكبر عدد ممكن من البلدان وخاصة أكبر البلدان إصدارا للانبعاثات بتعزيز التزاماتها. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن كل النمو الصافي تقريبًا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون علي مدي العقدين المقبلين سيأتي من الأسواق الناشئة.علي الرغم من أن الصين قد تعهدت مؤخرا بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، فمن المنطقي اعتبار أنها تمثل نصف إنتاج الفحم في العالم ونصف استهلاكها من الفحم. وعن بروجيكت سنديكيت - جوزيب بوريل، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وهو الممثل الأعلي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمني*ويرنر هوير هو رئيس بنك الاستثمار الأوروبي. فقد أوضح العلماء أن تحقيق هدف الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وهو الهدف الذي حدده اتفاق باريس يعني أن العالم لا يستطيع أن يطلق من ثاني أكسيد الكربون أكثر من 580 جيجا طن أخري. ومع ذلك، بمعدل الانبعاثات العالمية الحالي الذي يبلغ نحو 37 جيجا طن سنويا، سنستنفد ميزانيتنا بحلول عام 2035. لهذا، يتعين علينا أن نعمل علي إزالة الكربون دون إبطاء. ولأن درجات الحرارة العالمية ارتفعت بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية، مع ارتفاع درجات الحرارة في العديد من المناطق العالمية إلي مستويات أعلي كثيرا، فإن السنوات العشر المقبلة تمثل عالميا الفرصة الأخيرة المتاحة لنا لمعالجة المشكلة. ففي لانكاستر، المملكة المتحدة- كان علماء المناخ يعلمون منذ سنوات أن القطب الشمالي يسخن أسرع بكثير من أي مكان آخر علي الكوكب. إلا أن الأشخاص الذين يتابعون القطب الشمالي عن كثب، صُدموا أيضاً بالتغييرات التي حدثت في عام 2020وتراجع الأنهار الجليدية، وانهيار الصفائح الجليدية. وهذا يدق ناقوس خطر مُقلق أكثر من أي وقت مضي، ويحثنا علي تخفيض عاجل وجذري من انبعاثات غازات الدفيئة. في العام الماضي، بلغت مستويات درجات الحرارة في المنطقة القطبية الشمالية أعلي ما سُجل علي الإطلاق. وأدت موجة حر في سيبيريا ضمن دائرة القطب الشمالي إلي ارتفاع درجات الحرارة إلي 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت)- 18 درجة مئوية أعلي من متوسط درجة الحرارة اليومية القصوي في السنوات الماضية. وفي الوقت نفسه، تسببت حرائق الغابات المهولة في القطب الشمالي في انبعاثات قياسية من ثاني أكسيد الكربون، وسجلت رقماً قياسياً جديداً في التلوث في المنطقة. ان الاتحاد الأوروبي كان رائدا عالميا في هذه القضية لعقود من الزمن، وقد تمسك بطموحاته حتي خلال أزمة كوفيد-19. فبين أمور أخري، أطلق الاتحاد الأوروبي ما أسماه "خطة التحفيز الأكثر اخضرارا في العالم". من خلال الصفقة الخضراء الأوروبية، زاد الاتحاد الأوروبي أيضا هدف خفض الانبعاثات لعام 2030 إلي 55%، والتزم بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. لدعم هذا الجهد، وافقت البلدان الأعضاء علي تحويل بنك الاستثمار الأوروبي إلي بنك الاتحاد الأوروبي للمناخ. وكما هو مبين في خريطة طريق بنك المناخ للفترة 2021-2025، تستهدف مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي تعبئة تريليون يورو (1.2 تريليون دولار أميركي) للاستثمار في تغير المناخ والاستدامة البيئية خلال الفترة من 2021 إلي 2030. إنه الأول بين بنوك التنمية المتعددة الأطراف في العالم الذي ينظم عملياته بشكل كامل بما يتفق مع اتفاق باريس. لتحقيق هذه الغاية، ينبغي لأوروبا أن تضع ثِقَلَها الدبلوماسي وراء قضية المناخ، ، ومن خلال الإبداع والاستثمار الأخضر فقط يصبح بوسعنا تعزيز المرونة الاقتصادية في أفريقيا وخارجها. حيث يملك الاتحاد الأوروبي القدرة علي وضع القواعد والمعايير التي تحكم استيراد السلع والخدمات. ونحن لدينا بالفعل مجموعة واسعة من الاتفاقيات التجارية والشراكات الاستراتيجية مع بلدان ومناطق في مختلف أنحاء العالم، ويُعَد الاتحاد الأوروبي وبلدانه الأعضاء المانح الرئيسي علي مستوي العالم لمساعدات التنمية والمساعدات الإنسانية. علاوة علي ذلك، ينبغي لبنوك التنمية الأخري أن تحذو حذو بنك الاستثمار الأوروبي من خلال مواءمة عملياتها مع أهداف باريس، من أجل تأمين مسارات تنمية منخفضة الكربون وقادرة علي تحمل تأثيرات تغير المناخ (أو كحد أدني، تجنب تقويض الانتقال الأخضر). يجب أن يكون التعجيل بالعمل المناخي وإدارة انتقال الطاقة في صميم سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية وفي جوهر عملنا مع الشركاء في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، نرحب بقرار الولاياتالمتحدة بالعودة إلي الانضمام إلي اتفاق باريس إن ما نفعله اليوم سيحدد المسار لعقود مقبلة. ونحن نعتزم أن نجعل 2021 عاما فارقا حيث تضع أوروبا ثِقَلها الدبلوماسي والمالي الكامل وراء الكفاح العالمي ضد تغير المناخ. وعلي حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، هذه هي "القضية الفارقة في عصرنا خلال هذه الفترة تتعرض البلاد لموجات من الطقس السيء شبورة وامطار و رياح وانخفاض في درجات الحرارة وهذا ما يهمنا فمن المتوقع تعرض بعض المناطق لموجات صقيع مما يعطي احتمالا كبير بوقوع موجوات صقيع.. والصقيع ظاهرة طقسية ذات تأثيرات سلبية علي كافة مناحي الحياة و في القلب منها المزراعه و غالبا ما يحدث عندما تنخفض درجة حرارة سطح الأرض أو الهواء القريب من او الملامس لسطح الأرض إلي الدرجة التي يتحول عندها الماء إلي بللورات ثلجية ويتجمد نتيجة الهبوط في درجة الحرارة إلي ما دون الصفر المئوي، أو يمكن القول عندما يتحول بخار الماء مباشرة إلي كريات ثلجية صغيرة