أسعار الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية    ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟    روسيا: دمرنا أكثر من 17 طائرة بدون طيار أطلقتها أوكرانيا    الجارديان: وزارة الدفاع البريطانية تدرس إرسال قوات إلى غزة لتوزيع المساعدات    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    بعد الفوز على الخليج.. النصر يكسر رقم الهلال    حر ولا برد| تحذير هام من الأرصاد الجوية للمواطنين.. انخفاض درجات الحرارة    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    طلاب صفوف النقل بالثانوية الأزهرية يبدأون امتحانات نهاية العام    نصيحة علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. أسرة محمد صلاح ترفض التدخل لحل أزمته مع حسام حسن    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    الزمالك يتحدى دريمز في مباراة العبور لنهائي الكونفدرالية الإفريقية    السبب وراء عدم انخفاض أسعار السلع في الأسواق.. التموين توضح    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    وقف انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال اليوم ولمدة 8 أيام لهذا السبب    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    بعد واقعة «طفل شبرا».. بيان هام من الأزهر الشريف    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    المشدد 8 سنوات لمتهم بهتك عرض طفلة من ذوى الهمم ببنى سويف    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكري: تأمين مصالح مصر المائية على رأس أولويات الخارجية ومؤسسات الأمن القومي المصري

أكد وزير الخارجية سامح شكري أن تأمين مصالح مصر المائية وصون حقوقها يأتي على رأس أولويات وزارة الخارجية وكافة مؤسسات الأمن القومي المصري التي تعمل بدأب وإخلاص من أجل حماية مقدرات الشعب المصري والذود عن المصدر الأوحد لحياة ملايين المصريين منذ فجر التاريخ، وذلك إعلاءً لما التزمت به الدولة المصرية في دستورها الذي أقرته الأمة بحماية نهر النيل والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به.
جاء ذلك في بيان وزير الخارجية أمام مجلس النواب بشأن جهود الوزارة في تنفيذ برنامج الحكومة "مصر تنطلق" (2018-2022) ،
وقال شكري إن ملف مياه النيل يعد الأهم على أجندة السياسة الخارجية المصرية.
وأوضح أن مصر تسعى من خلال المفاوضات الممتدة حول سد النهضة والتي شاركت فيها إلى التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح الدول الثلاث التي تتشارك في النيل الأزرق بما يتيح لشركائنا في إثيوبيا تحقيق أهدافهم التنموية، ويقي شعبيّ مصر والسودان المخاطر، ويحفظ حقوقهما التي أقرتها الاتفاقيات والأعراف الدولية.
وأضاف أنه ومن هنا، قدمت وزارة الخارجية الدعم اللازم لوزارة الموارد المائية والري واشتركت بجانب أجهزة الدولة المصرية المعنية بهذا الملف في مختلف جولات المفاوضات التي جرت على مدار السنوات الأخيرة، ومن بينها تلك التي أفضت، في واشنطن، إلى صياغة مشروع اتفاق متكامل لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة والذي وقعته مصر بالأحرف الأولى تأكيداً لجديتها ولتوافر الإرادة السياسية لديها لإبرام اتفاق يراعي مصالح وحقوق الدول الثلاث، إلا أن إثيوبيا تحفظت على هذا الاتفاق ورفضته وقاطعت مسار المفاوضات التي تمت في واشنطن، بل وشرعت في ملء خزان سد النهضة بشكل أحادي دون اتفاق حول قواعد الملء والتشغيل.
وتابع "وهو ما حدا بالدبلوماسية المصرية – انطلاقا من حرصها على صون حقوق مصر ومصالحها المائية - إلى التحرك بفاعلية من أجل حشد الدعم الدولي للموقف المصري ولجذب انتباه المجتمع الدولي للمخاطر المرتبطة بقيام إثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية في تعاملها مع سد النهضة، وهو ما أسفر عن إحالة الملف إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة الذي عقد جلسة تاريخية يوم 29 يونيو 2020 لمناقشة هذه القضية في سابقة هي الأولى من نوعها لقيام مجلس الأمن ببحث الآثار السياسية والأمنية لمشروع مائي مقام على نهر دولي، وذلك تقديراً لمكانة مصر ودورها واقتناعاً بعدالة الرؤية المصرية في ملف سد النهضة وإدراكاً لخطورته على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر أوضحت بجلاء خلال جلسة مجلس الأمن – وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي بأسره – أن مياه النيل تمثل قضية وجودية لمصر وشعبها، وأن مسألة سد النهضة ترتبط وتؤثر على مستقبل ومصير أكثر من 250 مليون مواطن في مصر والسودان وأثيوبيا.
وذكر أن مصر أكدت أنها – مع إيمانها بأن نهر النيل ليس حكرا على أحد – لن تفرط في حقوقها ولن تتهاون مع أي ضرر يطال مصالحها أو يمس مقدرات شعبها الذي يرتبط وجوده وحياته بنهر النيل وخيراته.
وأشار إلى أن مصر قد شاركت منذ جلسة مجلس الأمن في المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الأفريقي، إلا أن مشاركتنا في هذه المفاوضات وانخراطنا فيها لا يعني أننا نتفاوض من أجل التفاوض، فالتفاوض ما هو إلا وسيلة وأداة للوصول للاتفاق المنشود وليس هدفاً وغاية في حد ذاتها.
وشدد شكرى على اننا "لم ولن نقبل بأن ننجرف في مناورة لإطالة أمد المشكلات أو لترسيخ واقع على الأرض وفرضه على الآخرين، كما أننا لم ولن نقبل بأن يقع هذا النهر الذي تتعلق به مصائر الملايين رهينة لمساعي البعض لفرض سيطرته أو هيمنته عليه".. موضحا أن مصر ستستمر في سعيها للتوصل لاتفاق يحقق الخير والتنمية لشعوب وادي النيل جميعها ويضمن حياة كريمة ومستقبا آمنا لأجيالها القادمة.
وأشار شكري إلى أنه في إطار الحرص على إطلاع الدول العربية الشقيقة على تطورات المفاوضات ومستجداتها، نجحت وزارة الخارجية في استصدار قرارين من مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أكدا على تضامن الدول العربية مع حقوق مصر المائية.
وأكد أنه وبالتوازي مع العملية التفاوضية وتحركاتنا السياسية المكثفة، لم تغفل مؤسسات الدولة أهمية التواصل مع متخذي القرار وصانعي الرأي حول العالم، بمن في ذلك البرلمانيون والمشرعون ومراكز الفكر والباحثون والأكاديميون والخبراء والعلماء لخلق رأي عام دولي داعم ومؤيد لمصر في هذه القضية المحورية، حيث نظمت وزارة الخارجية عشرات الندوات الافتراضية في عدد من الدول المؤثرة، وفي مقريّ الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف بمشاركة العديد من المسئولين الحكوميين والمشرعين والخبراء، فكان لهذه الندوات أثرٌ مُهم في توضيح عدالة الموقف المصري والترويج له في أوساط الخبراء والباحثين الدوليين.
وقال وزير الخارجية إن الموقع الجيوستراتيجي الفريد لمصر أثرى حضارتها ونوّع ثقافتها وعدّد دوائر انتمائها، فمصرُ العربية هي ذاتها مصر الأفريقية والمتوسطية، بل إن بعض المتخصصين يُقدرون أن مصر بسينائها هي أيضاً آسيوية بل وحلقة وصل بين اثنتين من قارات العالم القديم، آسيا وأفريقيا.
وأضاف أن هذا التنوع والثراء يتطلب جهداً مضاعفاً لإضفا التوازن المناسب على علاقاتها الخارجية التي تتسم بذات التعدد والثراء الذي يميز دوائر الانتماء المصرية، وهو التوازن الذي تحرص وزارة الخارجية على تطبيقه عملاً وليس قولاً إنفاذاً لسياسة رشيدة صاغتها القيادة السياسية ومؤسسات الدولة مجتمعة وتدرك عن اقتناع أهمية هذا التوازن لتحقيق المصلحة العليا المصرية، وهو الأمر الذي يتجلى في علاقات مصر الاستراتيجية مع مختلف القوى الدولية شرقاً وغرباً.. وشمالاً وجنوباً، وذلك ليس من باب التناقض ولكن من درب التوافق.. وتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
وأوضح شكري أن مصر راعت هذا التنوع الحضاري والثقافي الذي تنعم به، فحينما عرف العالم ثنائية القطب، كانت مصر من مؤسسي حركة عدم الانحياز؛ وعندما تصدت مصر للهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا لم تكتفِ بالبعد الأمني فقط وإنما حرصت أيضاَ على أبعاد أخرى إنسانية وتنموية واقتصادية؛ وعند توصلها لاتفاق سلام مع إسرائيل لم تبتعد مطلقاً عن محيطها العربي بل ظلت القضية الفلسطينية أولى قضاياها العربية التي تتصدى لها على جميع المستويات الثنائية والعربية والدولية.
وتابع "هكذا تأتي سياسة مصر الخارجية لا تنأى عن المبادئ ولا تجافي القيم بل تنبذ التآمر وتبتعد عن المكائد تنتهج سبيلاً معتدلاً، تعلي من قيمة التعاون والتعايش، تحقق توافق المصالح، على ضوء ما تمليه حضارتها وتاريخها وعراقتها من منظومة أخلاقية وقيمية".
وأكد أن وزارة الخارجية تواصل من هذا المنطلق تنفيذ رؤية الدولة المصرية بكافة مكوناتها من خلال جهودها في الدفاع عن المصالح والثوابت المصرية انطلاقًا من سعي حثيث نحو تحقيق رؤية الدولة المصرية وأهدافها، وبما يضمن حماية وصون الأمن القومي المصري، ومواجهة كافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، والسعي نحو تحقيق التنمية الشاملة المُستدامة، فضلاً عن استعادة استقرار المحيط العربي والإقليمي من خلال العمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تشهدها المنطقة مع الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية واستقرار مؤسساتها، وذلك تحقيقًا للمصالح المصرية واتصالاً بمسئوليات مصر ودورها باعتبارها الدولة العربية المحورية.
وأضاف أنه لذلك كان لزامًا أن يكون التحرك الخارجي المصري هادفًا لحماية ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأخيرة وساعيًا نحو مزيد من المُكتسبات في ضوء مُحددات وأولويات عمل الحكومة، وما يتضمنه من أهداف استراتيجية رئيسية خاصةً تلك المُتعلقةبحماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية، وهو ما انعكس بشكل جليّ على التحرك الخارجي المصري من أجل تنفيذ برنامج عمل الحكومة المصرية للأعوام 2018-2022، الذي طرحته بعنوان "مصر تنطلق" ليتناسب مع سِمات المرحلة الراهنة التي تشهد انطلاقاً حقيقياً للدولة المصرية، وهي المرحلة التي تعبر عن روح ثورة الثلاثين من يونيو التي جعلت المواطن المصري في صدارة اهتمام الدولة التي باتت تسعى جاهدةً لبناء الإنسان المصري ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.
وأكد شكري أن خدمة المواطنين والعمل القنصلي يأتيان في مقدمة أولويات وزارة الخارجية المصرية بما يمثله ذلك من شِقٍ خدمي وتواصل مباشر مع مصالح المواطنين المصريين اليومية في الداخل والخارج عبر جهاز دبلوماسي وقنصلي يتناسب مع حجم ومكانة مصر الدولية، ومع ضخامة الجالية المصرية من المقيمين بالخارج والذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين مواطن، وكذا من خلال مكاتب التصديقات التابعة للوزارة والمنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، علماً بأنه في إطار توجه الوزارة نحو التيسير على المواطنين في مختلف أرجاء مصر، تم افتتاح مكتب للتصديقات والخدمات القنصلية بمحافظة المنيا في سبتمبر 2020.
وأضاف أن نجاحات الدولة المصرية تعددت خلال السنوات الماضية في الموضوعات القنصلية؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر كان من بين أبرز نجاحات الدولة المصرية خلال عام 2020 تعامُلها الفاعل مع أزمة المصريين العالقين بالخارج إثر جائحة كورونا، وقد بلغت أعداد المصريين العائدين من الخارج حوالي 30 ألف مواطن، موزعين في كافة أنحاء العالم.
وقال إنه وفي ذات الإطار، تواصل وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات المصرية في الخارج جهودها؛ إذ بلغ إجمالي الخدمات القنصلية المقدمة من قبل بعثاتنا في الخارج خلال الفترة من يوليو 2018 إلى ديسمبر 2019، 2.7 مليون معاملة قنصلية، في حين يبلغ عدد التصديقات التي تقوم بها مكاتب التصديقات التابعة لوزارة الخارجية قرابة مليونيّ تصديق سنويًا.
وأوضح أنه وتكريساً للممارسة الديمقراطية والحق الدستوري للمواطنين المصريين في اختيار ممثليهم في البرلمان، نظمت وزارة الخارجية عن طريق السفارات والقنصليات بالخارج، وبالتنسيق الكامل مع الهيئة الوطنية للانتخابات، عملية تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب لعام 2020 للمرحلتين الأولى والثانية ولجولتيّ الإعادة.
وأشار إلى أن الوزارة تقوم عبر سفاراتها وقنصلياتها في الخارج بالتنسيق الوثيق مع السلطات المعنية بدول الاعتماد للتأكد من سلامة الصيادين المصريين الذين يتم توقيفهم في بعض الأحيانبأكثر من دولة؛ فضلاً عما تحققه الوزارة من متابعة للإفراج عن المواطنين المصريين المحتجزين بالخارج، وكان من أبرز تلك الوقائع الإفراج عن المواطنيْن المصرييْن المختطفين اللذين كانا على متن السفينة "ميلان" التي تعرضت لحادث قرصنة قبالة السواحل النيجيرية، وعودتهما سالمين إلى أرض الوطن.
وأكد أنه على الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها أزمة كورونا، فإن وزارة الخارجية، والسفارات والقنصليات في الخارج، سوف تستمر جميعها في العمل بذات الفاعلية وتلقي شكاوى المواطنين ومتابعة المشكلات القنصلية التي تواجه المواطنين بالخارج للتعامل معها وتقديم المساندة اللازمة لهم. وأؤكد هنا ترحيبنا الدائم بالرد على استفسارات السادة النواب في كل وقت، والعمل على دعم مساعيهم لصالح مواطني دوائرهم المختلفة، وموافاة مجلسكم الموقر بما يتخذ من إجراءات لصالح المواطنين في الخارج عبر القطاع البرلماني بالوزارة، الذي يضطلع بالتواصل مع نواب الشعب الأفاضل.
وأكد وزير الخارجية أنه بالرغم ما شهده عام 2020 من تحديات صحية فرضتها جائحة كورونا على جميع دول العالم، إلا أن هذا العام عكَسَ قدرة السياسة الخارجية المصرية على مواجهة التحديات والظروف الاستثنائية لتستمر في الدفاع عن المصالح العليا للدولة المصرية؛ فقد شهد هذا العام تكثيفًا للتشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب لمواجهة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي واصلت القاهرة مساعيها لدعمها ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال جهود الدولة المصرية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وكذا عبر استضافة مصر خلال الأسابيع الماضية اجتماعات "صيغة ميونيخ"، والاجتماع الوزاري الثلاثي مع وزيريّ الخارجية الأردني والفلسطيني.
وأشار إلى الزيارة التي قام بها السيد الرئيس إلى الأردن يوميّ 18 و19 يناير الجاري، والتي بحث خلالها مع العاهل الأردني سبل دفع جهود السلام قدماً، جأت لتمثل إطار تحركات البلدين المنسقة فى هذه القضية وغيرها.
وقال شكري إن الجهود المصرية الرامية إلى ترميم الوضع العربي والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية لا تقف عند حدود القضية الفلسطينية، ولكنها تمتد إلى إرساء الاستقرار وتسوية الأزمات التي تمر بها عدة أقطار عربية، بما في ذلك سوريا لتحتفظ بمؤسساتها الوطنية ووحدتها وسلامتها الإقليمية وتصون استقلالها، وكذا سبل دعم لبنان الشقيق في أزمته الحالية ليتجاوزها ويستأنف ما يضربه من مثلٍ حي للتنوع الثقافي والمذهبي والعرقي في الشرق الأوسط، وكيفية تسوية الأزمة اليمنية المُمتدة، ومساندة السودان الشقيق خلال المرحلة الراهنة.
وأشار إلى أن عام 2020 شهد تحركات مُكثفة للدولة المصرية مثّلت نقطة تحول فارقة في مسار الأزمة الليبية، وذلك عبر "إعلان القاهرة" الذي فتح الباب لتسويات سياسية حقيقية، وكان بمثابة دعوة صريحة للتمسك بالحل السياسي للأزمة ووقف العمليات والتصعيد العسكري، وهو ما أكد عليه السيد رئيس الجمهورية خلال خطابه في قاعدة "سيدي براني" العسكرية يوم 20 يونيو 2020 الذي تضمن تحديد الخط الأحمر المصري (سرت/الجفرة) داخل ليبيا، الأمر الذي أعقبه قيام مصر بتكثيف الاتصالات والاجتماعات مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية للبناء على المساعي المصرية، وكذلك مع العديد من الأطراف الليبية لحثهم على العودة للمسار التفاوضي من أجل التوصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية والتصدي لكافة أشكال التدخلات الخارجية الهدّامة بها.
وأضاف أن الوزارة تباشر في اتصالاتها اليومية مع الدول المؤثرة على الساحة الليبية التفاوضَ حول تطورات التسوية السياسية الليبية بحيث تعزز من هدفنا الاستراتيجي في بزوغ ليبيا موحدة مستقلة ومستقرة بجوارنا المباشر.
وأوضح أن مصر تولي اهتماما خاصاً بأمن البحر الأحمر وسبل تعزيز أوجه التعاون بين الدول المشاطئة له، وقد تكللت تلك الجهود المصرية، بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بصياغة الميثاق التأسيسي "لمجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن"، والذي يضم في عضويته ثماني دول، ليمثل الآلية الجامعة لتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات بين الدول المشاطئة وتحجيم التدخلات الأجنبية في شئونه، وقد دخل الميثاق حيز النفاذ في 29 أكتوبر 2020.
وشدد شكري على أن مصر تُعتبر بانتمائها العربي الأفريقي حجر زاوية رئيسيا في العمل الجماعي ضمن الدائرتين العربية والأفريقية؛ وفي هذا السياق، حرصتْ القيادة السياسية المصرية خلال رئاستها قمة الاتحاد الإفريقي لعام 2019، على التصدي للقضايا المحورية في القارة الإفريقية، وفي مقدمتها إقرار السلم والأمن بالقارة، وريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، والتوقيع على اتفاقية استضافة مصر لمقر هذا المركز، بالإضافة إلى قرار قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير 2019 باستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الأفريقية، فضلاً عن تولي السيد رئيس الجمهورية رئاسة القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي؛ إيذاناً ببدء المرحلة التنفيذية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وأشار إلى أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي دعمت اتفاق السلام السوداني الموقع في الثالث من أكتوبر 2020 بما يسهم في دعم السودان الشقيق خلال المرحلة الانتقالية التاريخية التي يمر بها، وخاصة فيما يتعلق برفع العُقوبات عنه ومُساندة التعافي الاقتصادي وجهود الإغاثة الإنسانية في السودان الشقيق، حيث احتلت مسألة تعزيز العلاقات الثنائية مع السودان – ولا زالت - أولوية قصوى في هذا الشأن.
ولفت إلى أن مصر سعت مصر طيلة الفترة الماضية إلى تعزيز التواصل مع الشركاء الاستراتيجيين للتنمية من أجل تنفيذ المشروعات التنموية التي تصبو إليها قارتنا الأفريقية، حيث شارك السيد رئيس الجمهورية في قمة مجموعة العشرين باليابان في يونيو 2019، فضلاً عن المشاركة في قمة مجموعة السبع بفرنسا في أغسطس 2019، كما ترأس السيد رئيس الجمهورية قمة مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية أفريقيا (التيكاد) مع الجانب الياباني بهدف تنسيق المواقف الأفريقية خلال تلك القمم.
وقال إن مصر لم تكتف بالمشاركة في الأطر التنموية الدولية ذات الصلة بالقارة الإفريقية، ولكنها دشنت جهداً مصرياً خالصاً للمساهمة في تنمية القارة، إذ شهدت الفترة الماضية الانطلاقة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في ديسمبر 2019 بمدينة أسوان بمشاركة العديد من رؤساء الدول الإفريقية والشخصيات الدولية المرموقة، ليصبح أول منصة إقليمية وقارية تركز على الصلة الوثيقة بين قضايا السلم والتنمية المستدامة، وقد تم في هذا السياق تكثيف عمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في القارة الأفريقية، حيث نفذت حوالي ثلاثمائة وثمانين دورةً تدريبية بمصر، بمشاركة حوالي ثلاثة عشر ألف متدرب من أربعٍ وأربعين دولة أفريقية.
وأضاف أن مصر كانت في طليعة الدول التي سعت إلى التخفيف من وطأة وتأثير جائحة كورونا على الدول الأفريقية ومساعدتها في السيطرة على تداعياتها، حيث أعلن السيد رئيس الجمهورية خلال اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي عن تقديم أربعة ملايين دولار للصندوق الأفريقي لمكافحة فيروس كورونا، ومليونيّ دولار للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والأوبئة، فضلاً عنتقديم مساعدات عينية لأكثر من ثلاثين دولة أفريقية لمواجهة الجائحة.
وذكر أن وزارة الخارجية تنتهج نهجاً علمياً مدروساً في إدارة العلاقات المستقبلية مع الدول الإفريقية، حيث ترأس وزارة الخارجية اللجنة الدائمة لمتابعة العلاقات المصرية/ الأفريقية بعضوية مختلف جهات الدولة، والتي اعتمدت تصوراً مُتكاملاً ورؤية مستقبلية للتعاون الاستراتيجي بين مصر وأفريقيا، وهي الاستراتيجية التي تم إعدادها أخذاً في الاعتبار أجندة التنمية الإفريقية 2063، وأجندة مصر للتنمية المستدامة 2030.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع أوروبا.. أكد شكري أن القارة الأوروبية تمثل جوارنا الشمالي وشركائنا المتوسطيين، كما انها شريك سياسي واقتصادي محوري نعمل على التنسيق والتشاور المستمر معه حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال انه فى هذا الاطار عززت مصر طوال السنوات الست الماضية من شراكاتها مع عدد من الأطراف الأوروبية المهمة كالاِتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الذي أصبحت مصر دولة عمليات به، فضلاً عن تعميق علاقات التعاون مع الدول الرئيسية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذا الدول غير الأعضاء، بهدف فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية، وجذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية للاستفادة من الفرص الواعدة وزيادة تدفق السياحة الوافدة قبل تفشي الجائحة.
واضاف ان مصر تتمتع بعلاقات وثيقة ومتميزة مع عدد من الدول الأوروبية الكبرى، وتنعكس تلك العلاقات في حجم وكفاءة التنسيق والتعاون بين مصر وهذه الدول على أعلى المستويات، بما في ذلك على مستوى القيادة السياسية، فضلاً عن الزيارات المتبادلة على جميع المستويات الوزارية والفنية. وقد نجحت مصر في استثمار تلك العلاقات وتوظيفها للمساهمة في تعزيز حركة التبادل التجاري، وتكثيف الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، والمساهمة في شتى مشروعات التنمية التي تعكف الدولة المصرية على تنفيذها في مختلف المناحيسواء على صعيد النهضة العمرانية الكبرى التي تشهدها مصر، أو لتوفير شبكة من الطرق ذات كفاءة وفاعلية في الربط بين مختلف أنحاء الجمهورية، أو التزود بوسائل النقل المتقدمة لتيسير التنقل من وإلى العاصمة الإدارية الجديدة أو لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، والتعاون في مجال البحث والتنقيب عن النفط والغاز إلى غير ذلك مما تقتضيه الجهود التنموية الشاملة التي يجري تنفيذها على أرض مصر.
واكد شكرى ان مصر أولت اهتماماً بالغاً خلال السنوات الماضية بتعزيز التعاون مع الدول الصديقة في منطقة شرق المتوسط، وفي هذا الصدد فقد تم تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات الفنية والسياسية والعسكرية..كما شهدت الفترة الماضية تدشين منتدى غاز شرق المتوسط، والتوقيع على ميثاقه في سبتمبر 2020، بما يسهم في جعل مصر مركزاً لتداول الطاقة بما لديها من إمكانيات تؤهلها للاضطلاع بهذا الدور الهام. هذا بالإضافة إلى إبرام اتفاق تعيين المنطقةالاقتصادية الخالصة مع اليونان في أغسطس عام 2020 بما يسمح لمصر بالمزيد من استثمار ثرواتها الطبيعية لما فيه خير ورفاهية الشعب المصري العظيم. كما نستمر في جهودنا لمواجهة الممارسات الهدامة التي تستهدف الإضرار بالمصالح المصرية من خلال التنسيق والتشاور مع الدول الصديقة.
وابرز شكرى الدور الذي اضطلعت به في الأزمة الأخيرة الخاصة بالرسوم المسيئة، حيث كان السيد رئيس الجمهورية أول من حرص القادة الأوروبيون على التواصل معه للعمل على تجاوز هذه الأزمة من خلال تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب والتطرف، وبين عدم المساس بالرموز الدينية تحت دعاوى حرية التعبير.
ومن جانب اخر.. قال شكرى ان الدائرة الآسيوية تحظى باهتمام لدى الخارجية المصرية، فقد شهدت الأعوام الخمسة الماضية نشاطاً مكثفاً على صعيد العلاقات المصرية الآسيوية، فعلى الساحة السياسية، تم تبادل العديد من الزيارات الرئاسية والوزارية المهمة مع معظم دول القارة الآسيوية، وفي مقدمتها الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وفيتنام وأوزبكستان. كما تم عقد عدد من اجتماعات اللجان الوزارية المشتركة وجولات المشاورات السياسية، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر والدول الآسيوية، أبرزها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وما زال العمل جارياً لتوقيع المزيد من الاتفاقيات، وأبرزها وثيقة التعاون بين مصر والصين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
واكد الوزير ان القوة الناعمة لمصر وأزهرها الشريف تلعب دوراً رائداً في علاقاتنا بالدول الآسيوية، سواء من خلال استقباله للطلاب الآسيويين الراغبين في تعلم صحيح الإسلام برسالته الوسطية السمحة، أو من خلال مبعوثي الأزهر إلى تلك الدول، والذين ينشرون المبادئ السامية للإسلام في المحبة والعيش المشترك وقبول الآخر.
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى ان علاقات مصر مع القوى الدولية الكبرى تحتل اهمية خاصة على أجندة السياسة الخارجية المصرية؛ لاسيما مع توجيهات القيادة السياسية المصرية بدعم وتعزيز علاقات مصر مع القوى الكبرى دون أن تكون العلاقات مع أيٍ منها موجهة ضد أخرى.
واستعرض الوزير وفي هذا السياق، لمحات من علاقات مصر مع تلك القوى الدولية الكبرى، مؤكدا على ثبات العلاقات الاستراتيجية مع الشريك الأمريكي، واستنادها على أساس صلب قائم على المصالح والأهداف المشتركة التي تجمعهما، وذلك على الرغم من التغيرات التي شهدتها المنطقة على مدار العقود الماضية، وتعاقب الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية على حد السواء.
وقال ان المصالح المشتركة المرتبطة بهذه العلاقات الاستراتيجية تُعد عابرة للأحزاب بحكم طبيعتها وأهميتها.
واصاف ان وزارة الخارجية تعمل بشكل متواصل على تعزيز العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وتنويع مختلف مجالات التعاون معها على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، وكذلك المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما فيما يتعلق بتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق النصر في الحرب الشاملة على الإرهاب والفكر المتطرف بكافة صوره وأشكاله.
وشدد في هذا السياق أيضاً على الأهمية التي توليها الخارجية المصرية للموضوعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية كمكون أساسي في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي انعكس في زيادة حجم التجارة بين البلدين بنسبة 76% خلال الفترة ما بين عاميّ 2016 و2019، كما ارتفعت الاستثمارات الأمريكية في مصر إلى نحو 22 مليار دولار لتحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، ولتحتل مصر رأس قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة.
وفيما يخص روسيا، اوضح شكرى ان البرلمان الموقر صادق في دور انعقاده الأخير على اتفاق التعاون الشامل والشراكة الاستراتيجية في الخامس عشر من ديسمبر عام 2020 ليضفي مزيدا من التعميق على العلاقات المصرية الروسية مع شريك قوي وصديق تاريخى تهتم مصر بتعزيز علاقاتها معه في مختلف المجالات الثنائية والمحافل الدولية.
واكد أن علاقات مصر مع روسيا كانت وما زالت مثمرة، فمختلف جوانب العلاقات الثنائية مع الصديق الروسي تشهد تقدماً ملحوظاً.
واوضح ان مصر تستمر وفي هذا الإطار في تعزيز علاقاتها مع روسيا وتتوالى زيارات القمة بين البلدين، فضلاً عن الزيارات على المستوى الوزاري، والتي كانت آخرها الزيارة التي قمتُ بها إلى موسكو في أكتوبر 2020، لمتابعة آفاق التعاون الثنائي؛ إذ تمضي قدماً مفاوضات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس.. وكذا مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية السلمية.
واشار الى ان العلاقات المصرية مع روسيا لا تقتصر فقط على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، ولكنها تمتد لتشمل أيضاً البُعد الثقافي حيث تم إعلان عام 2021 عاماً للتبادل الإنساني بين مصر وروسيا ليشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية بين البلدين إثراءً للعلاقات الثقافية والبُعد الإنساني في العلاقات الثنائية، ودعما للتواصل الشعبي.
وبالنسبة للصين.. قال الوزير ان العلاقات مع بكين تمثل محوراً مهماً للعلاقات المصرية/ الآسيوية بوجه عام، فضلاً عما يمثله البعد الحضاري للبلدين من عامل توافق إضافي بينهما.
واضاف انه وفي هذا الإطار، تم تبادل عدد من الزيارات الرئاسية والوزارية المهمة، فتم توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وأعلنت مصر عن موافقتها على الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتشجيع التجارة والاستثمار وربط المناطق الصناعية بأسواق التصدير، إضافةً إلى ما تمثله الاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لشمال غرب خليج السويس من نقطة التقاء بين استراتيجية التنمية لمحور قناة السويس ومبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين.
ومن جانب اخر.. استعرض شكرى دور الدبلوماسية في تحقيق الأهداف الاقتصادية التى حددتها الحكومة المصرية، لا سيما مع ما شهده عام 2020 من تحديات غير مسبوقة جراء تفشي فيروس كورونا.
وقال انه وفي هذا الصدد، قامت الدولة المصرية، وفي مقدمتها القيادة السياسية بدور كبير لتعزيز التواجد المصري لمتابعة المجريات الدولية ذات الصلة، وهو الأمر الذي تجلى واضحا من خلال مشاركة القيادة السياسية المصرية في القمم العالمية والإقليمية الافتراضية التي اهتمت بسبل مواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاحات للدول النامية. وقد لعبت وزارة الخارجية دورا نشطا في هذا الصدد ابتداء من متابعة التطورات على الساحة الدولية، وكذا لإبراز الإسهامات المصرية ونقل التجارب الدولية وتعزيز التعاون الدولي، بالإضافة إلى الترويج للتجربة المصرية الرائدة في تعاملها مع الموجة الأولى لفيروس كورونا، والذي أدى إلى أن تصبح مصر واحدة من الدول القليلة على مستوى العالم التي تحقق نمواً إيجابياً خلال عام 2020.
واضاف ان الخارجية المصرية تهتم بتعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية من خلال دعم وزارة الخارجية لجهود البعثات المصرية في الخارج اتصالًا بتعزيز الترويج للاقتصاد المصري في مختلف المحافل الاقتصادية والاستثمارية لدى دولة الاعتماد، والعمل على جذب الاستثمارات المصرية بالخارج، وذلك بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية.
وفى سياق اخر.. قال شكرى ان العمل متعدد الأطراف يمثل شقاً مهماً من العمل الدبلوماسي تحكمه آليات خاصة تختلف عن تلك الحاكمة لإدارة العلاقات الثنائية، ولقد عملت وزارة الخارجية خلال السنوات الماضية على تمثيل مصر والدفاع عن مصالحها في المحافل الدولية مُتعددة الأطراف في شتي الموضوعات والقضايا الدولية البازغة التي باتت تُشكل أولوية على الأجندة الدولية.
واوضح السنوات الماضية شهدت، وفي إطار الدبلوماسية المصرية النشطة على صعيد العمل الدولى متعدد الأطراف عدة إنجازات هامة ومحورية، من أبرزها عضوية مصر بمجلس الأمن عامي 2016-2017، ورئاستنا لمجموعة ال 77 والصين فى عام 2018، ثم رئاسة الاتحاد الأفريقي فى عام 2019.
وفي إطار عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، اكد شكرى ان مصر نجحت في تحقيق تطور ملحوظ في حجم وطبيعة مساهماتها من قوات الجيش والشرطة في تلك العمليات، مما سمح لنا بشغل وضعية متقدمة بين كبريات الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية، حيث تشغل مصر حالياً المرتبة السابعة على مستوى العالم بين الدول المشاركة في تلك العمليات الأممية بإجمالي 3150 فرداً، وذلك بالتعاون مع وزارتيّ الدفاع والداخلية، في إطار آلية التنسيق الوطنية المعنية بعمليات حفظ السلام.
واشاد في هذا السياق بالتضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة المشاركون في عمليات حفظ السلام دفاعاً عن السلم والأمن الدوليين في مختلف أرجاء العالم، كما أتقدم إلى عائلات الشهداء منهم بخالص التعازي والمواساة.
واكد ان تدشين واستضافة مصر لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات ووجود مقره بالقاهرة يشكل فُرصة هامة ومنصة محورية لتعزيز دورنا النشط في مجال بناء واستدامة السلام في إفريقيا، ولترجمة المُبادرات المصرية وريادة السيد رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار من خلال تحرُكات وخطوات عملية ملموسة على الأرض تخدم هدف استمرار التواجُد المصري المؤثر في أفريقيا، وتحديداً بالمناطق ذات الأولوية بالنسبة لنا.
وشدد على ان العمل متعدد الأطراف يضم ملفات حيوية ذات تأثير مباشر على حياة الإنسان وبيئة العمل،وفي مقدمتها تغير المناخ حيث ساهمت الوزارة بشكل كبير في إنجاح مؤتمر أطراف تغير المناخ في ديسمبر 2018 في بولندا الذي شهد تبني برنامج عمل تنفيذ اتفاق باريس، كما تم اختيار مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين لاتفاقية الأمم المُتحدة لتغير المناخ نهاية العام 2022.
أما على صعيد جهود الدولة في مكافحة الإرهاب والفكر المُتطرف، شدد شكرى على ان وزارة الخارجية تلعب دوراً هاماً من خلال العمل مع الشركاء الدوليين لتنسيق وتفعيل العمل الدولي ضد الإرهاب في الأُطر الدولية مُتعددة الأطراف في الجمعية العامة ومجلس الأمن بالأمم المُتحدة وغيرها من المحافل التي تتمتع مصر بعضويتها.
وقال ان مصر قامت فى هذا الصدد بدور محوريّ خلال عضويتها بمجلس الأمن (2016-2017) حظي بتقدير المجتمع الدولي، بما في ذلك تقديم وتبني عدد من القرارات الهامة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، ومواجهة الفكر المُتطرف، والتعامل مع ظاهرة المُقاتلين الإرهابيين الأجانب وغيرها، وهي القرارات التي تعمل وزارة الخارجية على تعزيزها وتطويرها ومتابعة تنفيذها بشكل دوري.
واضاف انه وعلى المستوي الثنائي، تعمل وزارة الخارجية بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، على مُوافاة شركائنا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأحدث المعلومات والبيانات المُتوافرة حول حركة التنظيمات الإرهابية وما ترتكبه جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التابعة لها، بهدف إدراج تلك المنظمات والجماعات الإرهابية على قوائم الإرهاب في مختلف دول العالم.
واشار الى ان وزارة الخارجية اصدرت في يوليو 2020 التقرير الوطني الأول حول جهود الدولة المصرية لمكافحة الإرهاب، وهو التقرير الذي قامت بتعميمه على كافة دول العالم من خلال سفاراتها بالخارج، الأمر الذي كان محل تقدير من كافة الدول، وتعمل الوزارة في الوقت الراهن على تحديث التقرير وإطلاق نسخته الثانية خلال العام الجاري وفقاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية في هذا الصدد.
واوضح ان وزارة الخارجية تواصل، من خلال المحافل الدولية، ذات الصلة وعلى رأسها مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي المقرر عقدُه في أغسطس 2021 في نيويورك، التعبير عن سياسات مصر في مجالات نزع السلاح وعدم الانتشار والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
أما بالنسبة للترشيحات الخاصة بالحصول على المناصب الدولية، قال الوزير ان الخارجية في تأمين نجحت فى فوز السيدة الدكتورة غادة والي بمنصب وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كما نجحت في تأمين عضوية مصر وعضوية مرشحيها في عدد من المنظمات والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومختلف منظماتها ولجانها، وكذا بكل من الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والوكالة الدولة للطاقة الذرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما يعكس حجم تقدير المجتمع الدولي لمصر والقدرات والكفاءات المصرية في مختلف المجالات.
وفيما يخص ملف حقوق الإنسان الذي يحتل أهمية خاصة في ساحة المنظمات الدولية ذات الصلة.. اكد وزير الخارجية سامح شكرى ان وزارة الخارجية تحرص على إبراز الجهود الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وضمان تمتع كافة المواطنين بهذه الحقوق والحريات دون تمييز، كما تحرص أيضاً على تصحيح أي معلومات مغلوطة عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر وتوضيح حقائق الأمور سواء من خلال الاتصالات مع السفارات الأجنبية وممثلي المنظمات الدولية في القاهرة، أو من خلال الاتصالات التي تجريها بعثاتنا في الخارج مع المسئولين في دول الاعتماد.
واضاف ان الخارجية تتصدى لأية محاولات لاستغلال أي قضايا لتشويه سمعة مصر في مجال حقوق الإنسان واستغلالها في تحقيق أهداف ومصالح سياسية.
واوضح ان هذه الجهود وقد تكللت بالمشاركة المصرية الناجحة في عملية المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حيث أشادالعديد من وفود دول العالم في جلسة المراجعة المصرية بالجهود الوطنية لتعزيز أوضاع حقوق الإنسان.
وذكر ان وزارة الخارجية قادت الجهود الوطنية لإنشاء اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، وهي اللجنة التي تهدف إلى تنسيق الجهود الحكومية ذات الصلة بتعزيز حقوق الإنسان في مصر، ومتابعة تنفيذ مصر لالتزاماتها الدولية، وإعداد الردود على أي شكاوى أو مراسلات تتلقاها الحكومة المصرية بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وإعداد تقارير رصد حول ما يتم تداوله على الساحة الدولية فيما يتعلق بتطورات أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
واضاف ان اللجنة تعكف على إعداد الاستراتيجية الوطنية الأولى لمصر في مجال حقوق الإنسان ترصد التحديات ذات الصلة وتحدد عدداً من النتائج المستهدفة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وشدد فى ختام البيان على أن الدبلوماسية المصرية سوف تستمر في تحركها الدؤوب ومساعيها النشطة خلال عام 2021 انطلاقاً من ثوابت العمل الوطني واتساقًا مع مصالح الدولة المصرية وأهدافها العليا، وسعيًا نحو تحقيق مزيد من المكتسبات ومواصلة نقل حقيقة ما يتم تنفيذه على الأرض في مصر من إنجازات ضخمة غير مسبوقة، مع الالتزام بثوابت السياسة الخارجية المصرية والعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك دعم جهود تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة بوصفها شرطاً ضرورياً للقضاء على جذور ومسببات الأزمات ومصادر تهديد الاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك جنبا إلى جنب مع توجيه البعثات المصرية للاستمرار في تقديم مختلف سُبل الرعاية القنصلية للمواطنين المصريين المقيمين في الخارج، وخاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
وقال ان ما تضطلع به وزارة الخارجية من مسئوليات إنما هو نتاج جهد تنفذه مجموعة منتقاة من أبناء مصر الأوفياء، رجالاً ونساء، يجتهدون ونصب أعينهم شرف تمثيل مصر في الخارج، أمناء على مهمة نبيلة في خدمة وطن عزيز وشعب عظيم يرسم بأحرف من نور من خلال العمل والتضحية مستقبلا مليئا بالتقدم والازدهار.
وكان شكرى قد وجه فى مستهل حديثه التحية للمستشار الدكتور/ حنفي جباليرئيس مجلس النواب، و النواب.. معربا عن سعادته لحضوره اليوم في "بيت الشعب المصري".. بين جنبات هذا البرلمان العريق الذي يعد واحداً من أقدم المجالس النيابية في التاريخ، إذ كانت مصر في طليعة الدول التي شكلت مجلسا نيابيا منذ عام 1866.. وما تلاه من تطور للحياة النيابية المصرية بخبراتها المتراكمة وتجاربها الثرية، وصولاً إلى برلمانها الحالي بغرفتيه الممثلتين في مجلسيّ النواب والشيوخ، إنفاذاً للدستور المصري الذي أقره شعبُها في استفتاء مباشر وبشعبية ليست مسبوقة في تاريخ الاستفتاءات الدستورية المصرية.
كما توجه بالتهنئة للنواب على ثقة الشعب المصري التي منحهم إياهالتنوبوا عنه رقابةً وتشريعاً وتعبيراً عن آماله المشروعة وطموحاته المستحقة.
واشاد فى هذا الصدد بتمثيل فئتين من أهم فئات المجتمع في مجلس النواب المصري وهما المرأة والشباب اللذان يمثلان دعامتين أساسيتين من دعائم الدولة المصرية، وأثبتا على مدار الأعوام الماضية أن مجتمعاً لا يولي اهتماماً لسيداته وشبابه لن ينضج أو ينهض ولن يتقدم أو ينتج.. موجها تحية تقدير وإعزاز لسيدات مصر وشبابها الذين ساهموا إسهاماً مقدرا فيما حققته مصر من تقدم مشهود له منذ ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة.
وأشار إلى أن مقتضيات العصر وتطور النظم السياسية ساهما في تعزيز التعاون بين مختلف سلطات الدولة دون مساس بمبدأ الفصل بين السلطات، الذي لم يعد فصلاً جامداً، وإنما ينطوي على تعاون بناء ليس فقط من خلال ما يمليه الدستور من تنظيم للعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولكن أيضاً من خلال امتداد جسور التعاون بين السلطتين؛ خاصة وانه من المعروف أن الدبلوماسية البرلمانية أضحى لها دورها المقدر في التعاون بين الدول على المستوى الشعبي، وهو مجال تتطلع وزارة الخارجية إلى تعزيزه ودعمه والتنسيق فيه مع مجلسكم الموقر تحقيقاً للمصلحة الوطنية.
وشدد على إن الدبلوماسية المصرية العريقة يمتد تاريخها وتتعدد صور التعبير عنها وذلك بِقِدَم الدولة المصرية ذاته، إلى أن استقرت وفق المفهوم القائمللعلاقات الدبلوماسية بين الدول.
واكد انه طالما كانت مؤسسة الخارجية المصرية وستظل مؤسسة وطنية تقوم بمهامها ولا تدخر جهداً من أجل المساهمة في رفعة وطننا والحفاظ على مكانته بين الأمم، ومع التطور الذي يشهده عالم اليوم تضاعفت المخاطر وتصاعدت التحديات مما وضع على كاهل الدبلوماسية المصرية مسئولية مضاعفة وأعباء أكثر جسامة، سعت معها وزارة الخارجية إلى تطوير أدائها وتنمية وصقل مهارات أبنائها لتتناسب مع متطلبات عالم اليوم تتعاطى مع تحدياته تبرع في استخدام أدواته وتتكامل مع عناصر قوة الدولة المصرية تحقيقاً للغايات الوطنية وإعلاءً لمصلحة مصر وشعبها وترسيخاً لمكانة مصر الدولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.