وبعد أن انتهت، يوم الثلاثاء الماضي، جولة الإعادة بالمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب الجديد والتي ضمت عدة محافظات ومنها الإسكندرية ويبدو أن لدينا بعض الملاحظات والأرقام ذات الدلالة حول هذا الاستحقاق المهم وكيف تعامل معه الناخب السكندري وكيف عبرت النتائج بشكل موضوعي عن خصائص الوضع السياسي والحزبي بعروس البحر بلد الفكر والسياسة . شهدت الجولة الأولى من الانتخابات تنافسا قويا بين أعداد كبيرة من المرشحين في دوائر الإسكندرية الست علي 16 مقعدا بنظام الفردي إضافة إلى تنافس قائمتين فقط علي 18 مقعدا آخرين .. تقدم عشرات المرشحين في كل دائرة لنيل ثقة الناخب السكندري وسط حضور مقبول في الجولة الأولي وإن كان هذا الحضور قد انخفض بعض الشيء في جولة الإعادة بسبب عوامل الطقس وفيروس كورونا وقلة المرشحين وضعف المنافسة مقارنة بالجولة الأولى . استحوذت الأحزاب المصرية علي كل مقاعد القائمة وأغلب مقاعد الفردي فحصد مرشحوها 31 مقعدا في مقابل 3 مقاعد فقط للمستقلين . حصلت المرأة على 9 مقاعد بالقائمة بينما لم تحصل علي أي مقعد فردى رغم وصول بعض المرشحات لجولة الإعادة لصعوبة المنافسة . اقتصر التمثيل الحزبي في الإسكندرية علي 8 أحزاب فقط علي رأسها بالطبع حزب مستقبل وطن الذي حصل علي 22 مقعدا من أصل 34 في نتيجة تبدو واقعيه ومنطقيه إذا ما نظرنا إلى فارق الإمكانيات بين الحزب وبقية الأحزاب في حين غابت بعض الأحزاب التي كانت ممثلة في برلمان 2015 عن المشهد وانخفضت أو ارتفعت نسبة تمثيل البعض الآخر عن البرلمان السابق . حصل 12 نائبا سابقا من نواب برلمان 2015 علي ثقة الناخب السكندري مرة أخرى ليستكملوا المسيرة لخمس سنوات مقبلة منهم 2 من نواب حزب النور بدائرة الدخيلة والعامرية بغرب الإسكندرية المعروف عنها ميلها للتيار السلفي في حين حصل الشباب تحت 35 سنة على مقعدين بالقائمة وتم تمثيل أقباط الإسكندرية بمقعدين بالقائمة أيضًا . مرت الانتخابات بهدوء ودون مشاكل رغم ضعف الحضور غير المبرر وكثرة الاعتماد على المال والدعاية المبالغ فيها لحث الناخبين علي المشاركة وبعض السلبيات الأخرى التي تؤكد أننا مازلنا بحاجه إلي تربية وتنشيط الوعي لدى الناخب حتى يؤمن أن صوته أمانه وحق مكفول له ليختار بحريه النائب الذي سيمثله تحت القبة فلعل القادم أفضل بمزيد من إجراءات بناء الإنسان المصري وتنشيط الوعي ودفع الحياة الحزبية للأمام بإجراءات حاسمة ومحفزة تمنح الكل أملاً في تحسن الأحوال فما زالت الحياة السياسية جزءًا أصيلا من حياة البشر .