أعلن الديوان الأميري الكويتي منذ قليل، نبأ بوفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. وكان التلفزيون الرسمي الكويتي قد قطع بثه قبل إعلان الخبر وبث آيات من القرآن الكريم. وكانت الكويت قد أعلنت، في 18 يوليو الماضي، نقل بعض صلاحيات أمير البلاد لولي عهده، نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عاما)، إثر دخول الأمير المستشفى. ومنذ 23 يوليو، كان يمكث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في الولاياتالمتحدة، لاستكمال العلاج الطبي بعد جراحة خضع لها في الكويت. وكان الصباح قام في عام 2019 الماضي، برحلة علاجية في الولاياتالمتحدة استمرت 6 أسابيع، تخللها إلغاء لقاء مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسبب وضعه الصحي. وولد الشيخ صباح الأحمد في 16 يونيو عام 1929، ودخل "المدرسة المباركية" ومن ثم أوفده إلى بعض الدول لاسيما الأجنبية منها للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية التي ساعدته في ممارسة العمل بالشأن العام، وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرافق والده في رحلاته الخارجية. بدأ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حياته السياسية الأولى وتمرس في العمل العام ولم يكن قد تجاوز ال25 عاماً من عمره عندما تم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط. وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، كما أولى اهتماماً بالفنون وعلى رأسها المسرح، فأنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت عام 1956، ثم في 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت "الكويت اليوم"، وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات ووقتها تم إصدار مجلة "العربي". وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضواً في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التي تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت. وفي 28 يناير 1963، وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيراً للخارجية، لتبدأ مسيرته مع العمل السياسي الخارجي والدبلوماسية التي برع فيها ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى 40 عاماً على رأس تلك الوزارة المهمة قائداً لسفينتها. وإبان عمله وزيرا للخارجية، رفع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح علم الكويت فوق مبنى الأممالمتحدة بعد قبولها عضواً فيها في 11 مايو 1963، وبذل طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهداً كبيراً في تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم، كما قام بالعديد من الوساطات التي أسهمت في حل العديد من الأزمات.