أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وبرنامج الغذاء العالمي، حملة توعوية على مستوى القطر المصري باستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، تحت شعار "صحتنا رأس مالنا.. وزرعتنا كل أملنا" للتوعية بضرورة استمرار المجتمعات الريفية سواء في مصر، للحفاظ على اتخاذ التدابير الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد. وأشاد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون المثمر والجاد بين وزارة الزراعة، ومنظمات الفاو، والايفاد، وبرنامج الغذاء العالمي، لتوعية المزارعين وسكان الريف، بضرورة استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، والتي أعلنت عنها الحكومة، ضمن جهودها لمواجهة الأزمة، والحد من آثارها السلبية على عملية الانتاج. ولفت إلى أن القطاع الزراعي أثبت في ظل جائحة كورونا أنه من أقدر القطاعات على التكيف مع أصعب الظروف، وأن الفلاح المصري لم يتوقف عن العمل والإنتاج حتى في ظل ازمة فيروس كورونا التي أثرت بشكل سلبي على القطاعات الإنتاجية بكافة دول العالم، الامر الذي ترتب عليه عدم وقوع أزمة في توفير الغذاء، بل وارتفعت خلالها كمية الصادرات الزراعية المصرية، ونجحت في غزو اسواق مختلفة دول العالم. وأوضح أن تلك الحملة تأتي في إطار حرص الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في مصر، على توعية المزارع المصري، وسكان الريف لاستمرار العمل في القطاع الزراعي، وانتاج الغذاء للمصريين، من خلال عدد من البرامج التوعوية والارشادية، الخاصة بكيفية تطبيق الإجراءات الاحترازية، في الحقل والسوق، ودور العبادة، وكذلك وسائل تقديم الدعم الفني له في ظل الأزمة من خلال التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقات التليفون المحمول. من جانبه، قال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي إن تلك الحملة تأتي في إطار الدور الذي يقوم به قطاع الإرشاد الزراعي، لتوعية المزارعين، والسكان الريفيين، وذلك بالتنسيق مع الجهات الدولية العاملة في مجال الزراعة، والغذاء في مصر، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع هذه الجهات، وقناة مصر الزراعية، لإنتاج مجموعة من التنويهات التوعوية، لاتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، والتي من المقرر التوسع في نشرها للوصول إلى القطاع الريفي في كافة قرى مصر، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل خطة قطاع الإرشاد والتي تعتمد على الإرشاد الزراعي الرقمي، بالتوسع في استخدامات تكنولوجيا المعلومات والسوشيال ميديا، والتي تضمن حصول المزارع والمرأة الريفية على المعلومة الصحيحة بوسائل متعددة. وأشار إلى أن الإجراءات التي تم التأكيد عليها في الحملة، تمثلت في ارتداء الكمامات أو أغطية الوجه، ومراعاة التباعد الاجتماعي، واتباع الإرشادات والإجراءات الموصى بها من وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية. بدوره، قال نصر الدين حاج الأمين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في مصر إنه منذ بداية الجائحة سعت منظمة الفاو بشكل فعال إلى تشجيع الحلول القابلة للتطبيق على نطاق واسع والمستدامة من أجل مساندة البلدان والمزارعين للتصدي للتحديات المستمرة المتصلة بالأغذية والزراعة ومن أجل البناء على نحو أفضل ما بعد الجائحة، كما تم وضع العديد من البرامج التي تسعى إلى التخفيف من التأثيرات الفورية للجائحة بموازاة تعزيز قدرة النظم الغذائية وسبل العيش على الصمود، مع توفير دعم الفئات السكانية الأضعف، وتمثل هذه الحملة إحدى الجهود التشاركية لتقديم المزيد من الدعم للمجتمعات الريفية المصرية. وأضاف أن الحملة تصميمات خاصة وملصقات مناسبة للمجتمعات الريفية على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لضمان وصول رسائل الحملة إلى جمهور عريض من مستخدمي هذه الوسائل من أبناء المناطق الريفية وهو ما يوفر فرصة أكبر للتفاعل والتعرف على ردود أفعالهم على الجملة ومدى تأثيرها والوصول لتحقيق أهدافها. من جانبها، قالت دينا صالح، المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا بالإيفاد إن صندوق الإيفاد قام بالعديد من الجهود في مصر ودول المنطقة لدعم صغار المزارعين والأسر الريفية في مواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، تمثلت في إعادة تخصيص بعض المنح والقروض لمساعدة صغار المزارعين والمجتمعات الريفية التي تأثرت بشكل مباشر، وبالتحديد من خلال مشروع "برايم" حيث سوف يتم إنشاء منصة رقمية لتسويق المنتجات الزراعية وأيضا أشروع "سيل" الذي سيتم فيه تجهيز 6 مستوصفات في مختلف مناطق المشروع، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل والتدريبات والمعدات. وأضافت أن الصندوق قام أيضا على المستوى الدولي بإنشاء "مرفق تحفيز فقراء الريف" المخصص لدعم الدول الاكثر احتياجا بمنح تستهدف فقراء الريف الأكثر تعرضا لفقدان مصادر الدخل بسبب هذه التحديات المستجدة، وهذه الحملة التوعوية هي أحد أهم الأدوات المستخدمة لتقديم الإرشادات الاحترازية لصغار المزارعين والأسر الريفية لضمان سلامتهم وسلامة الغذاء في سلسلة التوريد المحلية. وأوضحت أن ما تركز الحملة التوعوية تحت شعار "صحتنا راس مالنا.. وزعتنا كل أملنا" على استخدام الراديو في بث الرسائل المتعلقة بها لضمان الوصول إلى جمهور أكثر اتساعا، بالإضافة إلى قيام قناة مصر الزراعية وعدد من القنوات المحلية التابعة للتليفزيون المصري ببث الفقرات الإعلانية الخاصة بالحملة، واستضافة عدد من الخبراء في تخصصات مختلفة ضمن برامج قناة مصر الزراعية للتعليق على التأثيرات المحتملة لعدم اتباع الإجراءات الاحترازية المعروفة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال مانجستاب هايلى، مدير برنامج الغذاء العالمي في مصر إن برنامج الغذاء العالمي يعمل عن كثب مع الحكومة المصرية منذ تفشي فيروس (كوفيد -19) لتكثيف الجهود لدعم المجتمعات الضعيفة التي أصبحت أكثر احتياجًا نتيجة للوباء. ونحن نفخر بشراكتنا مع الحكومة خاصة أنه في أوقات الأزمات نعمل يداً بيد لضمان حصول أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم على ذلك بسرعة وكفاءة. يسعدنا أن نتشارك مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وهيئات الأممالمتحدة الشقيقة في هذه الحملة التي تمثل تذكيرا لنا جميعا بأننا قطعنا شوطا طويلا في مكافحة فيروس كورونا ويجب علينا مواصلة الكفاح لكي نحمي أنفسنا وأحبائنا. وأكدت الجهات الأربع المشاركة في هذه الحملة، في بيان مشترك، على أهمية اتباع إرشادات النظافة اليومية من غسل الأيدي وتطهير الملابس وخلع الأحذية قبل الدخول للمنازل، وغيرها من الإجراءات الموصي بها من وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، للوقاية من فيروس كورونا. وأوضح البيان أنه سيتم بدء فعاليات الحملة، بداية شهر أكتوبر القادم، حيث تم اختيار أنسب الوسائل الإعلامية التي تناسب الجمهور المستهدف، مع وضع التصميمات المناسبة والملائمة لطبيعة هذا الجمهور، مع إجراء الاختبارات القبلية على الشعار المستخدم، التصميمات الموضوعة، وكلمات الأغاني، والألحان، وكل ما يتعلق بمكونات هذه الحملة، لضمان تحقيقها الأهداف المرجوة، مؤكدين التزامهم واستعدادهم لمواصلة العمل مع كافة الشركاء من أجل جعل أربعة مجالات أفضل مما كانت عليه، وهي تحديدا إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل من أجل عالم أفضل.