وجهت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (ARCO) نداء إنسانياً عاجلاً لمكوناتها من هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ومختلف المنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني والمانحين لتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للمتضررين من الفيضانات والسيول في السودان، وتأمين المأوى للمشردين الذين أصبحوا بلا مأوي يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد أن تم تدمير منازلهم بسبب الفيضانات والسيول. وأكدت المنظمة في نداء إنساني أصدرته عقب تلقيها تقارير من جمعية الهلال الأحمر السوداني SRCS (عضو المنظمة) تفيد بوقوع أضرار كثيرة في البلاد بسبب الفيضانات والسيول؛ ضرورة الإستجابة الإنسانية لتأمين المساعدات المطلوبة للمتضررين. وشدّد أمين عام المنظمة العربية الدكتور صالح بن حمد التويجري على اهمية تامين احتياجات آلاف المتضررين من الفيضانات في مختلف ولايات السودان بعد أن تم إعلانه منطقة كوارث؛ تحتاج لمضاعفة الحراك الإنساني العاجل. وأكد "التويجري" على ضرورة التفاعل الإنساني مع المتضررين؛ خاصة أنهم في حاجة ماسة لخدمات الصرف الصحي والمساعدات الغذائية والإغاثية والمأوى بعد أن أصبحوا ينامون في الشوارع بعد أن تدمرت منازلهم؛ إضافة لحاجتهم للأدوية واللوازم الطبية في ظل وجود مخاوف من زيادة معدل الإصابة بكورونا وتفشي مرض الملاريا وأمراض أخرى بسبب تجمع الناس في أماكن مزدحمة؛ ومياه الفيضانات التي غمرت العديد من الأحياء وداهمت المنازل؛ مشيراً إلى أن بعضهم اضطروا للجوء إلى المدارس القريبة التي لم تلحق بها أضرار لحماية أنفسهم وأطفالهم من السيول. وكشف تقرير تراكمي لأضرار خريف العام 2020 صادر عن جمعية الهلال الأحمر السوداني أن الفيضانات أودت بحياة 101 شخصا وأصابت 46 آخرين والحقت تدميراً كلياً وجزئياً ب 64997 منزلاً و179 مرفقاً عاماً و354 متجراً ومخزناً، وأتلفت أراض زراعية بمساحة 4058 فدان وتسببت في نفوق 5482 من الماشية و59 من الدواجن في ولايات أم درمان وجبل أولياء وكرري والخرطوم بحري. وجاء في التقرير أن العاصمة الخرطوم شهدت خلال الفترة من 4 أغسطس حتى 6 سبتمبر 2020 تدمير كلي وجزئي ل 10048 منزلاً وإتلاف 7031 دورة مياه. وبينت جمعية الهلال الأحمر السوداني أن فرق التطوع تباشر عملها على مدار الساعة لتقديم المساعدات للمتضررين؛ حيث يعمل 50 متطوع في أم درمان و80 جبل أولياء و50 كرري و20 الخرطوم و45 الخرطوم بحري و25 شارع النيل؛ وفي العاصمة الخرطوم عمل 245 متطوعًا خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 4 سبتمبر 2020؛ و570 متطوعًا خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2020. وكان مجلس الأمن والدفاع قد أعلن في اجتماع عقده يوم الجمعة الماضي حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر؛ واعتبر السودان منطقة كوارث طبيعية؛ وقرر تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات لخريف 2020 برئاسة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وعضوية كل الوزارات والولايات والجهات ذات الاختصاص لتنسيق وتوظيف الموارد وتكامل الأدوار المحلية والإقليمية والعالمية. وقالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذة لينا الشيخ عقب الاجتماع أن المجلس أعلن حالة الطوارئ بعد إطلاعه على تقارير متعلقة بفيضانات هذا العام ووقوفه على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية التي أسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات السودان وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل؛ حيث تجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين 1988 و1946؛ مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.