رمضان صبحي موهبة كروية كبيرة ومستقبل للملاعب المصرية خلال العشر سنوات المقبلة، وما حدث معه في الآونة الأخيرة هو نتاج سوء إدارة كما هو معمول به في كل المجالات التي نعاني منها من فقر إدارة الحدث أو الموقف، وهكذا رغيف العيش هو عنوان الحياة والمعيشة للمواطن المصري وما حدث مع الرغيف أيضا افتقار لكيفية إدارة القرار الصحيح في التوقيت المناسب. وما بين هذا وذاك صراخ المواطن المصري الذي فقد 20 % من وزن الرغيف، واتهم اللاعب الموهوب رمضان صبحي بالخيانة والعمالة وبيع النادي الأهلي من أجل المال، وفي وسط ذلك الحدث الرياضي ما زال سماسرة وتجار المواقف يشعلون النيران ضد اللاعب، كما يشعلونها ضد تخفيض وزن الرغيف. ولم يخرج صاحب ضمير ليقول لهذا المواطن الجائع للمعرفة والمعلومة مثلما هو جائع للرغيف، إن اللاعب رمضان صبحي لم يترك الأهلي بل الأهلي هو الذي تركه منذ سنوات عندما قرر بيعه إلي نادي ستوك سيتي الانجليزي بمبلغ 6 ملايين يورو في عام 2016، تلك هي الحقيقة أيها المواطن الغلبان، فلماذا لم تتهم ناديك حينئذ بالخيانة وترك تلك الموهبة؟! ومنذ ذلك التاريخ اصبح رمضان صبحي لا علاقة له بالنادي الأهلي، وعلاقته الحالية هي على سبيل الإعارة فقط التي انتهت منذ أيام، ومن حق ناديه الحالي هيديرسفيلد تاون الانجليزي بالاتفاق معه ببيعه إلى أي ناد آخر تتوافق شروطه المالية مع متطلبات الطرفين. والذي حدث من حالة هياج وتجريح في شخصية اللاعب، ربما يكون تأثيره كبيرًا جدًا على أداء اللاعب الدولي مع منتخب بلاده في الأولمبياد القادمة، وهنا ستكون الخسارة على الوطن مصر لما يمثله اللاعب من تأثير فني كبير علي أداء وتماسك الفريق. ورجوعًا إلى القرار العشوائي لخفض وزن رغيف العيش فيمثل نفس طريقة التعاطي مع ما حدث مع رمضان صبحي، سماسرة كلمة من أجل الربح الإعلامي على حساب مصلحة الوطن، ولم يخرج صاحب ضمير أو كلمة ليقول للمواطن والمسئول إن الرغيف السابق بوزن 110 جرامات كان مهدور القيمة والجودة بسبب سوء الضمير والرقابة، فنحو 50% من وزن الرغيف عبارة ة عن عجين ملتوت وردة بتراب، ولا يأكل من الرغيف إلا وجهه فقط الذي لا يتجاوز 50 جرام . كل ذلك على مسمع ومرآى الجميع؛ لكن لا حياة لمن تنادي؛ لأن الفساد اصبح جزءًا ومكونا رئيسيا من مكونات مؤسسات الدولة، هكذا صنع بنا نظام مبارك وهكذا سنعيش فترة ليست بالقليلة؛ لكي نتخلص من موروث مبارك الثقافي والعملي الذي اصبح سلوكا ومعاملات حياتية. متواجد خارج مصر منذ سنوات فقيمة الدولار يشتري نحو 10 أرغفة والدولار يصل إلى 17 جنيها الذي يشتري في مصر نحو 340 رغيفا، هل متخيل ذلك الوضع أيها المواطن البسيط الذي تم تركك في سبي مواقع التواصل الاجتماعي ليتم التلاعب بك واستخدامك كسلعة تتم المتاجرة بها من لجان الإخوان الشيطانية ؟ وهل تعلم أيها المواطن أن ميزانية دعم الرغيف السنوي ما يقرب من 53.5 مليار جنيه، وأن الرغيف يكلف الدولة 62 قرشا وأنت تحصل عليه ب 5 قروش وان نصفه يتم هدره كأكل للطيور وعلف للمواشي؟ هل تعلم أيها المسئول غير الصالح لأداء دورك الرقابي أو التنفيذي، أن نصف الرغيف يتم هدره بسبب عدم جودة صناعته وعلى اثر ذلك يتم استخدامه كعلف مواشٍ وطيور أو الرمي به في سلة النفايات؟ هل تعلم معنى ذلك أيها المسئول الذي لا يحاسبك احد أن نصف الدعم بما يوازي 27 مليار جنيه يتم هدرها؟ تخيل معي يا من تتطلع في هذا المقال، أن هذا المبلغ المهدر يبني كم مصنعا ومستشفى ومدرسة؟ وكم من بحث علمي يتم تبنيه ورعايته؟ تلك هي العلاقة بين رمضان صبحي الذي هو بالمئات خارج أسوار الأندية والمراكز الرياضية تمنعهم المحسوبية والواسطة والفساد من الالتحاق باللعبة وتهدر على مصر مليارات من العملة الصعبة دون رقيب أو حسيب. وما بين رمضان والرغيف حلقة مفقودة تبتلعها بيروقراطية إدارة الأحداث، التي تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لكي تستقيم الأمور ويصبح الرغيف صالحا للاستخدام الآدمي بالسعر المناسب، وأيضا يصبح رمضان صبحي سلعة رياضية تدخر لمصر أضعاف مليارات دعم الرغيف المهدور.