في اطار مشاركة الهيئة المصرية العامة للكتاب في الاحتفال بمرور 50 عام علي منظمة الوحدة الافريقية نظمت الهيئة مؤتمرا بعنوان ' عام افريقيا' دارت جلسته الاولي حول التنمية في افريقيا وشارك فيها د.فتحي مصيلحي استاذ الجغرافيا، د.عزيزة بدر استاذ بمعهد الدراسات الافريقية، ورمضان قرني، وأدارها شوكت المصري. وتحدثت د.عزيزة بدر عن التنمية البشرية في افريقيا حيث استعرضت دراسة تعالج عملية التنمية وتقدير حجم الضغوط والمشكلات التي تواجه التنميةواكدت بدر أن اكبر مشكلة تواجه التنمية أن جزءا كبيرا من افريقيا صحراء وتوجد ندرة مائية في عدة مواقع واكدت التباين في نمو الناتج المحلي وترتيب دول حوض النيل في التنمية البشرية وان مصر في مرحلة متوسطة وباقي افريقا علي مستوي منخفض، وعن التواصل الاعلامي والسياسي في افريقيا تحدث رمضان قرني: مؤكدا علي الهوية الأفريقية للمصري الذي هو مزيج من الهويات وموضحا ان ترديد مقولة ان مصر غابت عن بعدها الأفريقي يضعف وضع اي مفاوض مصري مع افريقيا سواء في دول حوض النيل او غيرها، وان الدائرة الأفريقية جاءت في المرتبة الأولي في الحقبة الناصرية متمنيا أن لا نأخذ من الصخب الاعلامي ما يضر بمصر وان يترك الأمر إلي المفاوض لأن هذه القضية امن قومي. وأضاف قرني: الظروف البيئية والجغرافية في افريقيا تجعل التكنولوجيا بعيدة بعض الشئ والبث الاذاعي هو الأداة المثالية في هذا الجانب وعلينا توظيف طلاب معهد الدراسات الافريقية و الأزهر الشريف والكنيسة ويمكن اطلاق قناة فضائية مصرية لافريقيا ويجب تحديد القضايا التي تمس المواطن الافريقي وذوق المواطن الافريقي ومخاطبته بلغته لخلق نوع من الانسجام والجذب لمصر كما طالب قرني بتوظيف الشعبية التي تتمتع بها الرياضة المصرية في افريقيا. واكد د.فتحي مصيلحي استاذ الجغرافيا أنه يجب الاتفاق علي المجال الحيوي لمصر ويجب ان يدرس بشكل جيد من قبل الدولة والباحثين، وعن مساهمة الصناعة في الناتج القومي، ومؤشر القدرة الشرائية ومؤشر التنمية البشرية فأكد أنهما يوضحان ان افريقيا في موقف محزن بالنسبة للعالم، أما الآفاق المستقبلية لافريقا جنوب الصحراء فالحالة هناك سيئة جدا لقلة الدخول. أما القيم التراثية التي أدت للتخلف منها الممالك القبلية والعبودية والاستعمار الاوروبي وقد مارست بعض الدول بعد الاستقلال دورا اقتصاديا محدودا، وأضاف مصيلحي من المشكلات ايضا سوء الحكم والصراعات الداخلية والنمو السكاني والمرض، وزيادة حرارة الكون، وان بعض احباطات عدم التقدم ترجع إلي السياسات الخاطئة، وبطء نتائج الهيكلة. ودارت الجلسة الثانية حول الأدب الافريقي وشارك فيها الشاعر رفعت سلام، د.حسين محمود، عاطف عبد المجيد، د.فوزي حداد، عبده الريس، وأ دارتها د.سهير المصادفة وقالت: شاء لنا المستعمر أن نبجل كل ما تنتجه الحضارة الحديثة ونغازل الأدب الفرنسي والاسباني والانجليزي، وأركز هذا العام علي الاهتمام بأدب أفريقيا السوداء، واضافت: شهدت سلسلة الجوائز تنويعات من الأدب الافريقي وترجمة الأدب هي الوحيدة التي يعبر بها شعب إلي شعب آخر بعاداته وتقاليده وطقوسه دون المرور علي الحكومات والأفكار الايدولوجية من اي نوع. وقال عاطف عبد المجيد: الأدب الافريقي ببساطة يمثل منجما ابداعيا خطيرا لا نعرف عنه إلا اقل القليل وتعتبر افريقا بالنسبة للكثيرين مناطق غامضة، مشيرا إلي تجربته في ترجمة الجزء الأول من ثلاثية الكاتب جان ديفاز انياما الجابوني 'رحلة العم ما' وهي سيرة للواقع والمجتمع الافريقي ويتحدث فيها عن مشكلات وهموم مجتمع كامل وفيها صراع علي مستويات متعددة. د.حسين محمود: نحن ننظر إلي افريقيا بعين بها كثير من العنصرية والتمييز والوضع نفسه في أوروبا عندما نتحدث عن أدب الهجرة في أوروبا والهجرة الثقافية ينظر إليها من منظور في منتهي الايجابية، كثير من الأدباء العرب نبه حضارتنا وثقافتنا إلي أن هناك فجوة بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية مثل الطيب صالح، وأشار إلي أن الأدب الافريقي الناطق باللغة العربية والمترجم إلي الايطالية ظل محبوسا في ثمانينات القرن العشرين وفاز ثلاثة من أدباء افريقيا بجائزة نوبل وهذا ماعرفهم بهم، هذا الاهتمام جعل بعض دور النشر تتخصص في نشر الأدب الافريقي، واليوم في ايطاليا يبلغ عدد دور النشر التي تنشر أعمال الأفارقة 50 دار نشر. وعن بدايات الادب الافريقي قال عبده الريس: نستثني دول شمال افريقا لطابعها الخاص ولكن هذا لا يعني ان باقي الدول ليست متشابهة إلي حد بعيد وعندما نتطرق إلي الأدب الذي كتب باللغات الإفريقية نجد أن الموضوع به صعوبة كبيرة، واتمني ان يكون هذا العام مثلا عام ترجمة الأدب الافريقي. وتحدث د.فوزي حداد عن رواية ' نصف شمس صفراء' الصادرة في سلسلة الجوائز. رفعت سلام: رغم اننا نردد دائما اننا إفريقيين واننا لسنا عنصريين إلا اننا نتعالي دائما علي الأفارقة ولا نتابع الجوائز الإفريقية علي عكس اهتمامنا بالجوائز الأوروبية، وبالرغم من ذلك اكاد اجزم ان ما كتب من الأدب الافريقي بالفرنسية موجود في باريس، اما في مصر فالاهتمام مرتبط بالمناسبات او بالسياسة.