"دمتم بأمان" جملة يرددها دائما منذ تولى مسئولية مستشفى النجيلة أول مستشفى للعزل فى مصر؛ حيث عشنا معه رحلة العلاج للعديد من الحالات بكورونا. وعندما بدأ ينشر حملات توعية سأله البعض "لماذا تظهر على وسائل التواصل الاجتماعى؟ ومن أين لك بكل هذا الوقت؟" ليكشف عن أنه أصيب بالفيروس أثناء وجوده فى المستشفى وأنه أراد أن تكون فترة علاجه وسيلة لطمأنة الناس وكيفية الوقاية بأبسط القواعد الخاصة بالتباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة وغيرها من القواعد البسيطة، وبعد التعافى كان قراره بالتبرع بالبلازما لإنقاذ أرواح تبحث عن أمل العلاج. وعندما أخبروه بأنه لن يعود لعمله كانت غصة فى الحلق ومحاولات عديدة كللها الله بالنجاح والعودة للعمل فى النجيلة بجهد راق يقدم الوصفة الطبية ويقدم جرعة التوعية غير الرد على الرسائل التى تبحث عن إجابة للقلق الذى يشعر به البعض بمجرد الشعور بأي أعراض فى جسمه. عبر صفحته على الفيس بوك كانت لدينا عدة رسائل نقلناها منه إلى الجميع رغبة فى زيادة الاطمئنان وأننا ببعض الاجراءات وكثير من الثقة فى الله سنمر من هذه الأزمة بأمان.. -لنبدأ بامتحانات الثانوية العامة التى بدأت أمس ماذا تقول لأولادنا؟ =أرفض تماما رسائل الرعب التى يقدمها البعض لأولادنا بأنهم ذاهبون للموت والحقيقة أن الموضوع بسيط لو اتبعنا التعليمات البسيطة ومنها تطبيق مسافات بين الطلاب فى الامتحان ولبس الكمامة وتطهير الأيدى. وأن أى طالب تظهر عليه الأعرض لا يذهب للامتحان؛ لأن المشكلة التى قد تسبب نقل العدوى هى "التجمعات" ذلك فالأفضل عدم وقوف الطلاب مع بعض أمام المدرسة قبل أو بعد الامتحان وعدم السلام والحفاظ على المسافات بينهم. فالطالب عليه أن يتعامل مع زميله على أنه مصاب "مفيش سلامات ولا أحضان ولا غيره ومفيش وقوف معاهم" وعلى الطالب أن يدخل الامتحان ويخرج منه على بيته مباشرة دون خلع الكمامة مطلقاً وزيادة فى الأمان من الممكن ارتداء فيش شيلد وثمنه لا يتعدى "25 جنيه". -كيف ترى تأثير الأخبار الكثيرة على الناس والموجة الجديدة فى الصين؟ =أتمنى ألا نتابع كل تفاصيل الأخبار وهى كثيرة وبعضها مغلوط وتؤدى إلى آثار نفسية سيئة وعلى أى شخص ينشر خبرا أن يسأل نفسه بماذا سيستفيد الناس بهذا الخبر؟ وهل سيؤدى للتوعية أم الرعب؟ لأن الأمور إذا تمت بشكل بسيط وبهدوء وبتوعية جيدة ستمر بإذن الله بأمان. -الملتزمون بالإجراءات الوقائية ضجوا من الالتزام بماذا تنصح ؟ =طبعا لست راضيا عن تعليقات البعض بأنهم ملتزمون من شهر مارس وغيرهم يتعامل بشكل طبيعى وأدى استهتارهم إلى زيادة الأعداد وللجميع أقول علينا أن نكمل مشوار التوعية؛ لأنها بعد ستر ربنا هى الوسيلة الأفضل للحماية. والتزام الكثيرين أدى إلى بطء انتشار الفيروس مما أدى لحماية الكثيرين فعدم وجودك فى مكان ما فى لحظة معينة تسبب فى منع انتشار الفيرس. -ما رأيك فيما ينشر حول الكوفيد الذى يصيب الأطفال وظهر فى الجزائر ؟ =لا تتعاملوا مع الأخبار بدون تدقيق. هذا المرض اسمه (كاواساكي) وهو مرض نادر يصيب الأطفال خصوصا أقل من سن الخامسة ويؤدى الى التهاب حاد في الأوعية الدموية غير المعروف مصدرها. وأعراضه الحمى والطفح الجلدي والتهاب العينين واحمرار في البلعوم وتجويف الفم، وتورم في اليدين والقدمين وتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة. وحتى الآن ليس معروفاً سبب المرض وإن كانت هناك نظرية مقبولة تؤكد أن سبب المرض التهاب فيروسي أو بكتيرى. وأن نسبة الوفيات بسببه عالميا منخفضة جدا جدا 0.2%. وهذا معناه أنه لا داعى للقلق فالمرض نادر الحدوث فى الظروف الطبيعية وحتى مع الكوفيد فالموضوع نادر جدا وعدد قليل لا يتعدى المئات من الأطفال فى العالم كله والعلاج فعال ومعروف لأطباء الاطفال. -وماذا عن الأخبار المنتشرة عن نوع جديد من الفيروس فى الصين ؟ =أولا لابد أن نقرأ الأمور جيدا حتى لا نزيد رعب الناس فالنوع الجديد الذى ظهر فى الصين ثبت أنه قادم من أوربا والصين منذ شهور تبلغ عن حالات قادمة من الخارج فقط فقد أعلنت منذ أيام مثلاً عن أن هناك 44 حالة منهم 11 قادمون من الخارج وعدد الحالات المرتبطة بالبؤرة الجديدة التى اكتشفوها منذ ايام كانت 106 حالات والباقى قادم من الخارج أو من مقاطعات اخرى. ورغم ذلك فالصين لم تقف أمام الأمر بل عملت حظر للمدينة التى ظهر فيها الفيروس وأغلقت المدارس والمحلات وغيره من الإجراءات. وهذا سيقلل من الخسائر ب. -كيف ترى الأخبار التى انتشرت عن الديكساميثازون؟ =على فكرة الدواء موجود فى بروتوكولات العلاج المصرى من زمان ويستخدم فقط للحالات المتوسطة والشديدة بناء على عمل أشعة مقطعية ويستخدم لحالات معينة خاصة التى تكون تحت التنفس الصناعى وبحذر شديد وتحت إشراف طبى. وخطر على الحالات البسيطة. لذلك أرجو من الصيادلة عدم صرفه إلا بناء على روشتة طبية موثقة. وللأسف نشر الأخبار عن هذا الدواء باعتباره الحل السحرى للكورونا جعل بعض الناس معدومى الضمير يقومون بسحبه من الصيدليات مثلما فعلوا مع المضادات الحيوية والفيتامينات ومع البنادول الذى اختفى من السوق والباراسيتامول الذى خزنه البعض رغم أنه ليس علاجا للكوفيد بل مجرد خافض للحرارة ومسكن للآلام. وعدم وجوده يهدد حياة إنسان ولهؤلاء أقول "إن ما فعلوه قد يكون سبباً فى تدمير حياتهم". -كيف نخرج من الأزمة وهذه الجائحة ؟ =أكثر ما يثيرنى فى بيانات وزارة الصحة هو عدد حالات الوفاة وهل المؤشر يزيد أم يقل؟ وكلما زاد الوعى وارتدى الجميع الكمامة وحافظوا على الإجراءات الوقائية البسيطة سيمكننا التعامل مع الفيروس بسهولة والموضوع يتلخص فى (كمامات نزول للضرورة متقربش من حد مفيش عزومات ولا زيارات عائلية ولا مناسبات ولا سلامات ونبعد عن الزحمة وبلاش تجمعات، دخول السوق فى الزحمة او عيد ميلاد وفرح وسبوع او اننا نتزاحم على الطوابير علشان نخلص مصلحتنا بدرى) وهى أمور بسيطة جدا. -أنت تشجع ارتداء الكمامة وأنها حل للوقاية وتقليل الحالات ؟ =سأنقل لكم الدراسات العلمية التى تؤكد أن الكمامة كان لها دور فعال فى تقليل الحالات ففى دراسة منشورة فى موقع PNAS من باحثين فى امريكا قالوا إن قرار ارتداء الكمامات الإلزامى فى نيويورك يوم 17 أبريل إلى 9 مايو قلل الأعداد المتوقعة بواقع 66 ألف حالة وقل معدل الإصابة 3% وأدى قرار ارتداء الكمامات فى إيطاليا من يوم 6 أبريل وحتى 9 مايو إلى تقليل الأعداد بواقع 78 الف حالة. وكانت الكمامات التى أشارت لها الدراسة هى الطبية والمصنوعة فى البيت وقالوا إن فائدة الكمامات منع خروج الرزاز من المصاب عن طريق تقليل سرعة الرذاذ وحجب الرذاذ كبير الحجم الذى يحتوى على حمل فيروسى. -ما هى أبرز الاحتياطات الواجبة للتقليل من وفيات كورونا ؟ =الدول التى نجحت فى القضاء على الفيروس طبقت ثلاث قواعد هى: " التباعد المجتمعى والحظر الجزئى وارتداء الكمامات" وكل الدول اللى حصل فيها انحصار للانتشار عندها طبقت الكمامات إجباريا مع حظر سواء كلى أو جزئى وتباعد مجتمعى مثل الصين وتايوان واليابان وكوريا وبعض الولايات فى امريكا واوربا وهو الحل المتاح الآن حتى ظهور اللقاح. -تبرعت بالبلازما بمجرد شفائك حدثنا عن التجربة ؟ =أتمنى من كل شخص أنعم الله عليه بالشفاء أن يتبرع بالبلازما بعد 14 يوما من خروجه وبحد اقصى 28 يوما من شفائه؛ لأن دمه يحتوى على أجسام مضادة واحتمال كبيير جدا تساعد شخصا على الشفاء، والموضوع سهل وبسيط حيث يتم فصل البلازما ويعود لجسمك باقى مكونات الدم كاملة وتعوض بمحاليل. وبفضل الله تبرعت ب 4 وحدات بلازما 800 ملي، وهناك تجارب أولية لعلاج الحالات بالبلازما ولكن نحتاج زيادة عدد المتبرعين الذين لم يزد عددهم حتى الان على 45 فقط وهو رقم محبط جدا، فالشفاء نعمة من الله علينا أن نشكره بتقديمها للغير لإنقاذ حياته.